Advertise here

صيف 2021: غياب السيّاح.. وتعويل على الاغتراب؟

21 أيار 2021 19:30:00 - آخر تحديث: 21 أيار 2021 20:18:10

اشتعلت الأزمة الاقتصادية في لبنان وتفاقمت، فولّدت أزمات صغيرة انسحبت على كافة القطاعات الأساسية. وفي حين يعوّل لبنان كلّ عام على السياحة والمقوّمات السياحيّة، يختلف الوضع هذا العام. فالقطاع السياحي أيضاً ضُرِبَ، ومُنِيَ بخسائر هائلة، ولم يعد يمتلك الكثير من المقوّمات للصمود ومنافسة دول الجوار. 

أزمات تتراكم على كاهل القطاع السياحي، فالوضع الاقتصادي متردٍ ما انعكس سلباً على الوضعين الاجتماعي والأمني، والليرة اللبنانية فقدت قيمتها مقابل الدولار، إضافة إلى انتشار فيروس كورونا الذي أثّر على أكبر دول وشركات العالم، فما بالنا بالمؤسّسات اللبنانية؟! واللائحة تطول... كلّ ذلك يضرب أهمّ ميزة لبنانية، السياحة. فكيف ستكون هذا العام؟ وما هي التوقعات؟ 

يُشير نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان، طوني الرامي، إلى أنّ "المواسم السياحية في العادة تعتمد على ثلاثة مقوّمات هي: الوافدين من سيّاح، "يلّي ما رح يكون عنا ياهن هيدي السنة" – الاغتراب اللبناني، الذي نعوّل عليه هذا الموسم - والسياحة الداخلية، أو ما تبقّى منها، لأنّ أقل من 5 في المئة من اللبنانيين هم فقط القادرون على القيام بالسياحة الداخلية في ظلّ الظروف الاقتصادية التي نمرّ بها، وانخفاض القدرة الشرائية (للعملة الوطنية)". 

ويقول الرامي، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونيّة: "نأسف أن نتحدّث عن السياحة وأكبر 10 فنادق في بيروت لا تزال مقفلة. وعن أيّ سياحة نتحدث وهذه الفنادق هي المقصد الأوّل والعامل الجاذب الأساسي للسياح العرب ورجال الأعمال والسياحة المثمرة والغنية". 

ويعود الرامي ليؤكّد على أنّ التعويل يبقى على المغترب اللبناني، وعلى ما تبقى من سياحتنا الداخليّة، قائلاً: "سنرى هذا العام أن المناطق الجبلية والمحاذية للبحر ستكون ناشطة أكثر من بيروت. وخسائر الملاهي الليليّة والفنادق فيها ستكون كبيرة جداً، فبيروت لا تعيش من دون هذين المقوّمين الأساسيّين". 

تعويل السياحة هذا العام على المغتربين واللبنانيين في الداخل إذاً، ولكن، "يجب الحديث عن الاستقرار الأمني والسياسي أوّلاً كي يكون لدينا موسم سياحي"، يقول الرامي. ويُضيف: "للأسف كلّ المؤشرات السياسية الحاصلة ترتدّ سلباً على السياحة، وطالما أنّ هذه المؤشرات سلبية سيبقى الانعكاس على القطاع السياحي سلبياً. وهذه السنة لن تكون جيّدة على الصعيد السياحي، ونتوقّع أن ينخفض الدخل السياحي إلى حوالي 10 في المئة عمّا كان عليه".

ويختم الرامي حديثه مناشداً، "تشكيل حكومة تعطي الثقة وتعمل على الإصلاحات، والعمل على الاستقرار السياسي كي نتمكّن من بناء بنى تحتيّة سياحية، فالقطاع يتعثّر وينهار وعدد المؤسّسات ينخفض مع الزيادة في نسب الإقفال".

حتى السياحة في لبنان تحتضر. ولم يعد لدينا ما يشجّع على زيارة البلد، حتى أنّ المقيمين فيه يتوقون للمغادرة. مع ذلك يعوّل البعض على الانخفاض في سعر صرف الليرة ممّا يجعل لبنان بلداً رخيصاً مقارنة ببلدان أخرى، لاستقطاب السياح. فهل يمكن التعويل على هذا العامل في ظلّ غياب مقوّمات أخرى أساسيّة؟