ما بعد الفطر كما قبله حكومياً... وجنبلاط يذكّر بالحل الوحيد لخرق "جدران الأزمة"

17 أيار 2021 06:04:11 - آخر تحديث: 21 أيار 2021 18:56:38

الملف الحكومي من ترحيل إلى آخر، فإجازة الفطر تنقضي ولا يبدو أن الملف قابل للحلحلة بغياب المعطيات والمبادرات التي قد تساعد على فك أسر الحكومة العالقة بين بعبدا وبيت الوسط، وإذا كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد اختار الذهاب الى الامارات العربية المتحدة لقضاء عطلة العيد فإن رئيس الجمهورية ميشال عون حاول أن يدق باب راعي المبادرة الفرنسية ايمانويل ماكرون، دون إحداث أي خرق ما في المشهد اللبناني، ليبقى الملف الحكومي ضبابياً من دون أي جديد.

في ظل هذا الجمود السياسي الحاصل، أسف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط لعدم حل المشكلات وتشكيل "حكومة مهمة" كما سماها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

جنبلاط الذي ذكّر بمحاولاته اختراق "جدران الأزمة" حين زار رئيس الجمهورية في بعبدا، قال: "كنا نجحنا نسبياً في تخطي الرقم السحري من 18 وزير وصولاً الى 24، وأخذت منه كلمة آنذاك بأن ليس هناك "ثلث معطل"، لكن وقفنا عندها لأنه لم يلبنّي أحد".

وشدد جنبلاط على أنه "إذا  نجحنا وشكلنا حكومة ووضعت جدول أعمال واضح، قد نستفيد من الدعم الدولي لكن المهم أن نضع جدول أعمال، فليس هناك أي أفق للحل إلا إذا وضعنا خطة من خلال "حكومة مهمة" لكيفية وقف الهدر وإصلاح قطاع الكهرباء أولاً، ويجب أن يكون هناك قضاء مستقل يحاسب من نهب المال العام وثم المخاطبة الجدية مع المؤسسات الدولية لكيفية مساعدة لبنان".

في هذا السياق، أكدت مصادر سياسية عبر جريدة "الأنباء" الإلكترونية ان "لا جديد على المستوى الحكومي يشي بأن العقدة الحكومية في طريقها الى الحل، فالاتصالات بين الرئيسين مقطوعة بالكامل وشعرة معاوية التي كانت يعوّل عليها سعاة الخير البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يبدو أنها قُطعت بسبب الخطابات العالية السقف، ليغيب معها الحديث عن الحكومة بانتظار ما قد يحمله الاسبوع الجاري من مفاجآت".

وإذ لفتت المصادر الى زيارة يقوم بها عضو تكتل لبنان القوي النائب سيمون ابي رميا الى باريس، فإنه كان لافتا الى الاتصال الذي جرى أمس بين بري وعون، والذي وإن كانت مناسبته المعلنة المعايدة بعيد الفطر، إلا أنه قد يفتح كوة في جدار التواصل المقطوع.

الا ان الأجواء لا توحي بالايجابية، كما يبدو من حديث عضو كتلة المستقبل النائب رولا الطبش عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية التي أشارت الى أن "الأمور لا زالت مجمدة ولا حديث عن مبادرات في هذا الشأن يشير الى العمل على حل للعقد التي تعترض تشكيل الحكومة بعد اجازة عيد الفطر"، متمنية أن "يكون الحديث عن حل للأزمة الحكومية جدي".

الطبش اشارت الى ان "المواقف على الساحة السنية وداخل تيار المستقبل هي مع عدم التنازل والاعتذار من قبل الرئيس الحريري"، على رغم اعترافها بأن "هذا الخيار كان واردا قبل العيد وقبل زيارة لودريان الى بيروت، لكنه في الوقت الحاضر مجمد، وما يهم الحريري ان تتشكل الحكومة في أسرع وقت كي تتفرغ لمعالجة الأزمات المتلاحقة التي يعاني منها لبنان"، مستبعدة التوصل الى حل في غياب المبادرات والوساطات والضغط على الفريق المعرقل.

الطبش رأت ان "زيارة لودريان لم تقدم أي جديد، فالمعرقلون ما زالوا على مواقفهم ولم يتغير شيء".

من جهته، أشار عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي الى أنه لم يلمس أي حركة توحي بحلحلة الملف الحكومي بعد عطلة الفطر "ما يشير إلى أن المعنيين بهذا الملف يأخذون راحتهم رغم آلام الناس، ربما لأنهم بانتظار التطورات الاقليمية".

طرابلسي استغرب في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية "ربط الاستحقاقات المحلية بالتطورات الخارجية"، لكنه استدرك بالاشارة الى ان "التحرك باتجاه فرنسا أكان عبر الرسالة التي وجهها الرئيس عون او عبر زيارة النائب أبي رميا الهدف منه حركة باتجاه حلحلة الملف الحكومي".