Advertise here

كذب وحسابات رخيصة

23 حزيران 2021 21:12:02

تفيد المعلومات: 

1 – لا حكومة، لا اعتذار. وبالتالي لا قيمة، لا اعتبار للناس وقلقهم وذلّهم ووجعهم وقهرهم وظلمهم وغضبهم. 

2 – لا بطاقة تمويلية. مع رفع دعم غير رسمي حتى الآن. حكومة تصريف الأعمال لا تريد اتخاذ القرار. إنه غير شعبي. رئيسها يقول: أســقطوني فليتحمّلـــوا هم المسؤولية. ليأخذوا هم القرار. نحن قمنا بما علينا. هذه المسؤولية عليهم. بالتحديد على المجلس النيــابي. هذا أيضاً نوع من النكد السياســي يدين صاحبه المدّعي أنه من "خارج هذا النادي"!! في المجلس نقاش في اللجان لإقـــرار البطاقة. ينبغي توفير التمويل. من أين؟؟ كان رهان على بنك دولي وما شابه. اليوم لا أفق. لا أمل. التمويل الوحيد الممكن هو من المصرف المركزي. لكن إصدار قانون بهذا الشأن يعني إصدار قانون بالمسّ بالاحتياطي الالزامي، أي بأمــوال المودعين. فمن يجرؤ على ذلك؟؟ إذاً، لماذا النقاش أصلاً إذا كان التمويل غير متوفر؟؟ أهي لعبة وعملية تقطيع وقت ومســرحية أمام الناس وتمثيل عليهم من قبل من هو مفترض أن يمثلهم ويدافع عن حقوقهم، ومحاولة تبادل المسؤوليات بين حكومة "مصروفة من الخدمة" ومجلس هكذا تدار فيه الأمور؟؟ ليس ثمة شيئ يمكن إخفاؤه. قالوها بالفم الملآن في جلسة اللجان. نحن مقبلون على انتخابات. لا نتحمل إقرار التمويل من البنك المركزي. 

وقال بعضهم: مقبلون على انتخابات وإذا كان لا بد من القرار يجب أن نعرف من هي العائلات التي ستدرج على لوائح الدعم لرفع الدعم في المقابل!! هذا هو مستوى حملة "الأمانة" والمسؤولية عن قضايا الناس!! هذه هي ذهنيتهم. هكذا يركزون عيونهم على البلد، وهكذا يكون لبنان أولاً وجمهوريته قوية، والوفاء له ولشعبه وقضاياه استثنائياً!! عيب. هذا استغلال رخيص لهذه العناوين وللصفة التمثيلية والمسؤولية التشريعية. هذا كذب مفضوح وهروب من المسؤولية وغرق في البحث عن مكاسب رخيصة لا قيمة لها!! 

3 – إن البلاد دخلت في الانتخابات. السؤال في ظل هذا الكذب وهذه الممارسات، ماذا ستقولون للناس؟؟ ما هي مشاريعكم وبرامجكم ووعودكم وأفكاركم وحلولكم؟؟ ماذا ستقدمون لهم؟؟ وهل بامكانهم التحمّل بعد أكثــر في ظل أزمة الغذاء والدواء والمحروقات؟؟ جواب هؤلاء المتلاعبين بالتشريع وحق الناس في البطاقة التمويلية: سيتأقلم اللبنانيون مع واقعهم. ليست المرة الأولى التي يواجهون فيها أزمات. اليوم يقفون في طوابير السيارات أمام محطات المحروقات وغداً يعتادون. وعندما يمر الوقت يتأقلمون مع سعر صفيحة البنزين والدواء. هكذا يفكر هؤلاء. ويضيفون: مع الانتخابات تتحرك الغرائز والعصبيات ويعود كل واحد – دون تعميم طبعاً – الى عاداته وانفعالاته وتحدياته وجدول أولوياته. "الكرامة المذهبية" "الكرامة الطائفية" "الولاء" ، وبالتالي ينغمس اللبنانيون في اللعبة الانتخابية. وثمة مال ولو قليل. إنه تفكير عقيم معيب ولو كان يعبّر عن واقع أليم. لكن هذه الذهنية لا يمكن أن تقيم إصلاحاً أو تغييراً منشوداً. لا أحد من هؤلاء يسأل: ماذا من الآن والى الانتخابات؟؟ ماذا عن سعر الدولار وارتفاع الأسعار وليس ثمة فريق لبناني مهما امتلك من عناصر الاقتدار قادر أن يوفر للناس إمكانات الاستمرار؟؟ ثم وصلنا الى الانتخابات. التعبئة في ذروتها. ربح كل فريق. ماذا بعد؟؟ سنذهب الى تشكيل حكومة. هل سيقبل الفريق الرافض المكلف الحالي بتشكيل الحكومة إعادة تكليفه؟؟ رفضه اليوم فهل سيقبل به قبل أشهر من انتهاء الولاية الرئاسية؟؟ ماذا سيتغير؟؟ وهل سيقبل؟؟ وربما تمّ تعطيل الانتخابات الرئاسية وبالتالي ستكون حكومته حكومة الحكم؟؟ منطق الأمور يقول: لا. وهل سيقبل المكلف الحالي تكليف غيره وهو خارج "متوّج" بنجاح استثنائي في الانتخابات؟؟

سنعود الى المربع ذاته الذي نتواجد فيه الآن وفي ظروف أصعب وأبشع!! ونكون قد خسرنا وقتاً ومالاً وآمالاً وبالتالي ليس ثمة "رائحة ذكاء" فيما يفعل أعداء اليوم حلفاء الأمس. 

عين العقل والحكمة والصواب والمنطق والأخلاق الوطنية والصراط القويم والخيار السليم تشكيل حكومة اليوم. والذهاب الى صندوق النقد الدولي، وكسب الوقت، وإنقاذ البلد ثم نذهب الى انتخابات يكون لها قيمتها. مع حسابات العبثيين اليوم، وبطولاتهم الوهمية، ومعاركهم التافهة المدمّرة لن يبقى بلد ليحكم فيه أحد. لا قيمة لمناصب ومكاسب ومواقع مع هذه الحسابات الرخيصة...