Advertise here

إلى اللقاء فرنسا

08 أيار 2021 13:00:28

جاء ماكرون بعد انفجار المرفأ. وجاء ماكرون في مئوية لبنان الكبير، وقابل سياسيّي لبنان من كليمنصو إلى بعبدا، مروراً ببيت الوسط، وعين التينة، وبيت الفنانة فيروز. 

استمع للجميع. هدّد وتوعد. وبعد هذه الزيارات، واللقاءات، والمؤتمرات، التي أجراها ماكرون مشكوراً، تأتي زيارة وزير خارجيّته، لودريان، دون طعم ولا نكهة ولا رائحة. زيارة أخذت الطابع الاستعراضي فقط، في حين أنّ لبنان يحتاج لأكثر من الاستعراضات. 

علّق الشعب اللبناني آمالاً كبيرة على الإدارة الفرنسية، ولهفة ماكرون المشكورة تجاه لبنان ومصائبه، ودعوته إلى الحل عبر مبادرة سميّت بالمبادرة الفرنسية، والتي ذهبت ضحية تعنّت بعض من الطبقة السياسية اللبنانية، والذين أفسدوها وأفشلوها وضاع جهد ماكرون سدى. 

جاء وزير الخارجية، لودريان، يحمل العصا بعد أن قدّم ماكرون الجزرة. 

العصا يا سادة تحتاج لشجاعة في حملها وتوجيهها واستعمالها مع من يلزم. 

الموقف يحتاج إلى شجاعة وضع الإصبع على الجرح، وتسمية الأمور بأسمائها، أسماء من أفشل المبادرة الفرنسية، ويُفشل أي مبادرة داخلية أو خارجية تعمل لإنقاذ لبنان من الانهيار. 

لم يرَ ماكرون الجهد الجبّار الذي بذله ويبذله وليد جنبلاط لإيجاد تسوية بين أهل الحكم لتشكيل حكومة وإنقاذ الوطن. 

لم يدرِ لودريان أن مراهنته على أنّ إجراء انتخابات نيابية تغيّر الطبقة السياسية ستكون رهاناً فاشلاً دون تعديل قانون الانتخاب لإفراز طبقة سياسية جديدة. إنّ القانون الأرثوذكسي المعدّل، والقائم على مفاهيم طائفية، لن يسمح لمن التقاهم في قصر الصنوبر من الوصول إلى الندوة النيابية بأكثرية تغييرية.
 
لو يدري لودريان أنّ مراهنته الحالية على العصا لن تؤدي إلى نتيجة، وسترتد على السياسة الفرنسية في المنطقة. 

الحلم بحلٍ فرنسي، عبر مبادرة أو غيرها، دُفن في قصر الصنوبر  بشهادة بعض المجتمع المدني الذين لا زالوا يصفّقون لشعار "كلن يعني كلن"، ولا زالوا بمباركة لودريان يعزلون أنفسهم عن قوى الشعب اللبناني الحيّة. 

وداعاً لودريان. وداعاً المبادرة الفرنسية التي أُفشلت، ولن تقوم لها قائمة في ظل الديبلوماسية الفرنسية التي تفتقر إلى الشجاعة في نصرة الشعب اللبناني المظلوم.

 

*عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي