Advertise here

سنتان على رحيل بطريرك المصالحة... فما أحوج لبنان لرجال الحوار والتسويات

12 أيار 2021 16:26:56

انه ثقل غياب القامات الوطنية الذين لا نشعر برحيلهم الا في الأوقات الصعبة. فكيف اذا كان الراحل من طينة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الذي كان في الصف الأول دائما دفاعا عن لبنان وهويته كنموذج في هذا الشرق.

لم ينتظر تسويات اقليمية ولا مبادرات عابرة للحدود يوم قرر أن يصعد الى الجبل ويضع يده بيد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، مكرسا مصالحة الجبل كمصالحة تامة وناجزة من أجل لبنان الغد الأفضل، لا لبنان الذي جعلوه صندوق بريد وساحة لصراعات الاخرين.

وها هو لبنان اليوم ينازع من أجل البقاء في واحدة من أصعب الأزمات التي مرت في تاريخه الحديث، وصحيح أن الأزمة الضاغطة هي اقتصادية ومعيشية، الا ان المدخل الوحيد للحل هو سياسي عبر تسوية تعيد البلد الى الحياة وتخليصه من الموت.

هذه الدعوة التي اطلقها وليد جنبلاط كصرخة لانقاذ البلد ولكن للأسف لم يصغ اليه أحد. فما أحوج البلد الى قامة كالبطريرك صفير أتقن فن الحوار والمصالحة والتسويات من أجل لبنان ومستقبل أبنائه.

سنتان على غياب البطريرك صفير، سنتان غيّرا وجه البلد وقاداه الى جهنهم الانهيارات والافلاس السياسي والاقتصادي والأخلاقي..  فما أحوجنا لأمثالك يا غبطة البطريرك الكبير.