رأى البطريرك الماروني مار بشارة الراعي أنه "حينما مارس لبنان الحياد، كان يعيش ببحبوحة، وكان هناك إنفتاح على كل الدول، وكنا نستقبل رؤساء جمهوريات وملوك، لكن بدأنا نتراجع إلى الوراء مع الدخول في الأحلاف والحروب الإقليمية، واليوم أصبح لبنان ورقة تفاوض".
وفي لقاء حواري سياسي مع طلاب الجامعة اليسوعية، شدد الراعي على أن "لبنان بحاجة إلى السيادة الداخلية، ولا يمكن تطبيق ذلك إلّا عبر دولة القانون والعدالة، وعبر الجيش والقوى الأمنية، أما وعلى الصعيد الخارجي عبر عدم التدخل بشؤون الدول وحماية أنفسنا من أي إعتداء خارجي".
أما وفي الملف الحكومي، إعتبر الراعي أن "العقبات أمام تشكيل الحكومة داخلية وخلفها مصالح خاصة وفئوية ومذهبية، هناك لا مسؤولية فيما الدولة تنهار والمؤسسات تتفتت ولا نقوم بتشكيل حكومة، فهذا أمر غير مقبول، وأنا قدّرت جدا موقف السفير مصطفى اديب الذي اعتذر بعد شهر عندما عجز عن تشكيل الحكومة، فهذا موقف مشرّف".
وفي سياق آخر، قال الراعي: "نعارض المؤتمر التأسيسي لأننا لا نعلم هدفه أو مضومنه، فلبنان يقوم بميثاقه على العيش معاً كمسلمين ومسيحيين، كطير ذات جناحَين، أما المثالثة، فهي تعني خسارة التوازن الذي يقوم عليه لبنان، وهذا الأمر يضرب الميثاق الوطني".
ولفت الراعي إلى أن "لبنان بخطر بسبب الممارسات السياسية الخاطئة كما والإرتباطات بدول أخرى وإستيراد عادات وتقاليد وأنظمة وممارسات مغايرة للطبيعة اللبنانية"، معتبراً أن "الهوية مهددة، وذلك يعني تهديد التعددية والحرية والنظام الحر".
ورداً على سؤال حول مواصفات رئيس الجمهورية القادم، سأل الراعي: ما معنى أن يكون "الأول مسيحياً"؟ الرئيس القوي الذي يجب أن ننتخبه يجب أن يكون "الأول لبنانياً"، ويجب أن يكون إنساناً متجرداً لا مصلحة خاصة له وصاحب أخلاق ورؤية وليس له أي إرتباط بأحد، ويجب أن يحافظ على الدستور ومؤسسات الدولة ووحدة الشعب اللنباني".
أما بما يتعلق بالوضع الإقتصادي، أشار الراعي إلى أنه "إذا لم يستعد لبنان الثقة الخارجية والداخلية لن تعود الحركة الإقتصادية، فالحل يكمن في الإستقرار وفي إستعادة ثقة اللبنانيين في الداخل والخارج وثقة الدول".
وختم: "المسؤولون غير معنيين ولا يريدون للدولة أن "تمشي" ولا يمكن للدولة أن تسير دون حكومة".