Advertise here

العيد يغيب عن الشوارع.. وانتظار "العيدية" من المغتربين

19 تموز 2021 13:07:28 - آخر تحديث: 19 تموز 2021 14:49:29

غابت مظاهر الاحتفال بعيد الاضحى عن كافة المناطق اللبنانية هذا العام، بسبب ما تعيشه البلاد من انهيار تام لكافة القطاعات دون استثناء، إلى جانب الضائقة الاقتصادية الخانقة نتيجة تدهور سعر صرف الليرة والغلاء الفاحش في الاسعار، الذي طال المواد الغذائية والاستهلاكية والمحروقات.

ويشكل عيد الاضحى احدى المناسبات الدينية التي عادة ما يتجلى فيها التكافل الاجتماعي والاضاحي، لكن الوضع تغيّر في "بلاد الارز" هذا العام.

فأصبحت تلك المظاهر تقتصر على بعض المغتربين الذين قدموا خصيصا إلى لبنان، ومنهم من حضرت جهوده رغم الغياب القسري، إضافة إلى بعض الجمعيات الا?غاثية التي تقوم بتأمين الاحتياجات الإنسانية في حدودها الدنيا.

جمود وخيبة

في السياق، قال صاحب محلات للالبسة والاحذية في سوق برالياس بمنطقة البقاع الاوسط، يوسف ابو نوح، في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية": "وضعنا كارثي.. لا تتجاوز نسبة الحركة (بالسوق) 5 بالمئة، فيما المستهلك لا يتقبل السعر الجديد والتغييرات اليومية السريعة لسعر صرف الدولار، التي تظهر واضحة في أسعار الالبسة والاحذية".

وأضاف: "اذا بعنا 10 قطع لا يمكننا اعادة شرائها مجددا. راس مالنا يتهاوى امام اعيننا.. في عيد الفطر كان سعر صرف الدولار في حدود 12 ألف ليرة، وكان الوضع افضل مما يعيشه لبنان اليوم في ظل سعر صرف يقفز بين اللحظة والاخرى ويبلغ حاليا حوالي 22 ألف ليرة".

وتابع ابو نوح: "المستهلك تحول نحو (المتاجر الاوروبية) التي تبيع الملابس المستعملة (البالة)".

بين المغترب والمقيم

من جانبه، قال خادم مسجد المنصوري الكبير في مدينة طرابلس، محمود النابلسي، وهو أب لثلاثة أبناء: "بكل أدب واحترام، تم اختيارنا من قبل مندوبين عن (تجمع مغتربي طرابلس.. عيدنا واحد) وهي مجموعة قيل لنا إنها تضم أبناء من المدينة، من المغتربين المنتشرين حول العالم".

وتابع لموقع "سكاي نيوز عربية": "تم توزيع العيدية على الأطفال، وحصلنا على قسيمة لشراء كسوة العيد، كما أسعدنا خبر تزويدنا بالادوية"، منوها إلى "التنظيم المميز" لهذا التجمع الذي كسا العديد من عائلات المدينة وأطفالهم.

وتابع النابلسي: "لولا جهود هؤلاء، وأنا لا أعرف من هم، لما تمكنت من إدخال البهجة إلى قلوب أولادي".

وأعرب النابلسي عن أمله في أن يحاول التجار ورجال الأعمال، خلق فرص عمل لابناء طرابلس، كما طالب "التجمع" برفع شكوى نيابة عن المقيمين، ضد السياسيين، إلى هيئة الأمم المتحدة، أملا في أن تعمم هذه التجربة على كافة المناطق اللبنانية".

صيدا

بدوره، قال نائب امين سر جمعية تجار مدينة صيدا، جنوبي لبنان، وائل قصب: "مشكلة كبيرة تكمن في فقدان مادة المازوت من الا?سواق. نعمل على توزيع المازوت على المستشفيات والمحلات التجارية، إلا اننا نعاني من نقص حاد، مما يوثر سلبا على اضاءة السوق والمتاجر".

واستطرد لموقع "سكاي نيوز عربية": "للمرة الأولى في موسم الاعياد لا تفتح اسواق صيدا ليلا، في الاسبوع الذي يسبق العيد لم نستطع تامين المازوت للمتاجر، إلا لساعات قليلة".

وتابع: "يعاني اللبنانيون من ضعف القدرة الشرائية، في ظل سعر صرف الدولار الذي تخطى عتبة الـ23 ألف ليرة، وتقتصر الحركة على المغتربين. الوضع ماساوي ويفتش رب الاسرة عن المتاجر التي تبيع حاجيات رخيصة من منشأ اسيوي، ينسحب الامر على محلات الحلويات التي اقفلت معظمها. لا بهجة للعيد مع غياب تام للزينة ".

أما المواطن عثمان صعب، فأكد أن "الحركة معدومة في الاسواق، باستثناء بعض المغتربين، خاصة بعد ذوبان القدرة الشرائية لدى المواطنين. الجولة في الاسواق باتت غالباً (للفرجة) ليس اكثر".

كما قال المتخصص في الاقتصاد، رائد الخطيب: "الوضع كارثي على الطبقة الوسطى التي انحدر مستواها لتصبح اكثر فقرا، فراتب الموظف المجاز الذي يبلغ حوالي 3 ملايين ليرة، كان يوازي قبل الازمة حوالي 2000 دولار، وصار حاليا 140 دولارا".

وأضاف: "اي أن دخله اليومي صار لا يتعدى 5 دولارات. ويتراجع الراتب إلى مستوى أقل في بلد لا يتعدى الحد الادنى للاجور فيه 750 ألف ليرة، وهو ما يعادل 30 دولارا شهريا، وهذا يعني دولارا واحدا في اليوم، وهذه كارثة بحد ذاتها".

اما عن حركة الاسواق، فأوضح الخطيب أنها "جامدة، ويسعى التاجر دائما إلى رفع سعر السلعة، مما يعمق الأزمة، كما تواكبها مشكلات اجتماعية وتوترات"، كتلك التي تحصل في طرابلس، إذ يسجل التراجع اكثر من 90 بالمئة، بعد ان توقف ابناء المناطق المجاورة عن زيارة المدينة بسب فقدان مادة البنزين والارتفاع الفاحش في أسعار الملابس ومستلزمات العيد".

واختتم الرجل حديثه إلى موقع "سكاي نيوز عربية"، بالتأكيد على أن انفاق المواطن اللبناني "صار يذهب اكثر نحو توفير الطعام وتامين الادوية الضروية".