Advertise here

تسويف التأليف يجد ذريعةً إضافية في إجازة العيد... ومواجهة جديدة ترسمها فلسطين

13 أيار 2021 05:46:52 - آخر تحديث: 21 أيار 2021 19:02:59

لا تزال الأمور على حالها، ولا جديد يشي بأي بادرة فرج، وكل الحديث عن مبادرات ومحاولات لتدوير الزوايا بين أطراف عملية التأليف المستحيل للحكومة لم تصل الى النتائج المرجوة، وهو ما تظهره مغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري الى الامارات في زيارة خاصة، وهذه المرة قد تكون مفتوحة وأطول من المعتاد نظراً لعدم وجود ارتباطات سياسية تجعله يحدد مدة الإقامة فيها، ما يجعل أصحاب عملية التسويف المستمرة لتأليف الحكومة يجدون في عطلة عيد الفطر ذريعة إضافية تبرر العرقلة.

في هذا السياق، كشفت مصادر سياسية عن تحرك قد تبدأه بكركي باتجاه بيت الوسط وبعبدا بعد إجازة عيد الفطر، والهدف منه جمع الرئيسين ميشال عون والحريري في لقاء مصارحة ينطلقان منها في ما بعد الى تشكيل الحكومة وحلحلة التعقيدات التي أخرت عملية التشكيل الى هذا الوقت، على أمل ان يتوافقا على تسمية الوزراء والحقائب الرئيسية كالداخلية والعدل من دون أن يكون هناك ثلث معطل لأحد.

وتفيد المصادر عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية أنه في حال نجح البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عقد هذا اللقاء بعد الجفاء القائم وما رافقه من تراشق كلامي بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، فإن حل عقدة التشكيل قد يصبح قريب المنال اذا ما صفت النوايا وتأكدت رغبة الطرفين إنجاز هذا الاستحقاق.

تزامنا، تحدث عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري لجريدة "الانباء" الالكترونية عن مشاهداته لمعاناة البقاعيين، وما يحصل من إذلال للمواطنين الذين يصطفون بسياراتهم في قوافل طويلة امام محطات الوقود، واختصر هذه المعاناة بكلمتين "شحار وتعتير"، مستبعدا تشكيل حكومة بالمدى المنظور، واصفاً الوضع اللبناني بالصعب والخطير جدا، طالما هناك مسؤولين لا يعيرون انتباها لمعاناة الناس وإذلالهم، لكنه ثمّن في مقابل ذلك المبادرات التي يقوم بها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط التي تنطلق من حرصهما على منع لبنان من الانزلاق الى الانهيار الشامل حتى من قبل المفروض به ان يكون مؤتمن على البلد.

وفي الشق المالي، وما أثير عن كلام حول مناقشة رئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان أوضاع مؤسسة "القرض الحسن" في اجتماعهما الذي عقد صباح أمس، وإصدار توضيح بعدم مناقشة هذا الموضوع، لفت الخبير الاقتصادي انطوان فرح الى أنه "في حال صدور عقوبات تتعلق بمؤسسة القرض الحسن فمن البديهي أن يكون له تأثير بشكل مباشر او غير مباشر  على لبنان".

وأشار في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أنه "من غير الطبيعي ان لا يبحث هذا الأمر في اجتماع الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان، وخاصة ان مؤسسة القرض الحسن خارجة عن النظام المصرفي الرسمي، فإذا لم تبحث في اللقاء يعني ان هناك مشكلة في مكان ما، وإذا فعلا تم البحث بهذا الموضوع يجب الاعتراف بذلك ولا يجوز التستر، وعلى الارجح ان يكون هذا الموضوع قد بحث حتى ولو أن موضوع رفع الدعم والبطاقة التمويلية قد أخذ حيزا كبيرا من المناقشات"، معتبرا أنه "قد تكون حسابات رئيس الجمهورية هي ان يبحث هذا الموضوع مع حزب الله قبل أن يبحثه مع أي طرف آخر".

وحذر فرح من أن يتم ترسيخ بديل غير رسمي عن النظام المالي بسبب الأزمة التي يمر بها لبنان، خصوصا وأنه "عندما يحصل الانهيار فكل فريق يسعى للحصول على رأسماله"، مشيرا الى أن سمعة لبنان ليست في أفضل حالاتها.

وفي موضوع رفع الدعم والبطاقة التمويلية، ذكّر فرح بما طالب به قبل سنة بضرورة ترشيد الدعم وتقديم المساعدات للعائلات المحتاجة، لكن اليوم أصبح لبنان كله محتاجا ولم يعد هناك إمكانية لرفع الدعم دون خطة واضحة، فالبلد كله محتاج والوضع بشكل عام يهدد بانفجار اجتماعي قد يؤدي الى اهتزاز مجتمعي وأمني، ولكن للاسف لا احد يستطيع ان يأخذ هذا الموضوع على عاتقه، فلا رئيس الجمهورية يستطيع ذلك ولا حتى رئيس الحكومة الذي أعلن رفضه لهذا الاجراء من دون بطاقات تمويلية، والغريب انه لا احد يملك الجرأة لتحمل المسؤولية، ولقد أصبحنا مجبورين على اعتماد البطاقة التمويلية ولكن بصيغة مختلفة عن الماضي".

في غضون ذلك يبقى الشأن الفلسطيني حاضرا في ظل التطورات الميدانية المتصاعدة داخل فلسطين المحتلة حيث تقدم الفصائل الفلسطينية نموذجا جديدا من المواجهة طال مختلف المدن المركزية، فيما يمعن الاحتلال في القصف والقهر. قد أشار مصدر قيادي في السلطة الفلسطينية الى "الوضع الصعب والمأساوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو بقطاع غزة"، متوقعا اطالة أمد الازمة والمواجهات الميدانية بين الانتفاضة الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي، كاشفا لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن عدم نجاح مساعي وقف إطلاق النار حتى الآن.

وعن هدف العدوان الاسرائيلي هذه المرة على القدس، قال: "هدف الصهاينة ترحيل اكثر من 70 عائلة من حي الشيخ جراح عن طريق طردهم ومصادرة بيوتهم وممتلكاتهم بعدها تحولوا الى مهاجمة المسجد الأقصى".  المصدر القيادي نوّه بموقف العرب داخل فلسطين المحتلة، مثمنا الانتفاضة "من البحر الى النهر ومن اللد الى رام الله الى حيفا ويافا ذات الهمة وذات الانتفاضة، حيث أن جميع الطوائف داخل فلسطين المحتلة متعاطفة جدا مع قضية المسجد الاقصى والقدس التي ستبقى حية لا تموت ما دام هناك شعب فلسطيني ينبض بالحياة".