Advertise here

العين اللبنانية على تطورات فلسطين... فماذا عن جبهة الجنوب؟

17 أيار 2021 14:23:40

يتصدر الحدث الفلسطيني المشهد اللبناني كما العربي، حيث تتجه الأنظار إلى التطورات داخل الأراضي المحتلة، وبالتالي مدى انعكاسها على المجريات الإقليمية من تسويات ومفاوضات، وكذلك على لبنان ومدى احتمال فتح الجبهة الجنوبية، خاصة بعد الأحداث التي شهدها الشريط الحدودي مؤخراً. فما موقف القوى السياسية اللبنانية من آخر المستجدات الفلسطينية؟

عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب وهبة قاطيشا، سأل عن علاقة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين بالمفاوضات التي تجري في فيينا، وإذا كانت تخدم فريقاً ما؟

قاطيشا أشار في اتصالٍ مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن إيران يبدو أنها محشورة في هذه المفاوضات، ومن غير المستبعد أن تصب هذه الحرب في هذا المجال، والدليل كثافة الصواريخ الكبيرة والبعيدة المدى التي تُطلق من غزة. وهذه الصواريخ بالطبع هي إيرانية الصنع، وليست من صنع الفلسطينيين، متسائلاً عن النوايا الإسرائيلية العاطلة عن كيفية دخول تلك الصواريخ بهذه القوة والفعالية، وبهذا المدى ولم تُكتشف من قِبل إسرائيل. فهل تريد إسرائيل أن تصوّر نفسها للعالم بأنها الضحية؟ وهل إيران أرادت أن تحرّك حماس للرد بهذا الشكل بهدف التأثير على المفاوضات؟ وهل الصدفة هي التي أوصلت إلى هذا المستوى في هذا الاشتباك، واستخدام صواريخ يصل مداها إلى 200 كلم؟ وهل تحوّلت غزة إلى جسرٍ لنظامٍ ما؟

قاطيشا أشار إلى أنّ القضية الفلسطينية هي فلسطينية أولاً ثم عربية ثانياً، ومن غير المسموح أن يأتي طرف ثالث ليستثمر فيها مقابل بعض المساعدات للفلسطينيين، لافتاً إلى المفهوم العام في العلم العسكري الذي يقول إنّه إذا لم تكن متفوقاً بالحرب، ولا أمل لك بالانتصار، فالدخول إلى الحرب هو انتحار، سائلاً: "لماذا لا يذهب الفلسطينيون في حربهم مع إسرائيل إلى مراكز القوة؟ لأن إسرائيل تعتبر عرب 48 هم الخطر الأول عليها، وفلسطينيو الضفة الغربية هم الخطر الثاني. أمّا غزّة فأصبحت جزءاً من إيران، وعليه يقتضي أن تحارب عدوك بنقاط القوة، كما قال الرئيس محمود عباس بأن فلسطين أرضنا ويجب أن نصمد فيها، لا أن ننتحر.

قاطيشا أكّد وقوفه قلباً وقالباً إلى جانب الشعب الفلسطيني، لكنه في المقابل يخاف على القضية بعد دخول إيران على الخط، وتغليب الطابع الديني على الطابع القومي والإنساني، وتصوير الإسلام وكأنه ضد اليهود.

وعن رأيه بفتح جبهة الجنوب، اعتبر قاطيشا أن غزّة ليست دولة، لكن حزب الله إذا حاول الدخول في حرب مع إسرائيل فلا يعد ينفعه القول كما قال بعد حرب 2006، "لو كنت أعلم". وهناك رأي عام لبناني كبير ضد هذا الخيار على اعتبار أنه ليس هناك أي مبرر لدخول الحرب. فالذريعة كانت في الماضي مزارع شبعا، لكن اليوم يؤكّد بشار الأسد بأنها سورية. 

من جهته، اعتبر عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب إدغار طرابلسي، أنه لا يمكنه القول أن ما يحدث في فلسطين مرتبط بالتطورات الإقليمية، لكنه أشار في المقابل إلى تطور مفاجئ ومدهش للعدو الإسرائيلي وللأمة العربية، قائلاً: "لحسن الحظ كل السياق الذي يحصل اليوم مغاير لكل السياق الذي كان يحصل في الماضي، حيث كان الجميع يتصرف باتجاه التطبيع، لكن الصمود الفلسطيني والرد على العدوان الإسرائيلي أظهر للعالم العربي، وللعالم أجمع، أنّ أصحاب القضية هم أصحاب القرار، ولا أحد يمكنه أن يقرّر عنهم".

وعن رأيه بفتح جبهة الجنوب اللبناني، رأى طرابلسي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أنّ كل شيء وارد، لكننا نريد أن نحافظ على بلدنا، وأنّ حق التعبير والاعتراض مشروع، لافتاً إلى ما جرى في اليومين الماضيين من إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة، وأنه تمت معالجة الموضوع، وأنّ تكراره ليس بالأمر السهل، مشيراً إلى الاتصالات التي تجري على أرفع المستويات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل، وبالأخص بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفلسطيني محمود عباس.