Advertise here

ثورة 23 يوليو المصرية.. عنوان العروبة وبناء المجتمعات القوية

23 تموز 2021 08:05:00 - آخر تحديث: 23 تموز 2021 09:06:16

تحل الذكرى 69 لثورة 23 يوليو ( تموز) 1952 فى وقت تواجه فيه مصر وأمتها العربية تحديات كبرى تكاد تكون هى الاصعب فى تاريخها والمعاصر.

لقد كانت الثورة وقائدها التاريخى جمال عبد الناصر بمثابة الزلزال الذى هز المنطقة والعالم ووضع مصر فى مكانها الطبيعى من خلال قيادتها للدوائر الثلاث العربية والأفريقية والاسلامية ومنعت تدخل أى دولة فى الشؤون العربية التى التفت حول مصر وقائدها الذى ساند حركات التحرر فى أفريقيا والعالم وتطويق "اسرائيل" من خلال مؤتمرات عدم الانحياز والحياد الايجابي.

داخليا، انطلقت أكبر حركة تنمية موجهه لزيادة الانتاج صاحبتها عدالة فى التوزيع ما أنتج قفزة هائلة فى التصنيع واستصلاح الأراضى وبناء المدارس والمستشفيات والجامعات ومراكز الأبحاث والتى توجت ببناء السد العالي. 

أما بعد "كامب ديفيد"، فعزلت مصر عن دوائر حركتها الطبيعية وتقوقعت داخل حدودها واستفرد الاستعمار الجديد بكل بلد عربى على حدة (العراق - ليبيا - سوريا - اليمن) والقائمة تطول، وحلت اسرائيل محل مصر وأصبحت هى المتحكم فى كل شيء.

أما على مستوى القضية الفلسطينية، فلم يعد هناك من دعم عربى لشعبنا فى فلسطين إلا إرادته الحرة وإيمانه بقضيته العادلة والصدور العارية التى تواجه آلة الحرب الصهيونية بكل بساله وشجاعة وإقدام.

وانتهى عصر الاستقلال العربي وعادت الهيمنة الاستعمارية ونهب ثروات الشعوب فى أبشع صورها.

وها هى مصر تدفع ثمن الانكفاء والتقوقع داخل حدودها فى صورة حرب تعطيش تستهدف مقدرات الشعب المصرى وثروته المائية المتمثلة فى نهر النيل شريان حياة مصر والمصريين ورمز كرامتها واستقلالها.

وفى لبنان هذا البلد الذى أحب عبد الناصر وبادله هو حبا وتقديرا، فتتحكم فى مصائره طغمة حاكمة طاغية لم يعد يجدي أن نوصفها بالفاسدة والناهبة للثروات لأنها تخطت ذلك بمراحل ووضعت شعبنا العظيم فى مهب الريح تتقاذفه امواج التفقير والتجهيل والتهجير.

وجاء إنفجار مرفأ بيروت ليزيد من آلام الشعب اللبنانى الذى كلما انتفض لتصحيح مساره واجهته السلطة بالطائفية والمذهبية البغيضة التى أنشأت فى كنفها مافيات المحروقات والأدوية وأهملت جميع المؤسسات الخدمية.

أما أحزابنا الوطنية التى طالما وقفت مع المقاومة لكنها أهملت لقمة عيش الفقير وهى مطالبة اليوم بإنشاء برامج سياسية إقتصادية واجتماعية تضع مصلحة المواطن فى المقام الأول وتكون رقيبة على السلطة وليس رديفا لها.

اننا فى الاتحاد الإشتراكى العربي - التنظيم الناصري - ونحن فى رحاب هذه الذكرى العظيمة فإننا نتوجه بالتحية إلى شهداء أمتنا العربية وإلى أشرف الرجال وأصدقهم القائد جمال عبد الناصر. 

(*) رئيس الاتحاد الاشتراكي العربي - التنظيم الناصري منير الصياد منير الصياد