Advertise here

"هناك كابيتال كونترول غير شرعي".. ويجب إجراء الإنتخابات

جنبلاط: الإنهيار مستمر إذا لم نشكل حكومة ببرنامج عمل.. ولا أفق إلا بتجاوز الحساسيات الشخصية والحسابات الإقليمية

17 أيار 2021 01:44:10 - آخر تحديث: 19 أيار 2021 21:48:01

عقد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط اجتماعاً مع عدد من المغتربين اللبنانيين، عبر تطبيق "زووم"، حيث تم التطرق الى آخر المستجدات وسبل مساعدة اللبنانيين في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.

استهل جنبلاط اللقاء بالقول: "أريد أن أتوجه بالشكر لنجاحنا سوياً في وضع خطة الطوارئ بأقسى الظروف، ونحن كنا قد بدأنا بأقسى الظروف حينما كان فيروس كورونا بأوجّه، وكيف ساهمتم بدعم المستشفيات، عين وزين، الجبل، الإيمان، سبلين وغيرها من المستشفيات، وكنا نتمنى لو نجحنا في مستشفى حاصبيا، ولكن حتى الآن لم نستطع أن نغيّر إدارة المستشفى، لا أنا ولا وائل أبو فاعور، وقد تواصلنا مع وزير الصحة أكثر من مرة، ولكن هناك مع الأسف عقبات سياسية".

وأضاف جنبلاط: "قطعنا التحدي الكبير، لكن اليوم هناك تحدّ أكبر، فكورونا تراجع، لكن المهم كيفية الإستمرار وكيفية الحفاظ على الطاقات الطبية وكيفية الحفاظ على مستشفى جاهز لإستقبال الحالات، وهناك صيانة الآلات والمعدات وغيرها، هذا تحدّ أكبر، ولذلك الجهد الذي قامت به اللجنة التي وضعنا لها فترة زمنية محددة بسنة، المهم أن تؤمن الإستمرارية بالتبرع الشهري، لكن يجب الإشارة إلى أمر مهم، إذ لا شعورياً نحن نتوجه إلى مغتربينا، لكن يجب أيضاً أن نتوجه للفعاليات الموجودة في الخارج، الفعاليات من منطقة الشوف والإقليم وعاليه وحاصبيا وراشيا، هناك فعاليات غير درزية، وهنا أريد أن أنوّه بالجهد الكبير لأحد المغتربين من حاصبيا، من خلوات الكفير، الأستاذ غسان قنتيس، على ما يقوم به من تبرعات لمؤسساتنا ولمناطقنا، ويجب أن يكون هناك أمثاله، وحتما هم موجودون وهم كُثر، ويجب أن نحاول إنطلاقا من معارفنا وإتصالاتنا أن نتوجه إلى هذه المعارف، وعلى الصعيد الدزري إذا أردنا حصر الموضوع بالدروز، سمعت بالأمس بإسم جمال خداج على ما أعتقد، يقطن في موناكو، هناك آخر من عائلة الجرمقاني في نيجيريا، هناك العديد من الطاقات، وبالتالي يجب أن نوسّع ونتصل ليشاركونا في هذا الجهد الجبار الذي نقوم به، وكل ما وسّعنا كل ما كان أحسن"، متمنياً "لو كان تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الله وغيرهم معنا، لكن لكل منهم حساباته، ولم أرَ أحداً راغباً في مشاركتنا بهذا الجهد بالمناطق التي نتواجد فيها، بالمناطق المختلطة، وسأقوم بجهدي وبإتصالاتي، ولكن لا فكرة لدي إذا ما كنت سأنجح لأن الجميع يربط الأمر بالسياسة الداخلية".

سياسياً، شدد جنبلاط على أنه "ليس هناك أي جهة دولية مهتمة بلبنان إلا فرنسا. لكن باريس اصطدمت بجدول الأعمال الذي قدّمته منذ مدة 6 أشهر أو أكثر للبنانيين والفاعليات اللبنانية لحل مشاكلهم، وتشكيل وزارة سمّاها الرئيس ايمانويل ماكرون "وزارة مهمة"، أي وزراء ليسوا معزولين عن السياسة، لكن اختصاصيين، أو تكنوقراط. لكن كل هذه الجهود فشلت"، وأضاف "حاولت أن أخترق جدران الصمت، ولم أستطع. ذهبت إلى بعبدا لعند (رئيس الجمهورية) ميشال عون، ونجحنا بتخطي الرقم السحري لـ18 ووصلنا إلى 24 وزيراً، وأخذت منه كلمة بأنه ليس هناك "ثلث معطل"، ووزارة من 24 وزيراً، وتوقفنا عندها. لا أريد أن أدخل في خلافاتٍ جانبية، لكن لم  يساعدني أحد في هذه الخطوة من الفرقاء"، سائلا: "وهل أستطيع أن "أمون" على المستقبل وحزب الله؟ كلا. على القوات؟ أيضا، كلا. للقوات نهج سياسي مختلف، ونظرية سمير جعجع تختلف. هو مهتم بأمور أخرى كالانتخابات النيابية التي لا تقدّم ولا تؤخر بنظري في الوقت الحاضر. أما بالنسبة للتيار الوطني الحر، فقد استطعت أن آخذ تلك الكلمة فقط من ميشال عون، بأنه لا "ثلث معطل". لكن همّي أن تكون العلاقة جيدة مع الوطني الحر والرئيس عون، فقط حتى لا يكون هناك أي تصريح من خلالنا، أو من خلالهم، وينسحب على "السوشيل ميديا"، ويؤدي إلى توتر درزي- مسيحي في الجبل نحن بغنى عنه".

وأشار جنبلاط إلى أنه "في الوضع العام، فرنسا تنتظر. وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان أكّد خلال الزيارة الأخيرة أن ماكرون ملتزم ومعه تفويض من مجلس الأمن وG7،  لكن نحن كلبنانيّين إذا لم نتخط العقبات المحلية ونشكّل حكومة من الاخصائيين، أو التكنوقراط، أو المهمة، فالانهيار مستمر. الحكومة ضرورية لمحاولة وقف الانهيار وبداية الإصلاح. وإذا لم يكن هناك حكومة فالنتائج الاقتصادية والاجتماعية ستكون أصعب بكثير مما كانت عليه". 

وأكّد جنبلاط أنه "بالنسبة للعالم العربي، فكل العالم العربي والخليجي غير مهتم بلبنان لأنه لديه حساباته السياسية المختلفة عن حساباتنا. أما في أميركا، فهمُّ الرئيس جو بايدن العودة إلى الصفقة التي قام بها باراك أوباما مع الإيرانيين. لكن من بعيد نرى أنه سيسعى إلى إعادة بناء البنية التحتية الأميركية التي هي بحاجة إلى إعادة بناء، ويذكرنا هنا إلى حد ما بـ روزفلت، وبرنامجهِ الاقتصادي المعروف باسم The New Deal في الثلاثينيات، وهي تعطي نهضةً كبيرة لأميركا. لكن في السياسة الخارجية الهدف الأساس هو العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. لكن الآن هناك موضوع فلسطين، وهو أصعب بكثير من كل شيء".

وأشار جنبلاط إلى ان "الإيرانيين ليسوا بمستعجلين ويعملون على مهل. لكن بالنسبة لنا نحن إذا صار تسوية أو لا، فكلّه لا يترجم عندنا. إذا ذهبنا إلى موسكو، أو الفاتيكان، أو مصر، فكلّه لا يترجم، إلّا إذا تشكّلت حكومة مقبولة، حكومة مهمة لمحاولة وقف الانهيار". واعتبر انه "ليس هناك أي أفق او أي أمل بتحسن الوضع إذا لم نجتمع كلبنانيين ونشكل وزارة محددة بعيدا قدر الإمكان عن تصفية الحسابات السياسية، وهذه نصيحة ماكرون وحتى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال وزارة تشمل الجميع، للخليج حسابات أخرى وهو يرى أن الأميركي يتقرب من الإيراني، ولكن كل هذا الأمر بالنسبة لنا لا يقدم ولا يؤخر، لا أرى أي بصيص نور إلا اذا تجاوز البعض من الفرقاء الأساسيين حساسيات شخصية وحسابات إقليمية من أجل العودة إلى تشكيل الحكومة، وأنا جاهز لكل شيء ولا حساسيات لدي، الحسابات الاقليمية والدولية لا تقدم ولا تؤخر، بل على العكس، تخرب التسوية، هناك توصية ماكرون، ولها حدود، ولدى فرنسا الإنتخابات الداخلية، وعندها سينشغلون، ولا أرى أي ضوء اليوم بإستثنائكم، لم نعد وحدنا بالعالم، والفضل لكم".

وردا على سؤال حول إلغاء الطائفية، قال جنبلاط: "لو بدها تشتي غيّمت، هذا عنوان كبير، كمال جنبلاط ناضل في هذا السياق مع الأحزاب آنذاك من العام 1985 وحتى 1977، بالحركة الوطنية مع القومي السوري والشيوعي والوطني وكل الأحزاب يومها ولم يصلوا إلى إلى أي أفق، فلنبقى اليوم في مهمتنا، لأن فعاليتنا بالضغط للوصول إلى هذا الأمر غير قوية، فلنبقى بالموجود مع القطاع الإستشفائي والمواطن من خلال لجان الدعم كما والأطباء للصمود، وضعنا فترة زمنية، سنة، ونأمل أن يكون هناك حكومة من الأسبوع المقبل، لوقف الإنهيار وعلى الحكومة القيام بالإصلاح".

ولفت جنبلاط إلى أنه "قبل الإنفجار، وكذلك على أيام حكومة سعد الحريري، كان المطلوب آنذاك إصلاح القطاع الذي يهدر من الدين العام 40% قطاع الكهرباء، تقدم لنا عرض من فرنسا لبناء محطات جديدة فتم رفضه من قبل جهة سياسية معينة، تم تقديم عرض من الصندوق الكويتي، فتم رفضه، تقدم لنا عدة عروض من أجل B.O.T الكهرباء، ورفضت لأن فيها مصالح هائلة، والآن هناك هدر هائل، آنذاك كان 40%، اليوم أصبحت أكثر يعني أنها تشكل ملياري دولار بالسنة، نعود إلى الأساسيات، إذا قمنا بتشكيل الحكومة وكان لهذه الحكومة جدول أعمال واضح قد نستفيد من الدعم الدولي، أقصاه مليارين دولار من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ولكن المهم القيام بجدول أعمال".

وردا على سؤال حول ودائع اللبنانيين بالمصارف، أجاب جنبلاط: "بسبب النقص في تحمل المسؤوليات من قبل معظم السياسيين الذين رفضوا إقرار قانون كابيتال كونترول منذ البداية، اليوم الودائع خسرت بطريقة غير مباشرة 40% من قيمتها، وهنا نعود إلى الدائرة السياسية، ليس لدينا سياسة مالية واضحة".

وقال: "طموحاتنا كبيرة جداً، ولكن فلنعمل بالممكن، نجحنا بالممكن من خلالكم، من خلال الخطة التي وضعناها، من خلال الإرشادات التوصيات، اليوم علينا "تقطيع" السنة القادمة، صمدنا في العام الماضي ودعمنا المؤسسات الصحية، عين وزين وغيرها، والمواطن. وسأطلب من الدكتور وئام أبو حمدان وهشام ناصر الدين وضع المبالغ التي تم إنفاقها لدعم المواطنين في الفترة السابقة، بعد انفجار الوضع وإنتشار كورونا والثورة، لقد قمت بجهدي، وهنا الموضوع يتعلق بضرورة دعم المؤسسات المتوسطة والصغيرة، لكن حل هذا الأمر لا يكون على الصعيد الفردي أو على صعيد الحزب، ففي الماضي كان هناك مؤسسات كبيرة، طلبنا من الدولة اللبنانية إنشاء مصرف خاص لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهذه الفكرة بدأت في بنغلادش، عبر مؤسسة "غرامن" بدأ بها شخص وأخذ جائزة نوبل".

وحول دور أميركي في دعم لبنان، اعتبر جنبلاط ان "هم الولايات المتحدة ليس لبنان، الولايات المتحدة مهتمة في لبنان بدعم الجيش الأميركي وهو أمر جيد، ولكن الجيش يحتاج اليوم إلى جانب السلاح إلى الغذاء والدواء للصمود في هذه الظروف الإقتصادية السيئة، على صعيد السياسة، لا أحد يهتم بنا في الوقت الحالي، هم الولايات المتحدة اليوم إعادة هيكلة الإتفاق مع الإيرانيين، وما سيحصل للبنان في ما بعد لا أعلم، أتمنى أن لا نضيع في خضم الإتفاقات الكبرى، هذه الإتفاقيات تنسى في بعض الأحيان الكيانات الصغيرة".

وردا على سؤال، قال جنبلاط: "يجب مشاركة كبار السن في الحزب، إستفدنا من خبراتهم ونضالاتهم، وهم وضعوا دمهم على كفهم أيام الحرب، وللجيل الجديد طريقة جديدة بالمخاطبة، يجب أن نبحث على من هو قادر على مخاطبة هذا الجيل في الحزب، لنقوم بهذا التغيير، لكن في ظل الأزمة الضاغطة، وضعت الأولويات، فلنركز على المهمات التي تم وضعها، الدعم الإجتماعي والصحي، كورونا تراجع لكن ذلك لا يعني ان المشكلات الصحية إنتهت، فليبقى همنا عام وليس خاصا".

وجدد جنبلاط الاشارة الى انه "ليس هناك أي أفق حل إلّا إذا وضعنا خطة من خلال حكومة إختصاصيين أو مهمة لكيفية وقف الهدر وإصلاح قطاع الكهرباء أولا، وأن يكون هناك قضاء مستقل يحاسب الذين نهبوا المال العام، ثم المخاطبة الرصينة والجدية مع المؤسسات الدولية وفي طليعتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لكيفية مساعدة لبنان، هذا عمل الأخصائيين، شروط صندوق النقد معروفة وأيضاً البنك الدولي، ويجب إعادة النظر بعدد العائلات الأكثر فقراً، عندما كان وائل أبو فاعور وزيرا للشؤون الإجتماعية كان الرقم محددا، اليوم الأرقام تضاعفت مع الإنهيار وقد تكون اصبحت 500 الف أو 600 الف، لست أدري، يجب دعم تلك العائلات بالبطاقة التموينية بدل دعم التجار الكبار، فالبنك المركزي يدعم تجار المواد الغذائية والطحين والدواء على حساب المواطن. البطاقة التموينية هي إحدى الحلول، وائل أبو فاعور لديه تجرية مهمة حينما كان وزيرا للشؤون الإجتماعية لكل اللبنانيين، ولم يكن وزيرا للحزب فقط".

وبشأن الانتخابات، قال جنبلاط: "لا بد من إجراء إنتخابات، وتمنينا أن يكون هناك قانون مختلف عن هذا القانون الفئوي والعنصري، لا بد من إنتخابات، ففي سنة الـ1972، ونتيجة الحرب الأهلية، تم التجديد لمجلس النواب من العام 1972 وحتى العام 1990، لا نريد أن نجدد المجلس بل نريد إنتاج مجلس جديد، نتمنى أن يكون قانون جديد، لكن القانون الحالي تتمسك به قوى سياسية وطائفية كبيرة جدا أقوى منا بكثير".

وفي معرض رده على سؤال، قال: "ليس لدينا كابيتال كونترول شرعي، لدينا "كابيتال كونترول" غير شرعي فرضته المصارف، فكل مصرف لديه قوانينه، وهذه المشكلة، كان يجب أن يكون هناك في ذلك الوقت قانون شرعي لضبط أموال المودعين، لكن اليوم كل مصرف لديه الكابيتال كونترول الخاص به، لأن في ذلك الوقت إعتقد البعض أن الإنهيار سينتهي في غضون شهرين أو ثلاثة لذا إستفادوا من إخراج أموالهم إلى الخارج".

وردا على سؤال اخر، اجاب جنبلاط: "إذا كان يريد الحريري الإعتذار هذا شأنه، أنا لا يمكنني الإملاء عليه، فهذا النظام الطائفي موجود، هو رشح نفسه وقال أنا موجود من الوقت الذي إستقال فيه، زرته منذ ثلاثة أشهر وقلت له يجب معالجة الموضوع، المطلوب تسوية، لم يلبني لا هو ولا غيره. وأكرر في هذا البلد لا أحد يلغي أحد، كنا في حروب أهلية وكان هناك مدافع، وفي عهد أمين الجميل في العام 1984 شكلنا حكومة وسمينها الوفاق الوطني، بعد إجتماع لوزان، لم تعط نتيجة ولكن كنا نتواصل مع بعض، لا يمكننا الإستمرار هكذا، تواصلت مع الرئيس عون والحريري وجاهز للتواصل مع جعجع، لكن المطلوب أن يتواصل الجميع مع بعضهم، كانوا متفقين وشكلوا حكومة، موضوع محور الممانعة أكبر منا بكثير".

واعتبر ان "الإكتفاء الذاتي على صعيد منطقة هو خطأ، و لا بد من الخروج في لبنان من هذا الإقتصاد المبني على الإستيراد، نستورد 90% من حاجاتنا، لا بد من حماية جمركية، لا بد من صناعة محلية، لا بد من زراعة ولكن هذه الأمور تحتاج إلى حماية وإلى إعادة نظر بمفهوم الإقتصاد الذي عشنا وفقه طوال عقود، يجب أن نعيد مفهوم الإقتصاد اللبناني وهذا الأمر ليس من إختصاصي، فأنا أضع عناوين كبرى". وتابع "فلننسى المساعدة الدولية، باستثناء المؤسسات الدولية المعروفة، صندوق النقد والبنك الدولي، لذا لا تتوقعوا أي مساعدة، او قدوم أي جيش، لنساعد أنفسنا ونحاول تشكيل حكومة ونطلب مساعدة تقنية من هذه المؤسسات. المطلوب أن نتواصل مع بعضنا، المطلوب إنتاج التسوية ونلتقي، يتكلمون عن التسوية وأن موازين القوى تغيب، وكأنه إذا إجتمعنا سنشكل موازين قوى؟ هناك قوى إقليمية مسيطرة أو مهيمنة، وهي إيران، هل يمكن أن نتجاهل إيران؟ بايدن نفسه لم يستطع تجاهل إيران، فلنكن واقعيين ونترك إيران على جنب، وحزب الله وسلاحه أيضاً، لأن الحزب لن يأكل الصواريخ في حال جاع، فلنضع خطة ونتواصل مع بعضنا ونشكل الحكومة لوقف الإنهيار إذا إستطعنا".

وقال جنبلاط للمغتربين: "ما فعلناه ممتاز، رفضت الصبغة الحزبية لإجتماعاتنا، لذلك ما فعلناه من خلالكم ممتاز، الآن يجب أن نجد صيغة للتوجه إلى كندا ومناطق أخرى في المغترب، وإذا كان لديكم القدرة على مساعدتنا فأكون شاكراً، لتوسيع الرقعة على اللبنانيين، فيجب أن لا نحصر الأمر بالدروز، وقد أعطيت في أول المقابلة أسماء للإنفتاح عليها".

وحذر جنبلاط من "تنظيرات وليد فارس، إنتبهوا من هذا الشخص، حينما كنت في أميركا في العام 2006 و2007 بعد مقتل رفيق الحريري، تواصلت مع الإدارة الأميركية التي لبّتنا بأمر واحد، المحكمة الدولية، عملت أنا وسعد الحريري وجيفري فيلتمان على المحكمة الدولية، وتواصلنا مع كونداليزا رايس وجون بولتون وديك تشني، وكان الهدف المحكمة الدولية، أما نتيجة هذه المحكمة فهذا شأن آخر، وقد إلتقيت حينها بوليد فارس، وتوم حرب، رجاء لا أحد ينخدع بالتصريحات من بعيد، في لبنان البعض يسمع لهم، في الخارج لا أحد يسمع لهم".

وقال: "فعلنا الكثير في إطار دعم القطاع الصحي ودعم الأسر في القرى، أما بالنسبة إلى السياحة، فهي باتت غير مكلفة هنا، ولكن الأمر يحتاج إلى شجعان للقدوم على لبنان، بسبب الخطر، لكن فلنركز على ما بدأنا به، أما في ما بعد وفي حال كان هناك خطط حول كيفية الإنتاج في حقول التكنولوجيا أو الذكاء الإصطناعي، فعندها سنكون ممتنين".

وحول أموال مؤتمر سيدر، قال جنبلاط: "سيدر بات غير موجود، المشاريع التي تم وضعها آنذاك من قبل متعهدين لبنانيين لا اعلم كيف وضعوا خططا لتعهدات كبيرة لا يسستفيد منها الا المتعهدين وبعض المحسوبيات، كانوا يتكلمون بأرقام خيالية، 15 مليار دولار، فلنركز على كيفية دعم الأسر الفقيرة والمتوسطة، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، بعيدا عن المشاريع الكبيرة كتوسيع المطار ولنتذكر كم يكلفنا قطاع الكهرباء". وأضاف "الأسعار ترتفع والدعم مطلوب، يجب أن نجد طريقة لتحقيق الإكتفاء الذاتي على الصعيد الوطني وليس المناطقي. قدمنا خدمات كثيرة حينما كنا وزراء وأرفض كلام كلن يعني كلن، قمنا بواجباتنا ضمن التركيبة الطائفية، آنذاك السؤال كان نشارك أو لا نشارك، انا إشتركت، لأنه كان هناك ضرورات للطائفة والمنطقة، لم أخدم فقط الطائفة بل خدمت المنطقة، والأمر نفسه بالنسبة لمروان حمادة ووائل ابو فاعور وأكرم شهيب الذين خدموا لبنان، ولم يقوموا بخدمات محصورة".

وردا على سؤال حول عتبه على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، قال: "لم أعتب على أحد، كان لدى لودريان برنامجا محدداً إلتقى عون وبري وصار هناك لغط حول اللقاء بالحريري الذي زاره في السفارة، قد يكون لم يوسّع رقعة الإتصالات لكني لم أعتب عليه، ولم أتوقع أن يزورني، ورسالة السفيرة الفرنسية واضحة، مجلس الأمن فوض فرنسا ونحن على إستعداد لمساعدة لبنان ولكن ساعدوا انفسكم كما يقول لودريان".

وعن التطورات الفلسطينية، قال جنبلاط: "متى تركنا فلسطين أو نسيناها؟ الأمر الإيجابي اليوم في فلسطين هو أن كل الشعب الفلسطيني من غزة لفلسطينيي 48 الى القدس والضفة يتنفض، في الماضي كانت الصورة الفلسطينية خارج الحدود، ثورة خارج الحدود ولا وطن لها هو أصعب شيء، كانت في الأردن، الترتيب بين العشائر والفلسطينيين أدى إلى ما أدى إليه، في لبنان غرقت الثورة وغرقنا معها في الوحل اللبناني، الآن هم ينتفضون على أرضهم، وبرأيي المستقبل لهم، وهذا الصاروخ الصغير أو الكبير تحدى كل أسطورة الأمن الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، إبن غزة في هذا القطاع الفقير، ونتيجة الصمود، أقفل مطار تل أبيب، فأسطورة الإسرائيليين التي لا تقهر إنتهت". 

وحول محاسبة المتورطين بالفساد، قال ان "كلمة فاسدين عامة، من يحدد؟ وسائل الأعلام لا تحدد وليس شعار كلن يعني كلن، التحديد والإتهام يحتاج إلى محكمة، إتهامي يحتاج إلى قضا،  وأنا أول من نادى بقضاء مستقل ومستعد أن أجيب على ممتلكاتي وثروتي كيف إستحصلت عليها، وماذا قمت بها، لكن لا يمكن التعميم، التعميم خطأ، وعندها لدي الحق بالتشهير في حال تم التشهير.
وفق السياسة التي وضعناها نجحنا وإياكم كمغتربين ووضعنا الخطة على سنة وأخذنا بعين الإعتبار تحديات، وضعت بعض العناوين الكبرى ولكن هنا نعود إلى الحكومة وأهمية الحكومة. يجب أن نفكر في كيفية الإتصال بالإدارة الاميركية، فنحن تهمنا عين وزين والجبل وسبلين لكن أيضا انا يهمني الجامعة الأميركية وأعتقد أن خريجي الجامعة الأميركية يهمهم الامر، الـAUB ووضع الـAUH صعب جدا، وكل يوم يهاجر الأطباء، نحتاج إلى إشارة لوزير الخارجية بلينكن بما يتعلق بالاهتمام أكثر بالمؤسسات التاريخية التابعة لأميركا، ونريد أن تشملنا الـUSAID بعاطفتها ايضا، تقوم بواجباتها لكن يجب أن يتوسع أكثر هذا الدعم المباشر المهم، وبالسياسة أيضا. وسأتواصل مع جيفري فيلتمان الذي تم وضعه في القرن الإفريقي، ويجب أن نتساعد في ما يتعلق بلبنان".