Advertise here

عزت حرب: آثر الصمت ورحل

27 تموز 2021 16:05:36

عندما بدأت الحرب الأهلية في لبنان وبدأ التقاتل بين أبناء الوطن، إنكفأ عزت حرب متيقنا أن لا جدوى من العمل الوطني والإصلاحي تحت ظلال البنادق. فالمحامي عزت حرب الذي آمن بالإصلاح طريقا للتقدم والنهضة وبناء المؤسسات وجد ان الإنكفاء أحد وجوه التعبير عن رفض الواقع، وأن الصمت ربما يكون أقوى وأبلغ. 

كان المحامي حرب قياديا في حركة القوميين العرب. كما كان أحد قياديي الحركة الوطنية اللبنانية في بيروت ومن المقربين للمعلم كمال جنبلاط. 

وقف المحامي حرب ضد مشروع ايزنهاور وضد كل أنواع الاستبداد والاستعمار، مناضلاً للوحدة والتحرر. آمن بالمبادئ الناصرية. وكانت قناعته راسخة بأن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية، مؤمنا بالنضال لتحرير أرض فلسطين من البحر الى النهر، وبقي حتى الرمق الأخير متمسكا باللاءات الثلاث: "لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف". 

كان أحد أركان النادي الثقافي العربي وأبرز وجوهه، مساهما في ترسيخ موقع بيروت عاصمة للكتاب والنشر. كما شغل عدة مناصب، منها الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، والمدير العام للأوقاف الإسلاميّة، عضو مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيريّة الإسلامية في بيروت، وغيرها من الجمعيات والهيئات، في مرحلة تاريخية مفصليّة من عمر لبنان والوطن العربي.

ومع رحيل الرجل العصامي، الملتزم أولا بالمبادئ الإنسانية، وبالقضايا العربية والوطنية، لا يسعنا في الحزب التقدمي الإشتراكي إلا أن نستذكر مسيرته النضالية، مؤكدين على أن هذه المبادئ والقيم والقضايا المحقة لا بدّ أن تنتصر بتراكم النضالات، وعزت حرب واحد ممن راكم في هذه المسيرة نضالات ومواقف .