Advertise here

دور قوات "يونيفيل" في الضّوء مجدّداً فهل يبدأ الإنتقام الفرنسي في حزيران؟

11 أيار 2021 16:23:49

ليست مبالغة إذا قُلنا إن لبنان هو المسكين الأكبر في الوقت الرّاهن، إذ ليس موجوداً بقوّة لا على طاولات الإنفتاح الإقليمي، ولا في الملفات التي تُشغِل الإهتمامات الدولية.

ولولا بعض الزيارات اللبنانية الى روسيا، والحَراك الفرنسي "التقريعي" مؤخّراً، وبعض التصريحات من هنا وهناك، لكان يُمكن القول إنه (لبنان) خرج من ذاكرة العالم، بطريقة جزئيّة طبعاً، ولكنّها كبيرة الى درجة أنها باتت مُزعِجَة بالفعل.

وإذا كانت فوائد التسويات الإقليمية بعيدة من لبنان، فمن الطبيعي أن تنعكس سلبيات التّصعيد العسكري الأخير بين الإسرائيليين والفلسطينيّين على الساحة اللبنانية، أكثر من باقي الساحات في المنطقة.

في هذا الإطار، نُشير الى ما ذكرته قناة "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري" الإيراني، على تطبيق "تيلغرام"، عن أن "حزب الله" جاهز لتنفيذ عمليات عسكرية ضدّ إسرائيل، إذا طلبت منه فصائل المقاومة الفلسطينيّة في غزة.

وبمعزل عن إمكانيّة حصول ذلك أو لا، إلا أن التّصعيد الأخير في الأراضي الفلسطينية قد ينعكس مزيداً من السلبيّة مستقبلاً، سواء على صعيد مفاوضات الترسيم البحري جنوباً، بوساطة أميركيّة ورعاية دولية، أو في ما يتعلّق بفتح الباب واسعاً لوضع دور ومهام قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان، في دائرة الضّوء، انطلاقاً من القدرات الصّاروخيّة النّوعيّة للتنظيمات التي تسلّحها إيران في المنطقة، والتي يظهر المزيد منها في كلّ جولة قتال.

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "ما يحصل في فلسطين الآن تجاوز المناورات الإسرائيلية الضّخمة التي بدأت قبل يومَيْن تقريباً، والتي شكّلت مناسبة لسَحْب نسبة كبيرة من قوّة "حزب الله" من سوريا، بهدف تأمين الجهوزية على الحدود الجنوبية للبنان. وتجميد تلك المناورات، ولو ليوم واحد، سيُعيد خلط بعض الأوراق من جديد".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أنه "منذ ما قبل توسُّع رقعة المواجهات في الأراضي الفلسطينية، ولمجرّد إعلان "حزب الله" جهوزيّته ضدّ المناورات الإسرائيلية الأخيرة، بدأ طرح الأسئلة حول سبب الإبقاء على قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان".

وأشار المصدر الى أن "إسرائيل تخرق القرار الدولي 1701، ساعة تشاء، فيما يُعلِن "حزب الله" جهاراً أنه في حالة جهوزية تامّة للتعاطي مع أي مغامرة إسرائيلية. وبالتالي، ما هو دور قوات "يونيفيل"؟ وما الفائدة من الإبقاء عليها في جنوب لبنان، في وقت أن الدولة اللبنانية وحدها تلتزم بالقرار 1701؟".

وقال:"هذه هي النّقطة الأساسيّة التي أفشَلَت فرنسا ومبادرتها في لبنان. فالخوف الفرنسي على مستقبل وأمن قوات "يونيفيل" في جنوب لبنان، جعلها تتعثّر لبنانياً، الى الحدّ الأقصى".

وأضاف:"من هذا المُنطَلَق، سيُطرَح ملف مستقبل تلك القوات جديّاً هذه المرّة، بعد أشهر، ويتوجّب التحضُّر لبنانياً لذلك. ولكن ليس واضحاً حتى الساعة بَعْد، إذا ما كان فشل المبادرة الفرنسيّة سيُترجَم بجديد فرنسي على هذا الصّعيد، ولو في شكل محدود. ففرنسا تعوّدت دائماً أن تكون هي الطّرف المُبادِر الى جَمْع التأييد الدولي لتمديد مهام تلك القوات دون تعديل، ودون إجراء إعادة تقييم جدّي حول تطبيق القرارات الدولية".

ودعا المصدر "كلّ الأطراف الداخلية، في زمن التحرّكات السياسية والعسكرية الحاليّة في الشرق الأوسط، الى التجنُّد للإستفادة من مبادرة وحيدة قادرة على وضع لبنان في الموقع الذي يستحقّه عندما يحين موعد الحلول، وهي مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حول حياد لبنان".

وشرح:"يتوجّب على كلّ الأطراف السياسية اللبنانيّة أن تتجنّد لتلك المبادرة، وأن تحرّك نفسها بواسطة الجمعيات والمؤسّسات اللبنانية في الخارج، لجَعْل حقّ لبنان محفوظاً في كلّ ورقة يُمكن توقيعها، على مستوى إقليمي أو دولي".

وختم:"بهذه الطريقة، يُصبح لبنان موجوداً في كلّ شيء إجبارياً، من خلال حياده. وهذا الطّرح قد لا يحتاج الى عَقْد مؤتمر دولي بحدّ ذاته، بل تُكرَّس أهدافه من خلال إعادة التأكيد الدولي لكلّ القرارات الدولية المرتبطة بلبنان، ولاتّفاق "الطائف"، بما يُدخِله (لبنان) في الحلول، ويُبعده عن أثمان الأزمات".