Advertise here

"السقطة"

19 أيار 2021 09:17:02

سقط "رئيس" الديبلوماسية الافتراضي في كلامه، فتخلّى عنه حتى من عيّنوه ناطقاً باسم سياستهم الخارجية. اذ يتبيّن وفق من عيّنه أنه ناطق "باسمه الشخصي"، فبات "مقطوعاً من شجرة" في جمهورية الخراب الموعودة.

على ما يبدو أن "كبير" الديبلوماسية لا يقرأ كثيرًا، أو لربما فاته أن يقرأ أو أن يتصفح قليلاً في كتاب "قصتي" للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي حلم يوماً عندما زار لبنان أن يحوّل دبي كبيروت، وإذ به يجعل من حلمه حقيقة خلال سنوات قليلة، فيما حوّلنا وطننا نحن بعبثيتنا الى بلاد سائبة يحلم شعبها بكهرباء، وجلّ طموحه أن يحصل على لقمة عيشه وصفيحة بنزين بعد طول انتظار في طوابير الذل، وعلى حبة دواء مدعوم، والبعض من الكرامة.

لو قرأ كبير الديبلوماسية اللبنانية قليلا عمّا فعلنا ببلدنا الجنة، لما عاب على مَن حوّل الصحراء إلى جنة جذوره الأولى التي هي جذور كل اهل الأرض. و"البدوي" اليوم لديه ما يكفي من مصادر الفخر أكثر بكثير من "حضري" يعمل في سُلطة ساقت شعبها إلى الفقر والجوع والتبعية.

قد يُهزم الجندي في معركة وقد يسقط الطالب في امتحان، ولكن كيف لديبلوماسي أن يسقط في حلقة تلفزيونية؟

فأي ديبلوماسي هذا الذي لا يتقن فن الخطاب والتواصل، وليس في جعبته حجة ولا برهان؟

لا لسنا بمتفوقين على أحد وبلدنا مفلس ومنهار، ولسنا بحضاريين ونحن نهدم كل جسور التواصل ونرفع المتاريس والجدران بوجه كل مختلف عنا، ولسنا بدعاة أكاديميات حوار وتلاق ونعيب على الآخرين انتماءهم وأصلهم ونحوّله الى مذمة.

سقط "كبير الديبلوماسية" الذي كان من المفترض به ان يزور الرياض منذ اسابيع معتذرًا عن ملايين حبات الكبتاغون التي بها يتم إغراق بلادٍ يسترزق فيها الاف اللبنانيين الهاربين من فشل ادارة بلدهم والتفريط بأبنائه وطاقاته وأدمغته.


ليتنا كالبدوي الذي جعل من الخيمة وطناً، ولم نجعل من وطننا غربة ومطارات انتظار.