Advertise here

رشيد كرامي.. رجل الدولة والمسؤولية الوطنية

01 حزيران 2021 21:55:00 - آخر تحديث: 02 حزيران 2021 10:25:06

لم يكن رشيد كرامي رئيساً للحكومة لعشر مرات وحسب، ولم يقتصر تراثه على تولّي حقيبة وزارية في إحدى وثلاثين حكومة، ولا تُختصر حياته بكونه نائبا في عشر دورات تشريعية، فهذا السجل الرسمي للرئيس الشهيد ضاعفه بمرات ومرات في العمل لأجل الوطن والنضال السياسي والاجتماعي مع الناس وفي سبيل الدولة، فكان رجل دولة من الطراز الأول. 

مارس السياسة بمسؤولية وطنية، وكان يقدم مصلحة البلد على أي مصلحة ذاتية أو فئوية ضيقة، بعكس ما نشهده اليوم عند الكثيرين ممن يعملون في السياسة في لبنان هذه الأيام.

أعطى رشيد كرامي الى جانب غيره من ساسة لبنان يتقدمهم المعلم كمال جنبلاط والراحل ريمون اده وغيرهما في تلك الحقبة الماضية صورةً ذا نكهة عن الأداء السياسي المرتكز على إحترام التنوع والتوازن بالتوازي مع التمسك بالمبادئ والقناعات، بحيث لم تكن الخلافات الايدولوجية والعقائدية والسياسية التي كانت سائدة في تلك المرحلة لتؤثر على العلاقات بين أبناء الوطن. وحتى في عزّ الإنقسام والتقاتل لم يكن التواصل لينقطع ليوم واحد. وكان رشيد كرامي واحداً من الذين عملوا على تقريب المسافات بين اللبنانيين وقد واظب العمل على إيجاد القواسم المشتركة في ما بينهم.

في ذكرى استشهاده الرابعة والثلاثين، ومع ما يمر به لبنان من أزمات تهدد وجوده ككيان ودولة، ما أحوجنا الى رجال دولة من طينته. لبنان اليوم بأمسّ الحاجة الى أمثال رشيد كرامي من الكبار الذين وضعوا مصلحة البلد وشعبه فوق كل الإعتبارات، وعملوا على تطوير النظام بل تغييره نحو الأفضل حتى لا يصل الى ما وصل اليه اليوم. لكن القدر والمؤامرات كانت أقوى من كل المحاولات. 

رشيد كرامي رجل لن يتكرر. يتحسر اللبنانيون في زمن الإنحطاط السياسي على أيامه. ليتها تعود.