Advertise here

رهاناتٌ وتصفية حسابات تودي إلى الانفلات.. وأفكار جنبلاط محاولة الإنقاذ الوحيدة

15 حزيران 2021 09:00:57 - آخر تحديث: 15 حزيران 2021 09:02:41

الأزمة تكبر. الأفق يضيق. الشارع يقترب من الانفجار او الانفلات. شرارة واحدة تكفي لإشعال غضب الناس المتصاعد بفعل الانهيار وعلى وقع اللامسؤولية الوطنية. 

لا يمكن للبلاد أن تسير على هذا النحو، الاستمرار بهذه الوقائع غير قابل للحياة، بل يقود الى الفناء، والى انتهاء ما تبقى من دولة او مؤسسات. الأسبوع حافل باستحقاقات دولية، إقليمية، وداخلية. قمم على صعيد الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، حلف الناتو. مفاوضات اقليمية مستمرة، كلها ينتظرها لبنان على الرغم من عدم إيلائه أي أهمية، لكن أي إشارات قد تنعكس عليه ايجاباً او تشكل مناخاً قابلاً للاستثمار اذا ما صحت ضمائر المسؤولين.

لبنان بأمسّ الحاجة الى حكومة، الرئيس نبيه بري لا يزال متمسكاً بمبادرته، يحاول اجتراح الحلول، يستمر بالتواصل مع الرئيس المكلف للإتفاق على صيغة حكومية، الرئيس سعد الحريري يفوض رئيس المجلس إيجاد الحل لكنه يتمسك بتسمية الوزيرين المسيحيين، وبالحصول على ثقة التيار الوطني الحر طالما أنه سيمنح لرئيس الجمهورية 8 وزراء. رئيس الجمهورية على موقفه ايضاً يطالب بالاتفاق على الوزيرين المسيحيين لا ان يسميهما الحريري وحده. كل الأسباب باتت تافهة جداً بمواجهة الازمة التي تعصف باللبنانيين وتتهددهم. لكن ربما ان وراء الأكمة ما وراءها، تصفية حسابات، ومعارك إثبات الوجود وانتظار الاستحقاقات الدولية، وهي حسابات يدعو وليد جنبلاط للإقلاع عنها والاهتمام بشؤون الناس، لأن لا أحد سيكون قادراً على ضبط الشارع والسيطرة على أي وضعية بحال انفجر البلد. 

وهنا لا بد من التأكيد مجدداً، أن الجميع يبحث بما أرساه جنبلاط لدى زيارته عون، وهذا بإقرار من رئيس الجمهورية الذي قال لجريدة "المدن" ان جنبلاط وحده من يقول الحقيقة، وهو تقدم بمبادرة وافق عليها الجميع، وبدأ العمل ولكن تعرقلت. 

كلام عون كما كلام آخرين رحبوا بالحل الذي اقترحه رئيس "التقدمي" وهي حكومة بلا ثلث معطل وبرئاسة سعد الحريري لأنه الزعيم السني. حتى ان مصادر رئيس مجلس النواب تقول لـ"الأنباء" ان المساعي التي يبذلها الرئيس نبيه بري ويؤيدها سعد الحريري "هي مبادرة جنبلاط بالأساس والتي وافق عليها الجميع"، وبالتالي فإن جنبلاط لم يغير موقفه ولم يتخلّ عن أحد، انما يريد حكومة تحمي البلاد من مصير قاتم جداً.

يستكمل بري مساعيه، بينما الشارع على أعتاب تظاهرات واحتجاجات في ظل الغلاء الفاحش والانهيار المستمر لليرة، وتحول البلاد كلها الى سوق سوداء، بما فيها عملية تشكيل الحكومة أصبحت خاضعة لبازار السوق السوداء. حالة اذا ما استمرت طويلاً ستودي بالبلاد الى الجحيم وفق وصف رئيس المجلس.