Advertise here

حدّد الأولويات مقدما اقتراحات أهمها الكهرباء والبطاقة التموينية والغاء الوكالات الحصرية

جنبلاط: لا بديل عن تشكيل حكومة توقف الانهيار.. ولسنا مع الطرفين

21 أيار 2021 00:02:43 - آخر تحديث: 21 أيار 2021 18:50:32

أشار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الى ان "ما يجري اليوم هو بسبب غياب الحكومة وعدم الوصول إلى نتائج ومعالجات جديّة، وفي نفس الوقت نتيجة عقود من الازدهار منذ أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإلى بداية أيام الرئيس سعد الحريري التي كانت مبنيّة على نظرية الاقتصاد الحر، بالإضافة إلى الفساد وعدم الاهتمام بالاقتصاد الانتاجي، وكل ذلك أوصلنا الى هنا".

وفي حديث في برنامج "صار الوقت" مع الإعلامي مارسيل غانم عبر محطة "ام تي في"، قال جنبلاط: "نحن من قبل أن يتكلم الرئيس ميشال عون  وحتى في ايام رفيق الحريري، كُنا نركّز دائما على الاقتصاد المنتج ودعم الزراعة والصناعة ورفض الدخول في منظمة التجارة العالمية ونقول إن اقتصاد الخدمات والفنادق والبنوك غير كافٍ".

وحول موعد الحل في لبنان، قال جنبلاط: "اذا كنا سوف ننتظر الحوار الأميركي – الإيراني، وعندما تنحل في فلسطين، وروسيا ماذا سوف تفعل، وأميركا إلى أين؟ سوف نتناقر!، ولا أحد يفكّر بنا. لقد جاء الفرنسي وقال إننا لا يمكننا الاستمرار إذا لم نشكّل الحكومة بغض النظر عن التفسيرات الدستورية الغامضة حول رسالة عون ورد الكتلة السنّية، فهذا كله تضييع للوقت، والمطلوب وضع برنامج واضح بدءاً بالكهرباء قد يجعلنا على الخط الصحيح".

وتابع جنبلاط: "حاكم مصرف لبنان نبّه أكثر من مرة بموضوع الدعم. وإذا في آخر أيار رُفع الدعم فماذا نفعل؟ أنا لدي بعض الاقتراحات منها رفع الدعم عن المحروقات بعد إحصاء عدد السيارات من السيرفيس والباصات العمومية وإعادة النظر جذريًا بالسلة الغذائية والتي تشمل الكاكاو والفستق وتخفيضها للامور الأكثر أساسية، واعتماد البطاقة التموينية، لأننا وبهذا الدعم ندعم كبار تجار الأدوية والمحروقات على حساب المواطن".

ودعا "لإعطاء بطاقة تموينية بالدولار بقيمة 150 دولار ورفع الدعم عن الكماليات، وبالتالي بدل صرف مبلغ 6 مليار يمكن تخفيضه الى 3 مليار"، مشيرا الى أن "هناك مشكلة كبرى في موضوع الدواء، لأننا في لبنان لا نعتمد الجينيريك، وسلطات الدواء منذ عام 1970 ما زالوا يستلمون البلد باستيراد الدواء ولا يقومون بإنشاء مكتب له في وزارة الصحة"، مؤكدا انه "يجب ان يكون هناك تشريع جدي لإلغاء الوكالات الحصرية لاستيراد الدواء".

وردا على سؤال، قال جنبلاط: "النائب وائل ابو فاعور عندما كان بوزارة الصحة، حاول، ولكن لوحده لا يستطيع"، مشيرا الى ان "رفع الدعم عن كافة الأدوية أمر خاطئ، ويمكننا وضع لائحة بالأدوية الضرورية".

وتابع جنبلاط "لا بُد من إلغاء النظام الإقتصادي الحرّ من الدستور، وأن نتيقن بأنه لم يعد لبنان القديم موجوداً، وهناك لبنان جديد، ويجب اتخاذ اجراءات، والمطلب الأساسي هو إصلاح قطاع الكهرباء، وقد أتانا عروض من الكويت وألمانيا وسواهما، ورفضناها بسبب جوقة سعد الحريري وجبران باسيل وعلاء خواجة وسمير ضومط وغيرهم".

 

وفي سياق آخر، قال جنبلاط: "أطلب من نواب كتلة اللقاء الديمقراطي الخروج من أي سجال حول الرسالة التي قدمها رئيس الجمهورية الى مجلس النواب، فالناس في أزمة اجتماعية هائلة، وإنني لست مع الفريقين، وسوف أركز على الشق الاجتماعي لأن هذه الخطوة هروب الى الأمام ولا معنى لها، والمشكلة اليوم غير دستورية، ولا أوافق رئيس الجمهورية، كما ان المشكلة ليست بالطائف وليس لدينا الوقت الكافي ولن أتعاطى بمضمون الرسالة لا من قريب ولا من بعيد، ولنتعاطى بموضوع الكهرباء والبطاقة التموينية والبنزين والوكالات الحصرية".

 

وأكد جنبلاط أنه "يجب تشكيل حكومة لمحاورة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ولكن على ماذا نحن مختلفون؟ على حقيبتي العدل والداخلية؟ فالجميع يتمترس خلف طائفته ويزايد علينا، ورئيس الجمهورية باق لنهاية عهده ولا أحد يستطيع أن يخرجه، ورئيس الوزراء المكلف موجود، ألا يمكنك يا سعد الحريري أن تقوم بتضحية؟ فهل التسوية عيب؟ في وقت مضى قمنا بتسوية مع إميل لحود علماً انه كان متهماً باغتيال الحريري!".

 

وشدد على أن "التسوية قائمة على حكومة تكون حكومة مهمات تكنوسياسية، وفي بعض الوزارات الاساسية مثل الاقتصاد لتكون مع أشخاص اختصاصيين". ولفت الى ان "السفيرة الفرنسية قالت ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مكلّف حتى هذه اللحظة من المجتمع الدولي والدول الخمس في مجلس الأمن بالملف اللبناني". وسأل "لماذا ننتظر الحوار الاميركي – الايراني او فلسطين او روسيا؟ ماذا سوف تفعل؟ الفاتيكان يهمه استقرار البلد من اجل المسيحيين في العراق ولبنان وغيرها من البلاد".

 

وذكّر جنبلاط بزيارته الى رئيس الجمهورية، قائلا: "لقد ذهبت الى رئيس الجمهورية وقلت له إن سعد الحريري حتى هذه اللحظة يمثّل السنّة، وتكلمنا حول إمكانية تكوين حكومة من 18 وزيرا وقال الرئيس انها لا تمشي هكذا، ربما 20، فطرحت عليه حكومة من 24 وزيرا من دون ثلث معطل، فاتُّهمت بتركيب منظومة سياسية مع حزب الله، الخيال فظيع! لا زلنا ضمن هذه المعادلة، ثم "فصلوها متل ما بدّكن، خود إنت العدلية وعطيه الداخلية". ليس هناك أي مشكلة لكن إتفقوا، فهذا هو الموضوع الأساس وليست قصة تفسير الصلاحيات، لا علاقة لتفسير الصلاحيات"، مستطرداً "ما أفضى بالنا إذا بدنا ندخل الآن بتفسيرات دستورية".

 

ورداً على سؤال، قال جنبلاط: "لن تعترف السعودية في الوقت الحاضر بسعد الحريري، أو لن تعود الى سعد الحريري، لكن هل من الضروري أن ننتظر؟ الضروري اليوم هو أن نخفف الأخطاء، مثلما فعلنا بالأمس من أجل أن تفتح السعودية أسواقها وأن تعود الى دعم لبنان، والى دعم المؤسسات اللبنانية. وهل ضروري أن ننتظر مصر؟ مصر لديها موضوع سد النهضة أهم بكثير من لبنان". وأضاف: "ذهبنا الى روسيا، الروس قالوا بحكومة جامعة، ذهب جبران باسيل أيضاً الى روسيا، ماذا قالوا له، قالوا له "حكومة جامعة" وكانوا مستائين منه الى حدٍ ما، اذا لنبقى بين بعضنا، لنغسل هذا الغسيل الوسخ بين بعضنا، فالتسوية "مش غلط" من أجل الشعب اللبناني. وفي الوقت الحاضر ليس هناك مناخ في السعودية من أجل سعد الحريري فهل نعلّق مصير البلد من أجل أن تسير العلاقة بين سعد والسعوديين؟ "مش ظابطة"، أنعلق مصير البلد لكي تسير العلاقة بين أميركا وإيران، "ما بيمشي الحال هيك"! ولا بديل إلا بتشكيل حكومة وبالحوار مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي".

 

وتابع جنبلاط: "فليتفضل الممثل الشرعي للسنة سعد الحريري وأن يكون عمليّاً ونحن جاهزون وبتصرفه ونساعده إذا أراد، من أجل أن يكون عمليا، ومن أجل إنجاز هذه المهمة التي هي تشكيل الحكومة، فهذا مطلب كل الدول التي عجزت في النهاية"، مستطرداً "هل دول العالم لا هم لها سوى لبنان؟ ولا أعلم اذا كان هناك مشكلة شخصية بين الحريري وبين السعودية، لكن في الوقت الحاضر السعوديون غير راغبين للإلتفات إلى حكومة برئاسة الحريري. ومن الممكن أن يرضوا عليه في ما بعد، لكن فلنشكل حكومة".

 

ورداً على سؤال إذا كان يقبل بالرئيس نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة، قال جنبلاط: "لا أقبل بأحد ولا أرفض أحداً، ولست أنا من أشكل حكومة، لأن كلامي غداً سيفسره الوسط المتزمت السنّي أنني ضد سعد الحريري وسيفسره الوسط العوني المتزمت أنني أضع شروطا على رئيس الجمهورية ميشال عون"، مستطرداً "بعد في حدا ما حط شروط، بعد في حدا بدو يفسر؟". وأضاف: "نحن مستعدون لمساعدة الحريري إذا أراد وإذا رغب بذلك، ولإزالة العراقيل والعقبات، ومستعدون بشكل غير مباشر أن نذهب الى الرئيس نبيه بري لكي يبلور هذه الصيغة، والرئيس بري عندما إلتقى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي قال "لبنان إما أن يشكل حكومة أو لا" ولم يدخل في التفاصيل، قال له الرئيس بري "لماذا لا تجمع الرئيس سعد الحريري وجبران باسيل؟"، وهذا كان كلام باتريك دوريل من ثلاثة أشهر، الذي سألني عن المشكلة، فقلت له المشكلة بين سعد وجبران، فاتصل بعدها جبران بسعد، لكن لم يحصل تواصل، ولا زلنا مكاننا".

 

وعن مسألة الثلث المعطل، قال جنبلاط: "سآخذ كلام الرئيس عون أن لا ثلث معطلاً أليس هذا كافياً؟ ولست أهاجم أو أهادن أحداً، وهمّي وقف الإنهيار والإهتمام بشؤون الناس وإقرار البطاقة التموينية ورفع الدعم عن البنزين وإلغاء الوكالات الحصرية، ودعم الأدوية الضرورية والإبتداء بمعالجة الكهرباء".

 

وتعليقاً على موضوع الذهاب الى فراغ رئاسي، أشار جنبلاط الى أن "الإنتخابات ستحصل بموعدها على هذا القانون وسيعود الأشخاص أنفسهم، إلا إذا حسب ما فهمت أنه سيكون هناك ضغط على المجتمع المدني بأن يكون لديهم نواب، وليس هناك أي مشكلة، لكن في هذا النظام إننا نتخب أنفسنا، وأنا مجبر على السير بالقانون الإنتخابي الحالي لأن لا قوة لدي لتغييره، وليس هناك غير الرئيس بري يريد لبنان دائرة واحدة، لكن المسيحيين لا يريدونه، أنرفض النموذج الأكبر، هل ضروري أن نسير بالنموذج الأصغر الذي يقوم به كل شخص بالتصويت لنفسه؟".

 

وتابع بالقول: "القانون الإنتخابي الحالي يريده المسيحيون والشيعة، وسعد الحريري يريده أو أجبر عليه لأن حينها كان على تحالف مع جبران باسيل وخسرنا نائبين أو ثلاثة، هذا القانون باق، لأنه يبدو أنه لا مجال للتغيير".

 

وأضاف: "فلننظر الى الواقع الذي نحن اليه ذاهبون، الإنهيار الكامل لمؤسسات الدولة وربما للأمن اذا لم نقم بتشكيل حكومة فيها الحد الأدنى من الإنضباط والتكنوقراط".

 

ورداً على سؤال قال جنبلاط: "لم يزعجني وزير الخارجية الفرنسي الذي كان لديه برنامج محدّد ومهمة محددة، والعقوبات هي نوع من حث اللبنانيين والطبقة السياسية على الوصول الى تشكيل حكومة، بما أن غالبية الطبقة السياسية مهتمة بالتحاليل الكبرى، بالطائف وغير الطائف، بالصراعات الدولية، لا زلنا مكاننا لأن غالبية الطبقة السياسية تظن أنه سيأتينا الحل من الخارج، لن يأتي أي حل من الخارج".

 

ورداً على سؤال عن عودة الوصاية السورية، قال جنبلاط: "لنبقى بالموجود على المحك، وهو وجع اللبناني، ويمكننا أن نناقش ساعات في الإتفاق الإيراني الأميركي"، متسائلاً "هل خرجت سوريا من البلد؟" لم تخرج من البلد، لكن الوصاية الأكبر اليوم هي لإيران، ولكن يجب وضع أولويات، وهي تشكيل الحكومة والإهتمام البطاقة التموينية والكهرباء والبنزين والأدوية وغيرها، وبعدها قبل الإنهيار نفكر بالأمور الأخرى ونعطي لنفسنا الترف بالتفكير بالنظريات الكبرى".

 

وتعليقاً على الأحداث الفلسطينية، قال جنبلاط: "القضية الفلسطينية بعد الذي حدث دخلت بمرحلة جديدة وفشلت إسرائيل وغيرها بفصل الضفة عن القطاع، والقدس عن الضفة، وبفصل الضفة والقدس عن فلسطين الداخل وعن القطاع، شعب فلسطين واحد وهذه جولة من الجولات الدامية وستليها جولات أخرى لأن الوحش الصهيوني لن يرتدع الا اذا جاء قادة كبار من الوسطين الإسرائيلي والفلسطيني مثل دوكليرك في جنوب أفريقيا ومثل مانديلا وقاموا باتفاق على إنهاء النظام العنصري إبتداءً من الدولتين".

 

وأضاف جنبلاط: "أما في لبنان "بدهن فلسطين أم لا" فهذا لن يغير شيئا. لا يقدم ولا يؤخر، ولا يمكن تحييد لبنان بين إيران من جهة وسوريا معها وبين إسرائيل والعدوان الإسرائيلي، فلنحل أمورنا بالحد الأدنى".

 

وتابع بالقول: "الكاردينال الراعي من خلال طرحه الحياد ومؤتمر دولي كان يريد أن يقول للمجتمع الدولي بأن يلتفتوا الى لبنان وهذا تفسيري، لكن هل يلتفت هذا المجتمع دون حكومة ومؤسسات؟ نريد حكومة لإستقطاب الدعم الدولي على الأقل بالمواد التي تحدثنا عنها ثم نتوسع، الجيش اليوم بأزمة إجتماعية مثل كل القطاعات، فهو بحاجة الى أدوية وبحاجة الى مؤن غذائية وذلك لأن العسكري في الجيش الذي كان راتبه 500$ دولار اليوم أصبح 60 دولاراً".

 

وتعليقاً على موضوع إنتخابات نقابة المهندسين، قال جنبلاط: "سأعطي توجيهاتي، إذا كان الحزب التقدمي الإشتراكي هو الذي يعطل بأن يشترك في إنتخابات النقابة، خاسراً كان أم رابحاً هذا موضوع آخر".

 

وأضاف جنبلاط: "سنعتمد على أنفسنا في الإنتخابات النيابية لأنه بناءً على قانون الإنتخابات الحالي في المرة الأخيرة التي خضنا بها الإنتخابات وجدنا أنفسنا وحدنا، فلم يصوت لنا أحدا. والفائض الإنتخابي لدى تيمور وضعه من أجل مروان حمادة ومن أجل نعمة طعمة، أما بقية الكتل فلم يصوت لنا أحد لا من كتلة المستقبل ولا القوات ولا العونية"، لافتاً الى أنه في المتن جرى تحالف مناطقي مع "القوات".

 

ودعا جنبلاط الى "تعديل نظام الضريبة في الاقتصاد الحر ووضع الضريبة على الثروة، وليدخلوا إلى منزلي وليقدروا ممتلكاتي ولأدفع ضريبة عليها، والكشف على الأراضي غير المستثمرة وفرض ضريبة عليها، ولفرض الضريبة التصاعدية الموحدة لتحقيق التوازن والوصول إلى شيء العدالة الاجتماعية المطلوبة".

 

وردا على موضوع توجه عدد من الفلسطينيين إلى الحدود اللبنانية ومحاولات اجتياز الحدود للمشاركة في الإنتفاضة الفلسطينية، إعتبر جنبلاط أنه "حماس مبرر، لكن لا يجوز أن يتم فتح الجبهة من الجنوب اللبناني، وبالموضوع الفلسطيني، لأول مرة اليوم تحصل إنتفاضة شاملة من الداخل على الكيان الصهيوني. في الماضي كانت الثورة الفلسطينية ثورة بدون أرض، في الأردن ثورة بنصف الأرض، كان هناك التناقض الأردني الفلسطيني، في لبنان ثورة بدون أرض، أو بقسم من الأرض، طوائف، أما اليوم فهي من الداخل، وهذه بداية لانتفاضات طويلة جداً من الداخل، والفلسطيني إذا كان من عين الحلوة أو غير عين الحلوة، أو إذا كان مقيم خارج لبنان في السويد وغيرها، ففي الأخير دمه فلسطيني، وهناك في الداخل شعب كبير يتنفض ويقاتل، سلميا وعسكريا لكنه توحد".

 

ورأى جنبلاط أن "حزب الله سيبقي الجبهة مهادنة، لأن حزب الله هو الذي قال، في مناسبتين، على لسان السيد حسن نصرالله، بمرحلة معينة كان هناك مفاوضات سلم، من زمان، قال: ما يريده شعب فلسطين، نحن لن نتدخل. واليوم نفس الشيء يستطيع أن يقوله، الذي يريده شعب فلسطين في الأخير يصب عنده، كفاح مسلح. اليوم الكفاح السلمي والأممي والإعلامي، أهم شيء الإعلام، إنقلب الإعلام اليوم على الصهوينيين، قصة طويلة، لكن لماذا يتدخل؟".

 

وفي ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، ذكر جنبلاط أنه "إلتزمنا بالمساحة التي عمل من أجلها نبيه بري 10 سنوات، أتى أحدهم وقال الموضوع لم يعد لديك، جهة سياسية مع خبراء جدد، ضابط في الجيش اللبناني والخبير نجيب مسيحي وبدأت المزايدات، هل هي مزايدة محلية؟ أنا برأيي لا، قد تكون مزايدة خارجية من إيران تقول لنا الثروات النفطية في لبنان أنا أقرر حولها وليس أنتم".

 

وفي السياق، تابع: "زار وكيل وزارة الخارجية ديفيد هيل لبنان وأعتقد أن المهمة كانت نقل رسالة فحواها في حال كنتم ستوقعون مرسوم الحدود الجديدة، تكونون قد أهدرتم كل فرصة لديكم للإستفادة من إمكانية الحل عبر الأمم المتحدة حول الحدود القديمة".

 

وردا على سؤال اعتبر جنبلاط أن "الفريق السيادي هُزم في لبنان، بمرحلة معينة الفريق السيادي بعد 14 آذار 2005 كان في أوجِه، من ثم صار هناك إحتلال ساحات، الفريق السيادي آنذاك كل همه المحكمة الدولية، هناك من في الفريق السيادي لا يزال نائما على القرار 1559، فليسمح لي، هذا القرار كباقي القرارات الدولية، لا يتنفذ إلّا بمعادلات جديدة، أخذنا المحكمة ورأينا ما صدر عن المحكمة". وأضاف: "نحن بلد صغير جدا ومقسوم ونريد أن ننظر للسياسة العالمية قبل ان نفكر بالكهرباء والبطاقة التموينية وغيرها".

 

وعما حدث على طريق يسوع الملك من إشكالات مع مؤيدي رئيس النظام السوري بشار الأسد، كشف جنبلاط أن "أجهزة المخابرات السورية تستلم الشعب السوري المهجّر، نزعوا منهم التأشيرات، وإذا ما جدد هؤلاء تأشيراتهم، فيصبحون بلا وطن، عندها المشكلة الكبرى على لبنان، أتت المخابرات وطلبت منهم وضع الصور، من ثم مرّوا بمناطق وتم ضربهم، لم يكن هناك لزوم، ليس الوقت للوطنيات، والشعب الذي هُجّر لن يعود إلّا بشروط النظام، وبعد أن يعاد إعمار سوريا وحيث يريد بشار، إذا أراد أن يعيدهم، لأنه وفق مقولة معينة، كانوا تسعة ملايين، فيعودون تسعة ملايين بعد التهجير، والآخرون سيبقون بين لبنان والأردن وتركيا وغير أماكن. "كامشهم" بالتأشيرات، ويهددهم بإلغائها، وعندها يصبح لدينا أزمة كتلك بين الكويت والعراق، "البدون"، وعندها حلها بقة".

 

 وفي ما يتعلق بتصريحات وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة، إعتبر جنبلاط أنه "من الجيد أن الوزير شربل وهبة إستقال، كان أقل شيء أن يستقيل، وإنتهينا من الجنون"، مشيرا الى ان ردة الفعل السعودية، وخاصةً من السفير الحالي وليد بخاري، من السفير السابق علي عواض عسيري، ومن وزير الخارجية السعودية مقبولة، وهي غير ردود الفعل على مواقع التواصل الإجتماعي،".

 

وبهدف إصلاح العلاقات مع السعودية، شدد جنبلاط على ضرورة أن "نستوعب كلبنانيين، كل اللبنانيين أن بدون هذه الرئة الإقتصادية والسياسية في السعودية والخليج والإمارات وقطر والبحرين وعمان، هذه رئتنا العربية تاريخياً، ليس الوقت للعصبيات الصغيرة القبلية التي لن توصل إلّا إلى الإنتحار".

 

وفي سياق آخر، حول تجاوزات القاضية غادة عون، قال جنبلاط: "قرأت في لوريان لوجور أنه قد يخرج قانون في مجلس النواب بإستقلالية القضاء، وعندها نكون إنتهينا من وصاية السياسيين وغير السياسيين على القضاء، نأمل أن يمر. هي قاضية، لا أعرف كيف خرقت بعض القواعد، لأن هناك ملفات بدأت بها ولم تستمر، كملف الكهرباء". وحول ملف مؤسسة "القرض الحسن"، قال جنبلاط إنها NGO كبير.

 

 وعن تغيير النظام في لبنان، أكد جنبلاط أنه "لا يتغير النظام الا بطريقة واحدة، إلغاء الطائفية والتوجه نحو نظام مدني، هذا ما حاول كمال جنبلاط القيام به من العام 1952 وحتى العام 1977 قبل مقتله، ولم يستطع، وكان هناك يومها الجبهة الوطنية".

 

وحذر جنبلاط "القوى من الخطأ والطعن بالطائف وإدخالنا في المجهول، فلنبقى بالطائف، ليس الوقت للجدليات الدستورية غير الطائف، هذه النصحية لمن هو ضد الطائف".

 

كما لفت إلى أنه "يجب البدء من مكان ما، إذا أردنا فتح السجل القديم لن ننتهي، اليوم إما ينهار كل شيء، أو ننتج حكومة بالحد الأدنى تمسك بالقطار، وكما سمعت في حال تم تشكيل حكومة بالحد الأدنى، فإن مليارين ونصف دولار يعيدون الثقة بالبلد. فلننظر الى السودان، فهل السودان أحسن منا؟ ليسوا أحسن منا وكان لديهم حروب أهلية، وفي باريس شطبوا لهم أول دفعة 5 مليار، ونحن كلبنانيين نرى أنفسنا أحسن من كل العالم، فلنرى ماذا يحدث".

 

وردا على سؤال حول إحتمال جمعه للحريري بباسيل في كليمنصو، قال جنبلاط: "لا يمكنني أن أدعو للقاء بين باسيل والحريري في كليمنصو أو المختارة، يجب أن يعوا أهمية الحوار للحكومة، ومن ثم جميعنا نساعدهم، لا أريد أن أجعل نفسي وصياً، أنا كمواطن عادي أنتظرهم ليتفقوا".

 

وإعتبر جنبلاط أن "الإستقالة من مجلس النواب لا توصل إلى أي مكان، بل إلى فراغ مطلق، هذه نظريتي، الدكتور سمير (جعجع) لديه حساب واحد، أن يزيد كتلته النيابية ليصبح ما يسمى بالمسيحي القوي، ويقول "إنتخبوني كرئيس"، وأنا لا أوافقه لأنني لا أرى أن هذا الموضوع هو الأولوية".

 

وأشار جنبلاط إلى أنه "يراهن على هذا الشعب، فهذا الشعب أثبت مع بداية الثورة أنه شعب متحضر، لكن لم يكن هناك برنامج يومها، "كلن يعني كلن" لكن ما هو البرنامج؟ كيف ستتسلم؟ "ما زبطت"، عندها دخلت على المجموعات الثورية عناصر جديدة وإنتهازيون وغيرهم وحدث بنا ما حدث، لكن لا يمكن الحكم على هذا الشعب ولا يمكننا أن نحكم على أنفسنا بأننا شعب فاشل، أبداً. نخبة الأطباء والمهندسين والمثقفين، النخبة في كل العالم فيها لبنانيون".

 

وردا على سؤال، قال جنبلاط: "من أجل تحقيق العدالة يجب إقرار قانون عام، من الضريبة التصاعدية إلى الضريبة على الثروة والضريبة على الأملاك غير المستثمرة، والأوقاف، فأملاك الأوقاف المسيحية والإسلامية هائلة وهذه بعض الأمثلة، إذ تم فرض الضريبة تحد من الربح الفاحش وتلغي الإقتصاد الحر، عندها يصبح هناك شيء من العدالة".

 

ورأى جنبلاط أن "حزب الله يمثل منظومة سياسية – عسكرية تابعة لإيران، "بدنا نقبل فيها"، وهو موجود ويمثل الشعب الشيعي ويمثل شريحة من اللبنانيين، ونبيه بري صديق ورفيق سلاح قديم، واعتبره من المدرسة اللبنانية والشيعية التابعة إلى النجف، هذا الفرق بينه وحزب الله، هناك فرق سأسميه إيديولوجياً، بري عربي، بينما أولئك – مش ليسوا عرب-، هم يمثلون شريحة من اللبنانيين".

 

وختم جنبلاط قائلاً: "زينة عكر جاءتني يائسة، تندب كما أندب، ولكن قلت لها الحل هو الوزارة مجددا، جيد أنها لا زالت موجودة هي وبعض الوزراء، أما الاخرون فهم في غياب مطلق بإنتظار الحل، التسوية مجدداً، الوزارة".