Advertise here

أربعاء الغضب.. إعتصامات وقطع للطرقات

26 أيار 2021 10:59:05 - آخر تحديث: 26 أيار 2021 14:45:43

بعد ما آلت إليه الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، وبعد تعثر تشكيل الحكومة وبقاء البلد دون حكومة إنقاذ قادرة على وقف الإنهيار الخطير الذي تواجهه الدولة وإداراتها، ومؤسّساتها، وإستمرار مسلسل إقفال المؤسّسات، والصرف التعسفي للعاملين، دعت الأمانة العامة لجبهة التحرّر العمالي والإتحاد العمالي العام إلى الإضراب الشامل، من أجل الضغط في سبيل تشكيل حكومة إنقاذ ووقف التدهور السريع نحو الهاوية، وإنقاذ ما تبقى من أمنٍ إجتماعي وصحّي واقتصادي.

بدأت التحركات والإحتجاجات منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، فتم قطع السير لبعض الوقت على عدد من الطرقات وهي "أوتوستراد وجسر البالما بالإتجاهين، كما وعلى طريق عام تعلبايا بالإتجاهين".

هذا وأصدر المساعدون القضائيون في قصور عدل لبنان بيان أعلنوا فيه إعتكافهم عن العمل لثلاثة أيام تماشياً مع قرار رابطة موظفي القطاع العام، الداعي إلى الإضراب العام في كل الإدارات العامة، على أن يتم تأمين أمور الموقوفين والمهل القانونية فقط في أيام الاعتكاف.

كما و أعلن موظفو مستشفى البوار الحكومي إلتزامهم الإضراب، وطالبوا بالإسراع في تطبيق سلسلة الرتب والرواتب في ظل هذه الظروف الصعبة"، مناشدين "القوى السياسية تبني اقتراح القانون الذي يدرس في لجنة الصحة العامة وهو إعادة موظفي المستشفيات الحكومية إلى كنف الإدارة العامة".

كما وشهدت ساحة سراي عاليه، توافد لعدد من الأشخاص للمشاركة في الإعتصام الذي تنظمه جبهة التحرر العمالي العام.

ونفذ اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال، بدعوة من الاتحاد العمالي العام، وتزامنا مع انطلاقة الاضراب العام، بمشاركة نقابة المحامين ورابطة التعليم الأساسي ولجان سائقي الباص والميني باص ونقابة سائقي الشاحنات، اعتصاما عند مدخل مدينة طرابلس الجنوبي. وقد عمد المعتصمون إلى التجمع عند جانبات الاوتوستراد وسط حضور مكثف للجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي عملوا على تنظيم حركة المرور في المنطقة بين السابعة والعاشرة من صباح اليوم.

وألقى رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر كلمة حيا في مستهلها "جراحات وعمال طرابلس وأهل طرابلس الشرفاء، وقال: "إن طرابلس تعاني ما تعانيه من أزمات وفقر وحرمان، لذلك كان التحرك في طرابلس ضروريا وان يكون البداية وان تطلق الصرخة من هنا من اجل تأليف حكومة انقاذ واختصاصيين بعيدا عن المحاصصة، وان يكون عندها الإمكانية لمباشرة حوار وعلاج، فنحن نعيش أزمة اقتصادية خانقة تؤدي إلى انهيار شامل في المؤسسات، مؤسسات المياه وكهرباء لبنان ومرفأ بيروت واجيرو والاتصالات، الأمور ذاهبة نحو الأسوأ، لذلك كان لا بد من صرخة حتى تستقيم الأمور، وأول الاستقامة تأليف حكومة، وكل ما عدا ذلك هو ضرب من المحال".

ودعا الى الذهاب "إلى بطاقة تمويلية تشمل 750 الف عائلة إلى مليون عائلة، وأن تمول بطرق علمية وبمساعدات، وليس بأموال الناس وهذا الموضوع يعود للمسؤولين ان يقروه وليس نحن من يقول من أين سيأتي التمويل، إنما نحن نقول أن أي زيادات عشوائية ناتجة عن رفع الدعم كزيادة أسعار المحروقات أو أسعار السلع والأدوية، ستؤدي إلى كارثة حتمية وإلى تباطؤ الاقتصاد وتوقف الحركة الاقتصادية، وإلا كيف سيتمكن الموظف من التنقل بسعر صفيحة بنزين 150 الف ليرة، كيف سيتمكن المريض ان يعيش بدواء سعره أكثر بعشر مرات؟ ما هو مصير المستشفيات والاستشفاء واليوم عندما يدخل أي مريض إلى المستشفى يتحمل فروقا كبيرة".

كما وكان هناك كلمات لكل من رئيس اتحادات النقل البري بسام طليس ونقيب محامي الشمال محمد المراد وكلمة للتعليم الأساسي.

هذا وشارك الإتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل في لبنان، برئاسة رئيسه مروان فياض في التجمع الذي حصل على مستديرة الدورة عند العاشرة من صباح اليوم، حيث تم قطع الطريق عند مستديرة الدورة وسط حضور ملحوظ لقوى الأمن وحشد من الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام، دعماً ومشاركة في الإضراب الذي دعا إليه العمالي العام.

كما ونفذ موظفو القطاع العام والاتحادات النقابية والمصالح المستقلة في بعلبك اعتصاماً تخلله قطع للطريق الدولية عند مدخل مدينة بعلبك الجنوبي لجهة واحدة امام حركة السير، ورفع المشاركون لافتات طالبت بـ"تحسين الوضع المعيشي ولجم سعر صرف الدولار وتحسين التعليم الرسمي الذي وصل إلى مستويات غير مقبولة".

وشارك وفد من موظفي برنامج الأسر الأكثر فقراً التابع لوزارة الشؤون الإجتماعية صباح اليوم في التحرك الذي دعا إليه الإتحاد في كل المناطق اللبنانية.

وتحدث باسم الموظفين في التجمع المركزي في مقر الاتحاد العمالي العام، الدكتور علي الحاج حسن، مؤكداً أن "وقوف الاتحاد العمالي العام برئاسة الدكتور بشارة الأسمر إلى جانب حقوق العاملين في هذا البرنامج لا سيما متابعة قضية الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبدل النقل إضافة إلى تبني الاتحاد لكافة مطالب العاملين ووقوفه الدائم إلى جانبهم، يحتم علينا المشاركة في هذه الوقفة الوطنية التي تجلت في كل المناطق اللبنانية".

وقال: "ثقتنا كبيرة بالاتحاد ورئيسه ونأمل كما عهدناه الوقوف الدائم إلى جانب العمال ومطالبهم المحقة".

وتوجهت، الى باحة بلدية صيدا، وفود من مختلف القطاعات للمشاركة في الإعتصام، ولتوجيه صرخة ألم ووجع من مختلف الشرائح العمالية بأن الوضع أصبح لا يطاق، والمطالبة بتشكيل حكومة لوقف الإنهيار".

وتخلل الإعتصام كلمات أجمعت على "ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لوقف الإنهيار بعدما وصلت الأمور حداً لا يطاق من تراجع القدرة الشرائية، وتفلت سعر الدولار وفقدان المواد الأساسية وإذلال المواطنين للحصول عليها".

كما ونفذت رابطة التعليم الأساسي في الهرمل إعتصاما أمام السرايا، دعما لقرار الإتحاد العمالي العام بالإضراب العام.

هذا وعم الإضراب اليوم الادارات العامة ومختلف المدارس الرسمية والخاصة، فاقفلت بعض المؤسسات الرسمية ابوابها، فيما سجل خرق في البعض الآخر حيث شهدت يوم عمل عادياً.