Advertise here

انتخابات المهندسين بروفا نيابية!

14 تموز 2021 16:25:56

في 27 حزيران حصلت المرحلة الاولى من انتخابات نقابة المهندسين والتي تعتبر في اغلب الاحيان  تمهيدية لانتخاب النقيب والاعضاء، حيث ان معظم الفرقاء المعنيّة تدرس النتائج وتبني على الشيء مقتضاه.

المفارقة هذه السنة كانت بالنتائج، حيث ان الاحزاب التقليدية التي اعتادت على الفوز لم يحالفها الحظ هذه المرّة. ترتبط هذه النتائج بالجو السياسي العام الموجود في البلد والذي خرج الى العلن بعد 17 تشرين مرفقاً بالازمات الاقتصادية الاجتماعية التي يمر بها كل الشعب اللبناني ومن بينهم المهندسين. 

في الغوص في هذه النتائج لا بد من التوقّف عند اكثر من محطّة. في الشكل بدت واضحة الرغبة عند الاغلبية من المهندسين بعدم خوض هذه الانتخابات كسابقاتها والتصويت للوائح سياسية بحتة، فكانت وسيلة التغيير الاسهل بنظرهم التصويت للائحة "النقابة تنتفض". اما من حيث المضمون معظم الذين اتخذوا هكذا خيار لا يعرفون من هم المرشحون ولا سيرهم الذاتية والنقابية بل اعتمدوا الوسيلة نفسها كالانتخابات السابقة انّما لأطراف واسماء جديدة. 

المشكلة تكمن في دمج السياسة وتحالفاتها بالعمل النقابي، فالاحزاب التي اعتادت على السيطرة على النقابات ما زالت غير مقتنعة بفصلهما وتغليب مصلحة النقابة على المصالح السياسية الضيقة، لا وبل ترى بانتخابات النقابات في هذه الظروف "بروفا" للانتخابات النيابية المتوقع حصولها العام المقبل. 

في المقابل الائتلاف الواسع الذي جمع ما يعرف بمجموعات الحراك المدني وبعض الاحزاب السياسية استغل عاطفيّاً وشعبوياً هذه الفرصة والتململ الحاصل عند معظم المكوّنات السياسية ليدخل من هذا الباب ويخوض المعركة على اساسها. 

توصيف المعركة على انّها بين احزاب السلطة وبين معارضة تكمن في "النقابة تنتفض" هو توصيف خاطئ، على الرغم من وجود وجوه اكثر من ممتازة بينهم وطاقات اظهرت اقصى ما لديها من امكانات للعمل النقابي المطلوب، الّا ان هذا لا يلغي النوايا المخفيّة لبعض الوجوه والمجموعات الوصولية التي تتلطى خلف هذا الشعار لمصالح شخصيّة وغير شخصيّة لا يدركها كثيرون. بل لربما يلغي ويحرق بعض الاشخاص المستقلة التي تستحق الوصول ومنحها فرصة المشاركة.

ان الاصرار على ترشيح وجوه حزبية بحتة بعيدة عن العمل النقابي، والتعامل مع الانتخابات من زاوية سياسية فقط لن ينفع الاحزاب المعنيّة بشكل مباشر بها بل على العكس، ولن ينفع النقابة والمهندسين بطبيعة الحال. كما ان السير والتصويت لمرشحين غير كفوئين بهدف التغيير فقط لمجرّد الفكرة والذهاب بالعاطفة لبعض الخيارات قد يكون اكثر ضرراً من غيره. المطلوب التركيز على الوجوه لا الخلفيات لأن انتخابات النقابة ليست بانتخابات نيابية.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".