Advertise here

وعد ترامب حبر على ورق... فالجولان عربي كان وسيبقى

25 آذار 2019 18:48:00 - آخر تحديث: 26 آذار 2019 10:07:18

"حضرة وزير الخارجية المحترم، رسمت خطوط كثيرة في المئة سنة الاخيرة تخللها سفك مهول للدماء، وسياسة أميركا الاحادية الى جانب اسرائيل ستسبب اضطرابات لا تنتهي"، جملة كتبها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على كتاب أهداه لوزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو خلال زيارته الى لبنان، موجّها رسالة تحذيرية الى ما يمكن أن تؤول اليه أوضاع المنطقة اذا ما استمر النهج السائد والمنحاز لإسرائيل والذي أخذ منحى خطيراً مع إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل في ما عُرف بصفقة القرن.
إلا أن هذه الصفقة يبدو أنها تخفي الكثير من الفصول التي لا تقلّ خطورة عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، وتتمثل الآن بالاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري المحتل.
الأمر الذي يعكس إرادة دولية وإن أحادية بتغيير الجغرافيا السياسية في المنطقة وما يمكن أن يترتب على هذا الأمر ربطا مع التطورات السورية وما يمكن أن يفرزه الميدان ويُترجم في الحل السياسي متى وُجد.
وأما في ما يتعلق بالجولان فهذا الإعلان الأميركي يتنافى مع أبسط مقتضيات القوانين الدولية التي تضمن حقوق الشعب بتقرير مصيرها، وعلى هذا الصعيد فإن موقف أبناء الجولان واضح وتاريخي برفضه الخضوع لسلطات الاحتلال الاسرائيلي ورفض قبول الهويات الاسرائيلية.
وقد كان صوت أهالي الجولان صارخا العام الماضي رفضاً للانتخابات المحلية التي حاول الكيان الاسرائيلي تمريرها لتهريب بداية اعتراف شعبي بسلطة وسيادة إسرائيل على الهضبة، الأمر الذي فشل في صناديق الاقتراع كما في ارادة الناس.
فكيف يمكن لأم الديمقراطيات في العالم، كما تدّعي، أن تضرب إرادة شعب بعرض الحائط وتحوّل الاحتلال الى سلطة أمر واقع وبإعلان دولي من القوة الأكبر في العالم؟
الا أن وعد ترامب الجديد لاسرائيل لن يكون الا حبرا على ورق تماما كما كل وعود من سبقوه من قادة في العالم سلبوا حقوق غيرهم ومنحوها هبات للحركة الصهيونية في العالم، فالجولان كما القدس عربي كان وسيبقى مهما طال اغتصابه وسرقة مقدراته وموقعه الاستراتيجي.