Advertise here

هذا ما ننتظره من "الأنباء"!

19 كانون الأول 2018 21:04:33

برغم النمو السريع لشبكات التواصل الاجتماعي والتي باتت منصاتها منابر إعلامية قائمة بذاتها، إلا أن رونق الصحف يحمل معه عبق التاريخ القديم والمعاصر، تاريخ نشعر بقراءته أننا من صنّاعه وإن لم نكن عايشناه بالزمن والعمر.

"الأنباء" التي نطقت بلسان حال الحزب التقدمي الإشتراكي لعقود من الزمن، وكانت منبراً للفيلسوف كمال جنبلاط السياسي قارئ الكتب وكاتبها، ها هي اليوم "الأنباء" نفسها تتجمّل مع متطلبات العصر لتنتقل من ورق وحبر إلى العصرنة الإلكترونية، لكن الأهم أي أنباء هذه ولمن تكون وهل هي مجرد نشرة لنشر فكر وآراء الاشتراكيين والجنبلاطيين..؟؟

ما تكشّف لي بالملموس خلال السنوات المنصرمة، وتحديداً منذ قيام حركة 14 آذار أن هذه المجموعة التي هي واقعيًا تنتمي بغالبية أعضائها وشارعها ومناصريها إلى طائفة الموحدين الدروز، إلاّ أنني اكتشفت أموراً وخفايا وخبايا قد تكون تاهت عني عن قصد أو بغير قصد، لكن من خلال التعاون معهم تحت شمس 14 آذار تيقنّت مدى الالتزام بأي قضية يتبنونها.

وقد ترجم الاشتراكيون نهجهم هذا من على صفحات "الأنباء" التي كانت تصلنا ورقيًا كل أسبوع.

المهم أن الانطلاقة الجديدة لـ"الأنباء" ستحمل معها حتمًا روحًا جديدة لتماشي متطلبات هذا العصر ولتتعايش مع المتغيرات التي فرضت نفسها كأمر واقع لا يمكن تجاهله.

قد لا تختلف "الأنباء" عن زميلاتها من حيث الشكل والنوافذ التي ستطلّ من خلالها على متابعيها، لكن يبقى أنها لا بدّ وأن تحمل معها طابعها الخاص، وهو ما سيمكنّها من حجز موقعية لها بين عشرات المواقع الإخبارية، وهي إن أجادت استثمار تاريخها العريق منذ عقود مع المعلّم الأول مروراً بلابس العباءة على دم شهيد لبنان وصولًا إلى من آلت إليه زعامة المختارة على البارد، وهي قد تكون لأول مرة في تاريخ هذه الدار العريقة أن يصار إلى تسليم الأمانة بهدوء وسلاسة وليس على أعقاب اغتيال.

المطلوب من "الأنباء" ونحن ننتظر منها أن تكون في أفقها أبعد من الجبل. 

وأن تلامس هموم وشجون كل اللبنانيين على مختلف مشاربهم.

طبعاً ليست الدعوة كي تتخلى "الأنباء" عن هويتها. بالعكس. كانت وستبقى أنباء اشتراكية تقدمية جنبلاطية. لكن عليها أن تعبر إلى كل لبناني من خلال جعله يستشعر أن هذه "الأنباء" هي أنباؤه وليست حكرية أو حصرية.. طبعاً هي مهمة ليست سهلة لكن ليست بالمستحيلة.

ولا شيء يمنع من أن تصبح "الأنباء" الاشتراكية هدية لليمين اللبناني.


من خلال المشرف على "الأنباء" رامي الريس الذي يتحلّى بأكثر من صفة إنسانية مكّنته وسوف تمكّنه من اجتياز الامتحان الصعب. كل التقدير والثناء والتمنيات لكل فريق العمل بتسجيل النجاح وهذا قدركم. 

والسلام..

(*)  رئيس حركة التغيير