Advertise here

الانحدار القاتل مستمر كلّما تأخّر المعنيون في "التسوية".. وبري "على استعداد"

24 أيار 2021 05:20:00 - آخر تحديث: 24 أيار 2021 07:38:23

يستمر الانحدار القاتل لكل مفاصل الحياة في البلاد مع كل يومٍ يمرّ دون توصل أصحاب الشأن الحكومي إلى تلك التسوية التي باتت في ظل غياهب التعطيل المتواصل أشبه بحلم ليلة صيف، فيما هي أقرب قاب قوسين إذا ما وُجدت إرادة إنقاذ البلاد والتضحية لأجل مدّ الناس بإمكانات الصمود التي فقدوها واحدة تلو الأخرى.

حتى اليوم كل المؤشرات تدل على أن الهبوط نحو درك المجهول يزداد سرعة لا تحد من إندفاعته كل الدعوات الى الإسراع في تشكيل الحكومة، وآخرها الدعوة التي وجهها المجلس النيابي أمس في ختام جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية. وقبله الدعوات المتكررة من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط للمعنيين بعقد التسوية التي لا مفر منها. وقد أكدت مصادر كتلة التنمية والتحرير لـ "الأنباء" الإلكترونية أن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ما زالت على الطاولة، وهو ليس بصدد إطلاق مبادرة جديدة، ولفتت الى أن "على المعنيين بتشكيل الحكومة أن يقرروا ما إذا كانوا يودون إعتمادها، أو عدم موافقتهم عليها ليبنى على الشيء مقتضاه، باعتبارها الصيغة الأنسب للخروج من الأزمة، خاصة أنها تحظى بموافقة غالبية الكتل النيابية ما عدا المعنيين بالتشكيل الذين لم يعلنوا عن موقفهم تجاهها".

وسألت المصادر عن "الأسباب التي تمنع الرئيس المكلف من تبني هذه المبادرة وتشكيل الحكومة على أساسها حتى ولو رفضت من قبل رئيس الجمهورية، فيكون بذلك قد قام بما هو مطلوب منه ويرمي الكرة في ملعب الرئيس ميشال عون الذي سيكون محرجاً جداً في حال رفضها، شرط أن تتشكل وفق المبادرة الفرنسية".

ونقلت المصادر عن الرئيس بري "إستعداده للقيام بما يساعد على تدوير الزوايا بين بعبدا وبيت الوسط في حال طلب منه ذلك، لأنه لم يعد جائزا إبقاء البلد من دون حكومة لأن ذلك سيؤدي الى إنهيار المؤسسات الواحدة تلو الأخرى".

وفي سياق متصل، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون لـ "الأنباء" الإلكترونية الى أنه "لا شيء رسميا بعد يتعلق باقتراح رئيس التكتل النائب جبران باسيل دعوة رئيس الجمهورية الى لقاء حواري في القصر الجمهوري"، وأكد أن "الفكرة جديرة بالإهتمام والتكتل يشدد على ضرورة إجراء حوار لبناني – لبناني، لكن المسألة يلزمها تحضير من أجل الوصول الى نتائج عملية، مع ما يتطلب ذلك من مبادرات لتدوير الزوايا".

ورأى النائب عون أن "لدى الرئيس سعد الحريري رهانات، فالويل له إن شكّل الحكومة والويل إن لم يشكلها، وهو كما بات معلوماً يتعرض لمعارضة سعودية شديدة ولا يريد أن يخطو أي خطوة قبل جلاء هذا الموقف. كما أن لديه مشكلة أخرى تتعلق بتمثيل حزب الله". أما الموضوع الأكبر فيتعلق برأي عون "بعدم سماح الحريري للعهد بأن يكون له حكومة في نهاية ولايته".

في المقابل رأى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار أن "الرئيس الحريري كشف ما كان يجب كشفه لتصويب ما حيك ضده من إفتراءات، وقد أظهر أنه على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين"، وقال الحجار لـ "الأنباء" الإلكترونية: "في الوقت الذي أصبح فيه البلد على شفير الإنهيار ما زال فريق الرئيس عون ورئيس الظل جبران باسيل يريدان السيطرة على البلد. وقد كان الحريري واضحاً في كلامه وهو مستمر في تحمل المسؤولية وجاهز لتلقي ملاحظات عون على التشكيلة الحكومية التي قدمها له، وهو يصر أيضا على نجاح الحكومة القادمة من ضمن شروط المبادرة الفرنسية والمجتمع الدولي وعدم استنساخ حكومات على طريقة ما كان معتمدا في السابق". 

وعن فكرة دعوة الرئيس عون لحوار، قال الحجار إن الأولوية يجب أن تكون لتشكيل حكومة.

وفي غضون ذلك تتفاقم أزمة المحروقات مع إقفال غالب محطات البيع أمس، وقد أوضحت مصادر نقابة محطات المحروقات لـ "الأنباء" الإلكترونية أن "هناك بعض الشركات لم تزود المحطات بهذه المادة ما أدى الى هذه البلبلة"، ودعت المصادر مصرف لبنان الى "الإسراع بفتح الإعتمادات لتتمكن البواخر من الموجودة في البحر من تفريغ حمولتها من المشتقات النفطية. وأكدت أن لا قرار برفع الدعم عن المحروقات".