Advertise here

من 17 أيار إلى فلسطين.. إرادة الشعب هي الأقوى

17 أيار 2021 16:42:59 - آخر تحديث: 17 أيار 2021 16:48:39

ما يجري اليوم في فلسطين من قتل ومجازر وتدمير وتشريد يؤكد المؤكد، لا حل مع عدو مجرم سوى بفرض إرادة الشعب الفلسطيني وانتزاع حقوقه.

وإذا كان ما يرتكبه العدو الاسرائيلي في غزة اليوم سبق وأنْ ارتكبه مرات ومرات في فلسطين وفي لبنان وفي مختلف الأراضي العربية التي احتلها، فإنّ ما يقدمه الفلسطينيون من مشهد جليل في النضال والصمود، يذكر بالمشهد اللبناني الذي تصدى لاتفاق 17 أيار 1983 الذي كان عنوان استسلام للعدو، فقاومته إرادة الإنتماء والوطنية والعروبة في لبنان، مثلما تتجلى هذه الروح في وحدة الشعب الفلسطيني اليوم وفي مواجهته الشاملة من غزة إلى الضفة إلى القدس إلى أراضي 48.

عام 1983 ظن الاحتلال الإسرائيلي أن توقيع هذا الاتفاق سيمكنه من سلخ لبنان عن محيطه العربي، غير أن إرادة الشعب كانت أقوى. وبالرغم من وجود جيش الاحتلال على أجزاء كبيرة من الأراضي اللبنانية، وبالرغم من الموقف الدولي المنحاز، والعجز العربي، إستطاعت قلةٌ كانت ولا تزال تملك الإرادة والعزم والوطنية من أن تمهد لإسقاط الاتفاق بدءا من معركة تحرير الجبل في أيلول 1983 وصولاً الى انتفاضة 6 شباط 1984 وتغيير موازين القوى التي أوصلت الى فرض إسقاط هذا الاتفاق في مجلس النواب في 5 آذار 1984.

إن إسقاط إتفاق السابع عشر من أيار كان يوما مجيدا، صنعته إرادة القوى الحية ودماء الشهداء الذين منعوا اختطاف لبنان وفرض الإستسلام عليه، ومن ثم ترسخ إنتماء لبنان العربي واكتساب كرامته.

وإذا كان تاريخ 17 أيار قد وُسمَ باتفاق فصل لبنان عن هويته، فإن تاريخ إسقاط هذا الاتفاق سيبقى موسوماً بالعزة وممهوراً بالإباء لقوى إنتصرت بالإرادة الصلبة وبالتضحيات الكبيرة وعلى رأسها الحزب التقدمي الإشتراكي وحركة أمل.

ومع كل نشهده من همجية وإجرام يمارسه الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، يتأكد أكثر فأكثر أن النهج الذي أسقط 17 أيار هو النهج الأمضى في وجه عدو أنشأ كيانه بالمجازر والدم ولا يزال.