Advertise here

العلاقة السعودية - الجنبلاطية في أوجها ... وهذا ما قاله بومبيو عن الرياض

30 آذار 2019 09:43:47

لوحظ بشكل واضح مدى تنامي الدور السعودي في لبنان، حيث يصول السفير السعودي وليد بخاري ويجول في كل المناطق، بين المقار الرئاسية والمرجعيات الروحية والزعامات السياسية من معراب إلى المختارة.

واللافت في "توغّلات" بخاري في العمق اللبناني، ما برز في بعض المحطات التي تستحقّ التوقّف عندها لما حملته من دلالات تنطوي على الكثير من المعطيات السياسية والرسائل المشفّرة والمرسلة إلى هذا وذاك، وفق مصدر سياسي عليم لـ"النهار". فالسفير السعودي على تماس مباشر مع بعبدا وعين التينة والسرايا الحكومية والأمور تسير بشكل طبيعي وضمن المسافة الواحدة في سياق تعامل الرياض مع الرؤساء الثلاثة في إطار العرف الديبلوماسي بين دولتين شقيقتين وصديقتين تربطهما علاقات وثيقة، إنّما من يقرأ ويتابع و"يُنيشن" على هذا الحدث وذاك يتبدّى له كيف كان السفير السعودي و"شقّ التوم" الديبلوماسي الآخر السفير الإماراتي سعيد الشامسي يزوران الرئيس فؤاد السنيورة بعد تعرّضه لحرب "داحس والغبراء" من "حزب الله" على خلفية الـ11 مليار دولار وكيفية إنفاقها.

وفي سياق الحديث عن الدور السعودي، علمت "النهار" من مصادر واكبت زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للبنان، أنّه أكّد لمعظم المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم ضرورة التواصل والتنسيق مع المملكة العربية السعودية التي تؤدي دورًا أساسيًّا في المنطقة وتقدم دعمًا اقتصاديًّا للبنان، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تطوّرات جد إيجابية طرأت على علاقة واشنطن والرياض والتي تُعتبر اليوم في أفضل مراحلها.

وعود على بدء، أمام هذا المدّ البخاري في اتجاه الزعامات والقيادات السياسية، فقد سُجّل له حضور لافت في المختارة في الذكرى الـ42 لاستشهاد الزعيم كمال جنبلاط، إذ جلس بخاري إلى جانب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وذهبا معا إلى الضريح، وألقى زهرة وتغريدة تحدّث فيها السفير السعودي عن قيم المعلم الشهيد، ما يدلّ على تاريخ العلاقة بين المختارة والرياض والصداقات المتينة التي كانت تربط المعلم مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومع الملك سلمان بن عبدالعزيز، والمستمرّة اليوم مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وهي في أفضل مراحلها، دون إغفال زيارة موفد الديوان الملكي نزار العلولا والسفير بخاري لدارة جنبلاط في كليمنصو بغية إصلاح ذات البين بينه وبين الرئيس سعد الحريري بناءً على تمنيات الرياض، وذلك ما حصل.

ومن المختارة إلى بيروت، حيث شوهد السفير السعودي في مؤتمر النازحين السوريين الذي أقامه الحزب الاشتراكي وتلك علامة فارقة لهذه المشاركة، وفي الوقت عينه دلالة تحمل الكثير من الإشارات وفي اتجاهات عديدة بدايةً تؤكّد أهمية دور السعودية في لبنان، إلى علاقاتها التاريخية مع بيوتات وزعامات وقيادات لبنانية منذ الستينات وما زالت قائمة ومستمرّة مع بيت الحريري وسلام وسكاف وفرنجية وشمعون والرئيس القاضي نصري لحود حيث ما زالت مستمرّة مع نجله المحامي نصري نصري لحود، والتواصل دائم مع الرياض.

وأخيرًا، فإنّ الماكينة البخارية لا تهدأ إذ هناك وفق المعلومات المتأتّية من مصادر عليمة صولات وجولات جديدة للسفير السعودي إن في لبنان أو المملكة من خلال التوقيع الرسمي على الاتفاقات ومذكرة التفاهم بين الوزراء اللبنانيين والسعوديين، وصولاً إلى الاستنفار على أبواب موسم الاصطياف وعودة الرعايا السعوديين إلى لبنان بعد رفع المملكة الحظر عن سفر رعاياها إلى هذا البلد حيث تشكّل عودتهم علامة فارقة في تدعيم القطاع السياحي اللبناني، وثمة لجان شُكّلت من رئيس الحكومة سعد الحريري لهذا الغرض والأسابيع القليلة المقبلة ستشهد تطوّرات بارزة على هذا الصعيد لاسيما وأنّ العودة السعودية إلى لبنان ومن خلال الحجم الكبير المتوقّع ستفتح كل الأبواب الخليجية والعربية لعودة الزمن الجميل إلى لبنان.