Advertise here

أطفال لبنان جائعون... ودعوة لتفعيل المجلس الأعلى للطفولة

03 تموز 2021 20:12:12 - آخر تحديث: 03 تموز 2021 21:57:33

بطون أطفالٍ في لبنان خاوية. إعلانٌ خطير جاء في تقريرٍ جديدٍ لمنظمة اليونيسيف التي ذكرت أن 30% من أطفال لبنان يخلدون إلى النوم خاويي البطون. خلاصة هذا التقرير تعني أن لبنان دخل نفق المجاعة، فاللبنانيّون لا يتلقون حاجتهم من الغذاء، و77% من الأسر لا تمتلك ما يكفي من غذاء أو مال لشرائه، وهذه الأرقام ترتفع بالنسبة للأسر السورية، لتسجّل 99%.

المؤشرات توحي بأن المستقبل قاتمٌ طالما أن الانسداد السياسي مستمر، وبالتالي رقعة الجوع ستتوسع أكثر، والأرقام إلى مزيد من تصاعد. في السياق، ذكر التقرير أن 30% من أطفال لبنان لا يتلقون الرعاية الصحية الأولية التي يحتاجون إليها، في حين أن 15% من الأسر توقفت عن تعليم أطفالها، ما يعني أن الأمر ليس محصوراً بالغذاء فحسب، بل يتعدى ليشمل التغطية الصحية والتربوية.

في هذا السياق، أشارت رئيسة جمعية "نضال لأجل الإنسان"، ريما صليبا، إلى أنّ "الطفل هو الحلقة الأضعف في المجتمع، وقد تأثّر بشكل كبير ومباشر بانعكاس الأزمات المتعاقبة، من إنتفاضة 17 تشرين والغضب الشعبي، مروراً بانفجار مرفأ بيروت والكارثة الإنسانية التي وقعت، دون أن ننسى جائحة كورونا، وصولاً إلى الانهيار الاقتصادي، وتداعياته الصحيّة والنفسية التي لحقت بالجميع، والأطفال على وجه الخصوص".

وفي حديثٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفتت صليبا إلى أن، "نوعية الغذاء تراجعت أساساً، وبات النظام الغذائي يفتقد اليوم للكثير من المكوّنات الأساسية، كاللحوم، والخضار والفواكه، والحليب، والتي حلّقت أسعارها أولاً، ثم فُقد بعضها من الأسواق  فتعذّر على الأهل الاستحصال عليها في وقتٍ أنّ تأمينها للطفل مرتبطٌ بشكلٍ أساسي بنموٍ صحي سليم، وحياة نفسية مستقرّة".

وتابعت: "إن الخلل الذي أصاب النظام الغذائي يؤثّر بشكلٍ مباشر على الجهاز العصبي، ويؤدي إلى خللٍ واضطرابٍ عند الأطفال، يُضاف إليه الأزمات الحالية لتخلق حالةً غير صحية على الصعيد النفسي، والتي تتمثّل بممارساتٍ عدوانية وعنيفة. أضف إلى ذلك، أنّ مختلف الأطفال معرضون لهذه التداعيات، حتى أولئك الذين يتحدرون من أسرٍ ميسورة، إذ أنهم يعيشون الضغوط نفسها".

وذكّرت صليبا أنّ، "توجّهَ الأطفال إلى الشارع، أو سوق العمل من أجل تأمين الحد الأدنى من الغذاء، الأمر الذي ينعكس إهمالاً على الصعيد التربوي من جهة، وازدياداً في نسبة التسرّب المدرسي خاصة في المناطق الشعبية، ودفعْ الطفل للقيام بأي عمل، حتى لو كان جرمياً، أو مخلّا بالقانون لجني الأموال وضمان تأمين الأساسيات، وهذا ما بدأنا نسمع به مؤخراً. كما أنّ التداعيات لا تتوقف على المدى القصير، بل تتعدى ذلك لتترك آثاراً سوف تظهر تباعاً، فالأطفال هم جيل المستقبل، والظروف التي ينشأون فيها تلعب دوراً محورياً".

وعن الحلول المفترض القيام بها بشكل عاجل لإنقاذ الأطفال من الواقع المأساوي، شدّدت صليبا على أن، "الأطفال هم جزءٌ من المجتمع الذي ينتظر الحلول. والخطوة الأولى تبدأ بتشكيل حكومة تضع حداً للإنهيار وتجنّبنا جميعاً خطورة ما سنصل إليه من جهة، ثم ترشيد الدعم العشوائي للسلع، وتخصيص المواد الغذائية الأساسية بكل اهتمامٍ وأولوية. فللّحوم مثلاً أولوية على دعم الكاجو والكاكاو، بالإضافة إلى تفعيل دور المجلس الأعلى للطفولة التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بشقّيه الرقابي والتدريبي للتركيز على نمو الأطفال المتوازن على الصعيدين الجسدي والنفسي".

وختمت صليبا حديثها مشيرةً إلى أنّ،  "لبنان سبق له أن صادق على اتفاقية حقوق الطفل المندرجة ضمن اتفاقيات الأمم المتحدة، والتي بدورها تراقب سير العمل في لبنان، وتلاحظ غياب السلطة الحاكمة عن إيجاد أي حلول وتأمين العيش الكريم للأطفال، كما وللبنانيّين بشكلٍ عام".