Advertise here

التلاميذ أمام امتحانات قريباً... وامتحان نفسيّ!

09 حزيران 2021 18:11:16

تغيّر الكثير في العامين الفائتين، وتحديداً منذ بدء انتشار فيروس كورونا حول العالم. تأثّر التلاميذ في كافة الدول بالإقفال القسري الذي فرضه الفيروس، ولم يعد التعليم كما يعرفونه "تقليدياً - حضورياً". أمّا تلاميذ لبنان فقد عانوا طبعاً أضعاف ذلك، كونهم في بلدٍ لا يؤمّن أدنى الحقوق والمتطلبات للتعلّم عن بُعد. 

انقطاع شبه دائم للكهرباء، يضاف إليه ضعف وبطء كبير بالإنترنت، ومشاكل تقنيّة، وعدم تكافؤ بين مدرسة وأخرى في التعليم، واللائحة تطول... هذا توصيف للواقع الذي عانى منه التلاميذ، ولكن أبعد من ذلك هي التأثيرات النفسيّة. فمعاناة التلاميذ نفسياً كبيرة ومتشعبة، بحسب ما تصف الاخصائية والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية. 

تقول الخليل: "التلاميذ اللبنانيون لم يواجهوا كورونا والتعلّم online فقط، إنّما كانوا يواجهون أيضاً الوضع الاقتصادي، والثورة، والأمل الذي كانوا يعلّقونه عليها، ومن ثمّ الاحباطات التي تلتها. كذلك أثّر الوضع الاقتصادي وانخفاض القدرة الشرائية لأهلهم عليهم وعلى حياتهم. وبما أنّهم يتأثرون بمحيطهم من أهلٍ وأقارب وأساتذة الذين يعانون أصلاً، (فإنّ ذلك) ينعكس  عليهم. هذا عدا عن صدمة انفجار المرفأ. كلّ ذلك جعل التلاميذ يعانون من أوضاع نفسيّة صعبة في المرحلة الماضية". 

وتضيف: "الحجْرُ لفترة طويلة والتعلّم عن بُعد كان لهما تأثيرات سلبية، وأدّيا إلى تغييرات جذريّة في يوميات التلاميذ"، شارحةً "بعض الحالات وصلت إلى الانعزال، أو تطوير عوارض قلق واكتئاب وغيرها من الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى تطوير عوارض سيّئة كالخمول، وعدم الحركة، واضطراب الأكل والجلوس أمام الشاشات". 

ولكن لا يمكن أن ننكر أنّه كان للتعلّم عن بُعد إيجابيات، فقد شكّل وسيلة ساعدت الطلاب على إكمال تعليمهم بالحدّ الأدنى، والتواصل مع أساتذتهم. والمشكلة تكمن في أنّه لم يكن هناك تساوٍ في ما يخصّ التعلّم عن بعد، إذ أنّ بعض المدارس تمكّنت من الاستفادة أكثر وطوّرت طرق التعليم هذه، بينما مدارس أخرى واجهت عقبات وفشل في بعض الأحيان.

العديد من الأمور أثّرت على التلاميذ نفسياً، فهل هم مستعدّون مع اقتراب الاستحقاق الأهم بالنسبة إليهم، أي الامتحانات، وخصوصاً الرسميّة؟ 

تجيب الخليل: "استعدادات التلاميذ للامتحانات متفاوتة بين تلميذ وآخر. وبعد هذه المدّة من البقاء في المنازل فالعودة إلى المدارس تشكّل صعوبة بالنسبة إليهم، فما بال العودة من أجل إجراء امتحانات، وهي التي في العادة تحرّك مشاعر القلق لدى التلاميذ. فبعد المضي في نظامٍ معيّن ومختلف فإن هذه الفترة يمكن أن يشعر التلميذ أنّه ليس مستعداً للعودة إلى الامتحانات الحضورية، لذلك يجب أن تؤخذ هذه العوامل في عين الاعتبار أثناء وضع الامتحانات". 

وتعتبر الخليل أنّ، "ردّة فعل التلاميذ تختلف بحسب ما مرّ عليهم خلال الفترة السابقة. فالتلميذ الذي مرّ بظروفٍ صعبة، وخسر أحداً من عائلته مثلاً، لن يكون مستعداً كغيره". وتنصح بالإصغاء إليهم وإلى أسئلتهم، وأن يكون الأهل والأساتذة مستعدون لدعمهم وللصبر في حال طوّر أحدهم أعراضاً سلوكية. كما يجب، بحسبها، استخدام كلّ الوسائل والطاقات المتاحة كي نتمكن من تحضير التلاميذ ليس فقط للامتحانات المقبلة، إنّما أيضاً للعام الدراسي المقبل الذي لن تكون العودة إليه سهلة.

صعوبات ومعوّقات أمام الطلاب، فهل من يلتفت إلى الشقّ النفسي، الذي يوازي بأهميّته عوامل أخرى أثناء اتّخاذ القرارات؟