لا حركة سياسية في الداخل قادرة على خرق الجمود الحاصل. لا مبادرات في الأفق، ولا معلومة يمكن البناء عليها سياسياً.
الجمود قاتل. الانهيار مستمر. وحدها العقوبات الأميركية على شخصيات من حزب الله خرقت المشهد في رسالة أميركية جديدة تأتي في إطار ممارسة المزيد من الضغوط على الحزب تزامناً مع مفاوضات فيينا، وهدف العقوبات استخدامها في سياق الضغط في سبيل إنجاح التفاوض، أو الإشارة إلى أن العقوبات منفصلة عن مسار التفاوض السياسي.
لا حركة حكومية على الإطلاق، ومَن كان يطلق المبادرات لا يبدو قادراً على الإقدام في أي اتجاه. رئيس الجمهورية، ميشال عون، لا يزال يصعّد في أوساطه ويصرّ على مواقفه نفسها. وبعض المسؤولين في التيار الوطني الحرّ يشيرون إلى البحث في أفكار متعددة قد يتم الإقدام عليها لعدم الاستمرار في تصريف الأعمال.
الرئيس سعد الحريري يفكّر في عقد مؤتمر صحافي بعد عيد الفطر لوضع النقاط على الحروف، وشرح أسباب العرقلة، ولاستباق محاولات تحميله مسؤوليتها.
الواقع الداخلي مكبّل في حسابات شخصية، تشكّل سداً منيعاً أمام المبادرات والمساعي إلى إطلاق الحلول. خارجياً، تشير المعلومات إلى استعداد فرنسي للتواصل مع عدد من الدول العربية والغربية في سبيل تقييم الملف اللبناني، والسعي إلى إيجاد حلٍ أو مخرج.
وتتوقع المعلومات أن يحصل تواصل فرنسي مع السعودية ومصر والإمارات لوضع مقاربة مشتركة للوضع في لبنان والتفكير في إمكانية اتخاذ خطوات من شأنها تشكيل عنصر ضغط على القوى الداخلية لخفض السقوف وإنتاج التسوية.
وتشير مصادر متابعة إلى أن الدوائر الفرنسية بدأت تحضّر مع شخصيات لبنانية للاهتمام بملف الانتخابات النيابية من خلال التنسيق، وتشكيل جماعات الضغط المؤثرة ليؤدي ذلك إلى تغيير سياسي حقيقي.