Advertise here

الشعب الغارق بغيبوبة

05 تموز 2021 12:47:55 - آخر تحديث: 05 تموز 2021 14:23:55

يعرّف الشعب بأنّه مجموعة من الأفراد يعيشون في إطار واحد من الثقافة، والعادات، والتقاليد ضمن مجتمع واحد، وعلى أرضٍ واحدة. ومن الأمور المميزة لكل شعب هي طريقة تعامله، وشكل العلاقات الاجتماعية التي تتكوّن في مجتمعات هذا الشعب.

ربما الشعب اللبناني لا يوجد مثيلٌ له، فهو مظلومٌ تارةً وظالم تارةً أخرى. فالذي يحدث في لبنان من أزمات متتالية، منها معيشية و اجتماعية وغيرها، يجب عدم السكوت عنه لأنّه لم تحدث في أي دولة من أزمات ويظل الشعب مكتوف الأيدي، ويتفرّج على ما يحدث، ومعظم أحاديثه عن الأوضاع الصعبة، والغلاء الفاحش للأسعار، وأنّه  لا يمكن الاستمرار على ما هو عليه. 

لكن الأمر المضحك هو عندما تلوح أزمة في الأفق، مثل رفع الدعم على أي مادة من المواد الغذائية يتهافت الناس على المحلات التجارية، ويقفون مثل الطوابير. 

والفنادق والمنتجعات السياحية كلّها مليئة بالسياح واللبنانيّين، فمن أين لديهم كل هذه الأموال؟ لا شك بأن السياحة هي وسيلة أساسية في إنعاش الاقتصاد، لكن يبقى الموضوع الأهم هو من أين لدى معظم اللبنانيين هذه الأموال، وهل الفساد بات منتشراً عندهم مثل معظم السياسيّين؟ 

ومؤخراً شهدنا أزمة محروقات، والطوابير عند المحطات، وحدّث ولا حرج فالشعب راضٍ بكل ما يحدث من ذلٍ وإهانات. فبدلاً من الوقوف أمام المحطات ساعات لتعبئة البنزين والمازوت، لماذا لا نضع السيارات في الطرقات طوال النهار، ونثور أمام هذه السلطة الفاسدة، ولماذا لا نقاطع شراء المواد باهظة الثمن بدل شرائها قبل أن يرتفع سعرها مجدداً؟

لماذا لا نأخذ العبرة من الصين وسنغافورة؟ الصين في بدايتها كانت من الدول الفقيرة، ومرّت بكثيرٍ من المجاعات وغيرها من الأزمات، لكنها استفادت من تعدادها البشري الهائل لتطوير الدولة، وها هي اليوم ثاني اقتصاد في العالم، وسوف تصبح الأولى في المستقبل القريب. أما سنغافورة، فكانت تسمى بجزيرة البعوض، ودولة المستنقعات، و كان شعبها أميّاّ وفقيراً. أمّا اليوم فهي دولةٌ ينعدم فيها الفساد، وهي سابع اقتصادٍ في العالم. أمّا شعبها فهو من أثرى أثرياء العالم. وفي حديثٍ للمعلم الشهيد كمال جنبلاط عام 1975، إذ قال، "اللبنانيّون فقدوا عقلهم"، ويتمنى أن يعود العقل إليهم، وكأنّه يحكي عن  الواقع الذي نعيشه اليوم.

في النهاية يجب على الشعب أن يستيقظ من هذه الغيبوبة، ويثور بوجه هذا العهد الذي ربما يكون من أسوأ العهود على لبنان، وتكون ثورة حقيقية تبعث من خلالها الأمل إلى اللبنانيين. فكما يقول إرنستو تشي غي?ارا، "إذا كان القادة حمقى، فمن واجب الشعب عدم الطاعة". والقليل من القادة مهتمّون لمصلحة البلاد.

 عسى أن يستيقظ الشعب وتنتهي اللعبة.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".