Advertise here

نظــريات وجريمــة

08 حزيران 2021 21:53:44

آخر النظريات حول تشكيل الحكومة: 

1 - الرئيس المكلف أمام خيارين: الأول: الاستفادة من دعم وضغط الثنائي الشيعي كي لا يخسره. ومن تمويل صفقة الفيول لمؤسسة كهرباء لبنان تجنباً للعتمة رغم قرار المجلس الدستوري في انتظار دخول الاتفاق مع العراق حيّز التنفيذ. ومن دخول المال الى البلد في موسم الصيف. ومساهمة في تخدير الأزمة من قبل البنك الدولي. وإقرار البطاقة التمويلية مع بداية رفع الدعم بطريقة أو بأخرى. وبالتالي الذهاب الى تشكيل حكومة والبقاء على رأسها داخل السلطة لخوض الانتخابات المقبلة. 

إذا حصل ذلك ففيه إسقاط ذاتي لكل المزاعم والمبررات والبطولات والعنتريات والعناوين والمبادئ والاتهامات للآخرين التي طرحت سابقاً لتبرير عدم التشكيل ودخول رخيص الى السلطة. وإذا كان العنوان الذي سيرافق هذا الدخول تقدير مصلحة البلد والناس فلماذا كان الانتظار والتأخير أشهراً وقد تفاقمت خلالها الأزمات وأين كان هذا التقدير؟؟ 

- الخيار الثاني: عدم الإقدام على التشكيل أياً تكن المحاولات والوساطات والمخارج والاقتراحات والاستمرار في "شدّ العصب" في الطائفة، استعداداً للدخول الى الانتخابات، والبلاد بدأت تعيش أجواءها والتحضير لها مع الإصرار الدولي على إجرائها في موعدها والتحذير من إمكانية تأجيلها. مع الإشارة الى الشعور بالنشوة والقوة اليوم واعلان الاستعداد لاحتمال الاستقالة من المجلس والذهاب الى الانتخابات الآن. وتبقى الورقة متروكة في يد الحاضن الداخلي الوحيد الرئيس بري. 

2  -  على يسار هذا الفـــريق يقف من تسيطر عليه شهوة العـــودة الى رئاسة الحكومة، وانكشفت لعبته في الأيام الأخيرة واستفزّت المكلف وبيئته، من ذهب ويذهب الى المزايدة سنياً في رفض اتهام " بيئته " بأن الانتخابات تعني لها المال فقط وهو أكثــر مستخدمي هذه الورقة، كما يرفض التحامل على الرئيس المكلف، وهو أكثر من "يحفر له" كما يقول متابعون كثيرون مطلعون على خفايا الأمور وبالتالي يذهب هـــؤلاء في بازار المزايدة المذهبيـــة شداً ل "العصب" واستعداداً للانتخابات. وعلى اليمين يقف من يطالب الرئيس المكلف بعدم الاعتذار وعدم التأليف إلا بشروطه.  

3 - الفريق الرافض وجود المكلّف على رأس الحكومة يتمسك برفضه لكنه يدير معركته بطريقة مختلفة أمام الوضع الكارثي الذي تعيشه البلاد واحتمالات الانهيار الواضح، وضغط "الثنائي الشيعي" أيضاً والدعوة العامة من الخارج الى الإسراع في تشكيل الحكومة. هذا الفريق يعتبر أنه نجح الى حدود بعيدة في كشف "تحايل" "وكذب" "ومناورات" المكلف أمام العالم وأفقده تفهماً داخلياً وخارجياً لمواقفه وأوصله الى نوع من العزلة، والتخلّي شبه التام عنه وبالتالي هو مضطر الى القبول بالشروط التي تطرح أمامه، أو الاعتذار. وفي كلتا الحالتين، يعتبر هذا الفريق، ووفق نظريته، أنه منع استهداف صلاحيات رئيس الجمهورية "الماروني" "المسيحي" وكسر من أراد ذلك ، وأكد تأثيره القوي رغم العقوبات التي فرضت على "رمزه" الذي استعاد حضوره الدولي والإقليمي مستقوياً بدعوات الخارج الرئيس المكلف الى لقاء مباشر معه. وكل ذلك، عزّز دوره في "طائفته" وشدّ العصب أيضاً تحضيراً للانتخابات التي اندفع بنتيجة الرصيد الذي جمعه ضد خصومه المباشرين على ساحته ولا يخشى مواجهتهم ولذلك يلوّح بالاستقالة من المجلس النيابي ويبيع الورقة لحليفه الأول "حزب الله"...

وفق أصحاب هذه النظريات نحن  أمام "شدّ أعصاب" للدخول في المعترك الانتخابي، والحقيقة هي لعبة "هدّ أعصاب" اللبنانيين والمتاجرة بأعصابهم وعصبياتهم وأوجاعهم وآلامهم وأموالهم وآمالهم ومستقبلهم.. يدمّر فيها ما تبقى من دولة ومؤسسات ولن تكون تغيرات كبيرة على مستوى النتائج في المعادلة العامة. ومن الآن الى حصول الاستحقاق ماذا نفعل؟؟ هل يتحمّل البلد هذا اللعب  بالنار مع هذا الفلتان وارتفاع الأسعار والاقتراب من الانهيار؟؟

يأتيك الجواب من اصحاب "النظريات" وحتى من وراء الحدود. هذا سؤال قديم منذ بداية الحرب. وتأقلم اللبنانيون سابقاً ويتأقلمون اليوم. والانتخابات هي مال. "وسيضخ" مال. وهي عصبيات ولم تتوقف وسيندفع معها اللبنانيون مجدداً. وثمة صيف واعد ومال وبعض الاجراءات التخديرية. تكون انتخابات ونتائج تعطي شرعية شعبية للمجلس الجديد. لا يستطيع أحد رفضها في الداخل والخارج ويبنى على الشيئ مقتضاه!! 

هذا الكلام تعبير عن الفشل الداخلي والخارجي في تشكيل الحكومة وهو هروب الى الأمام. عدم تشكيل الحكومة جريمة موصوفة يغلّفونها اليوم، بحملة كبرى للتعبير عن ضرورة احترام الاستحقاقات الدستورية وإجراء الانتخابات.