Advertise here

مواجهة بين جدّية التحقيق وبين الخشية من لفلفة انفجار المرفأ.. والحكومة طيّ الغيب

12 تموز 2021 05:15:00

قضية إنفجار المرفأ تتقدم على ما عداها في ظل غياب أي بوادر للحل على الصعيد الحكومي. قاضي التحقيق العدلي طارق بيطار يستمع اليوم الى مدير المخابرات الأسبق العميد كميل ضاهر، فيما يمثل أمامه غدا الثلاثاء العميد الركن جودت عويدات، هذا في وقت لا يزال موضوع رفع الحصانات عن نواب وقادة أمنيين محل أخذ ورد، مقابل موقف حاسم جدده رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مؤكدا الوقوف مع التحقيق اللبناني في جريمة انفجار مرفأ بيروت بالمستوى نفسه الذي وقف فيه غالبية اللبنانيين مع التحقيق الدولي في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري.

مصادر قانونية أبدت عبر "الأنباء" الالكترونية خشيتها من ان يكون ما يجري في معرض تمييع قضية رفع الحصانة وبالتالي إمتصاص نقمة أهالي الضحايا عشية الذكرى الأولى للانفجار، وسألت: "هل عدنا لنرى مربعات طائفية ومذهبية، وكل مرجعية ستحمي وزيرًا معينًا او نائبًا معينا؟ فإذا لم يبادر مجلس النواب الى رفع الحصانات لن يحضر القادة الأمنيون"، مؤكدة ان "الموضوع يتخطى الاجراءات الشكلية، وكل اسم ورد في الاستنابات القضائية عليه ان يتوجه بصفته الشخصية للادلاء بإفادته لأنه في حال تمنع اي شخص عن الحضور فقد ينسحب ذلك على الجميع". وأعربت المصادر القانونية عن خشيتها من تحميل مسؤولية ما لشخصية ليس لها مرجعية تحميها "لتقديمها كبش فداء".

في غضون ذلك، وبعد تلويح الرئيس المكلف سعد الحريري بالاعتذار عن تشكيل الحكومة، تحدثت معلومات عن زيارة مرتقبة قد يقوم بها الى قصر بعبدا لتسليم رئيس الجمهورية ميشال عون تشكيلة حكومية من 24 وزيرا من اختصاصيين غير حزبيين. فيما كشفت مصادر سياسية لـ "الأنباء" الالكترونية عن مسعى روسي باتجاه الحريري لثنيه عن الاعتذار، مشيرة الى ان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف نقل الى الحريري تشديد القيادة الروسية على تشكيل حكومة برئاسته.

وربطت المصادر بين المسعى الروسي الجديد والزيارة المفاجئة التي يقوم بها الحريري الى مصر للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يتواصل مع القيادة السعودية سعيا لتغيير موقفها وتوفير الغطاء العربي للحكومة التي قد يشكلها قبل ان يحسم خياره بالاعتذار.

 مصدر قيادي معارض أشار عبر "الأنباء" الالكترونية الى أن "الأمور تتجه من سيئ الى أسوأ لأن اعتذار الحريري لن يكون بابا للحل، بل سيفتح ابواب جهنم اكثر من الأبواب التي فتحها الرئيس عون"، فالاعتذار يضيف المصدر "لم يعد مرتبطا بالحلقة الداخلية الضيقة، بل رهن تشابك فرنسي - روسي - مصري – أميركي والتعويل على بديل يطرحه الحريري سقط أصلا لأن الرئيس المكلف في حال الاعتذار لن يسمي أحدا".

واستغرب المصدر مطالبة فريق عون تحديد مهل للتكليف "وهو الذي يعطل انتخاب رئيس جمهورية سنتين ونصف السنة".

عضو كتلة المستقبل النائب وليد البعريني وصف الحديث عن زيارة مرتقبة للحريري الى بعبدا بـ "حكي جرايد"، وقال إن الاعتذار عن التشكيل سيد الموقف، مستدركا عبر "الأنباء" الإلكترونية بالقول إن "لبنان بلد المفاجأآت، فلا أحد يمكنه ان يتوقع ما يمكن ان يحصل في الربع الساعة الأخير"، كاشفا ان الحريري وضع في اجتماع كتلة المستقبل الأخير اعتذاره على الطاولة. وقال: "لقد كان على الفريق المعطل ان يعطي  الحريري فرصة تشكيل الحكومة واختباره اذا كان قادرا على الحل ام لا، بدل وضع العصي في الدواليب واتهامه بالإساءة الى العهد، فيما هم اساؤا بحق كل اللبنانيين وخربوا البلد وما زالوا يصرون على المحاصصة".

 البعريني رأى ان "الحريري قدم كل ما عنده، فليكشفوا لنا كل ما عندهم، لكن للأسف لقد اثبتت التجارب انهم يملكون عقلية لا علاقة لها بلبنان وبالاعمار وبوحدة اللبنانيين".