يوم 27 آذار عام 1954 سقط اول شهيد للحركة الطالبية في لبنان، حسان ابو اسماعيل، الطالب آنذاك في الجامعة الاميركية في بيروت خلال تظاهرة للطلاب رفضا لانضمام لبنان الى احلاف معادية للعروبة.
بعد ثلاثة ايام وخلال انعقاد جلسة لمجلس النواب حصلت مشادة كلامية بين المعلم كمال جنبلاط ورئيس الحكومة عبدالله اليافي على خلفية تهرب رئيس الوزراء من المسؤولية وتبرئة الدرك من جريمة القتل، رمى خلالها المعلم اليافي بكوب الماء الذي كان امامه.
وبعد يومين من المشادة ومع اقتراح تقدم به نواب للطلب من المعلم الاعتذار، قال جنبلاط: "تعلمون انني لا استطيع ان اعمل شيئا مخالفا لضميري.. وقد فكرت خلال الايام الاخيرة بالحادث الذي حصل، فرأيت ان ما بدر مني كان يفرضه الواجب أكان تتميما لدفاعنا عن حقوق الشعب(...) أو امتدادا لمبدأ اللاعنف ذاته الذي أدين به. واوضح جنبلاط ان ليس بينه وبين اليافي خلاف شخصي انما سياسي"، مضيفا "الذي اثار في نفسي هو ما رأيت بأم العين، وقد شيعت جنازة فتى كنا نربيه كما يربي الوالد ولده، لأن رئيس الحزب وه والد لكل اعضاء الحزب"(...) وقال "لو خسرت ولدي الوحيد لما كنت حزنت كما حزنت على الشهيد حسان ابو اسماعيل ورفاقه، وبينهم رفيق آخر لنا بات مشلولا (مصطفى نصرالله). فما حصل ليس خطأ انما هو امتداد لنهج اعتمدناه".. وختم، "انا لم اقصد بعملي الشخص، بل رئيس الوزراء، ومع ترحيبي بالاقتراح لكني لا استطيع الاعتذار".

خلال مشاركة المعلم كمال جنبلاط في ذكرى استشهاد ابو اسماعيل