Advertise here

مهمات إضافية لخلايا الأزمة

15 حزيران 2021 17:35:55 - آخر تحديث: 15 حزيران 2021 17:52:52

لنترك السياسة لأهلها، لجهابذتها الذين لن يتوانوا عن الاستمرار والإمعان في سياسة إفقار الشعب اللبناني، وتعبئة جيوبهم من صفقات مشبوهة، والتي استمرت وزادت مع الدعم الذي يصب في جيوب التجّار وأغلبهم تجّار. 

إنّ الأزمة التي نمر بها أدّت إلى اضمحلال ما كان يسمى الطبقة الوسطى، والتي اندمجت مع الطبقة الفقيرة، وأخذ الانقسام الاجتماعي شكله التقليدي ما بين الفقر والغنى. 

إزاء تخلي الدولة عن جميع واجباتها، بل وتآمر أربابها على شعبٍ أصبح بأكثريته تحت خط الفقر، بينما حكّامها فوق خط الغنى. 

لمواجهة هذا الوضع الضاغط على حياة اللبنانيّين، وجب على القوى الشعبية الملتزمة بأهلها وناسها أن تشحذ هممها ومهماتها، والتي لن تقتصر في المستقبل القريب على موضوع الكورونا بما سبّبه من مأسٍ، وتدهور سعر  الليرة، بل أصبح يشمل كل جوانب الحياة. 

إنّ خلايا الأزمة، التي تشكلت في القرى، أمامها مهمات إضافية لا تقتصر على توجيه الناس إلى كيفية درء خطر الكورونا، بل إنّ دورها تطور حكماً إلى مراقبة تكافلٍ اجتماعي تدعو له وتوجّهه ليستطيع شعبنا الصمود. 

إنّ عمل هذه الخلايا، بالتنسيق مع البلديات وجميع القوى الحيّة لدعم صمود الناس الغذائي والصحي والاقتصادي والأمني، هو ما وصلنا إليه
 في ظل اضمحلال الدولة، وعدم قيامها بواجباتها.
 
مهمات خلايا الأزمة تكبر بتوجيهٍ وتعاونٍ من البلديات التي لن يقتصر دورها في المرحلة المقبلة على الكورونا التي تشكلت من أجل مواجهتها، بل سيصبح الهم المعيشي، والهم الأمني، والهم التعليمي، وهمّ تأمين المياه والمحروقات، عدا عن الموضوع الصحي الذي يواجه أزمات كبيرة في هذه المرحلة، مِن أولى مهامها التي تزداد وتكبر في ظل تراجع الدولة عن مهماتها، وكأني أرى مجالس شعبية لإدارة القرى ودعم صمود الناس، في مواجهة هذه المرحلة المؤلمة من تاريخنا. 

نصف لبنان مقيم، والنصف الآخر مغترب، ولا إمكانية للصمود إلّا بجناحيه، ليس المسلم والمسيحي، هذه الكذبة السمجة بل بالمقيم والمغترب. 

المطلوب دعم أكثر في هذه المرحلة الصعبة التي نمرّ بها، ولن يبقى لنا وطن إذا لم نتكافل. لن يبقى عندنا لا هوية، ولا انتماء، ولا أرض. 

كل قرية ودسكرة. وكل حيٍ وعائلة يجب أن تتكافل لدعم صمود الناس. لا دواء، ولا محروقات، و كذلك أزمة الكهرباء التي تنعكس على جميع القطاعات. 
إذا توجّهت بقايا الدولة صوب  المؤسّسات الدولية، من صندوق النقد والبنك الدولي، فخلايا الأزمة في القرى تتوجّه إلى أهلها وأبنائها، المنتشرين في كل بقاع العالم، لتقديم الدعم المادي الذي يساهم في صمود الناس، علّنا نستطيع البقاء. 

في خضم الحرب الفيتنامية، كان طلاب فيتنام يتلقون تعليمهم في أرجاء الاتحاد السوفياتي بمنحة شهرية لا تتجاوز السبعين روبلاً يقتطعون نصفها لدعم شعبهم وناسهم. 

لا يتطلب الأمر لا النصف، ولا الربع، بل مزيداً من تحمّل المسؤولية التي لولا وجودها عند الكثيرين من المغتربين لما استطعنا الصمود والبقاء.