Advertise here

غسان تويني... لم يدعوا شعبك يعيش

08 حزيران 2021 14:45:13

صحيح أن أزمة لبنان السياسية والاقتصادية كبيرة جدا، لكنها لم تكن الأولى في تاريخه القديم والحديث، وأحيانا كانت تحمل معها مآسٍ كبرى من تهجير ومجازر ومجاعة، ولكن الفارق الوحيد أنه كان دائماً هناك رجال دولة حاضرون بكل روحهم الوطنية وانتمائهم لوطنهم لينتشلوا البلد من محنته واعادته الى الحياة لا بل أشدّ نبضاً.

 

فمحنة لبنان الكبيرة اليوم هي غياب رجال الدولة، ليحضر مكانهم سياسيون من طينة "أنا وحزبي وطائفتي دائما على حق"، حتى ولو مات الشعب بأكمله.

 

فلبنان يحتاج الى النخبة والى "الأوادم" والشجعان، وبغيرهم سيبقى ينتقل من مستنقع الى آخر ومن جهنم الى جهنم. يحتاج الى صوت يصرخ في المحافل الدولية "دعوا شعبي يعيش"، كما صدح يوماً صوت الراحل غسان تويني في الأمم المتحدة.

 

وها هي ذكرى تويني التاسعة تحلّ وكل الخطايا ترتكب بحق الوطن وأهله، هذه المرة بلا متاريس وبلا عبوات متفجرة، فالاختبار هذه المرة بلقمة العيش وحبة الدواء وكرامة الناس.

 

كل الخطايا ترتكب باسم الوطن وباسم الدستور وباسم العيش المشترك وباسم حقوق الناس وباسم الحق، وأما في الممارسة فلا صوت يعلو على الباطل وارادة الموت البطيء وتدمير كل ما تبقّى من مؤسسات في هذه الدولة، وبدلا من الاحتفال بمئويته الأولى سيعيدونه مئات السنين في الجاهلية.

 

واما عنك يا عميد الكلمة الحرة ماذا نقول في ذكرى رحيلك؟ 

لا، لم يدعوا شعبك يعيش.