Advertise here

وأخيراً... سيكون لدينا حكومة

19 كانون الأول 2018 11:20:38

أصبح بالإمكان التفاؤل بقرب ولادة الحكومة، وانتظار مسار جلسات الثقة والبيان الوزاري، للتفرغ فيما بعد لمعالجة الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية. ولا شك أن المشاورات الإيجابية التي أحرزت تقدماً كانت مستندة إلى جملة معطيات محلية وخارجية، أبرزها تطورات ما حصل في المنطقة مؤخراً، بدءاً من الملف اليمني والاتفاق على وقف النار في الحديدة، إلى إيجاد مخرج لتسوية حكومية في العراق، أدت إلى الإيجابية التي تنتظر بعض التفاصيل لولادة حكومة الرئيس سعد الحريري الثالثة.

وقد شهد يوم أمس سلسلة لقاءات واتصالات أبرزها التي تولاها اللواء عباس ابراهيم موكلاً من رئيس الجمهورية ميشال عون للتفاوض مع نواب اللقاء التشاوري لتقديم أسماء مقترحة من قبلهم، بغية تسليمها إلى رئيس الحكومة والجمهورية لاختيار واحد من بينها. وفي هذا السياق، فإن الأمور تنتظر بلورة الأسماء التي سترسو في النهاية على الوزير السنّي الذي سيحل العقدة السنية التي عرقلت عملية التشكيل لأسابيع عديدة، وهذه التطورات هي التي دفعت رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى القول بأنه أخيراً أصبح بالإمكان القول: "صار فينا نقول قربت تنحل."

وفي مقابل التفاؤل، استمر الحذر لدى بعض الأوساط، من جملة عقد بسيطة قد تطرأ، وتؤخر الولادة الحكومية، ولكنها بالنسبة إلى مختلف المراقبين، فهي لن تؤدي إلى العرقلة مجدداً، لأنه سيكون بالإمكان تجاوزها، ومن بين هذه العقد هي الخلافات التي قد تتسلل إلى ما بين نواب اللقاء التشاوري حول الشخص الذي سيتم اختياره، إذ إن النائب عبد الرحيم مراد يرشّح نجله حسن ليحلّ وزيراً ممثلاً للنواب الستة، بينما الوزير فيصل كرامي لديه مرشح هو عثمان المجذوب، فيما النائب عدنان طرابلسي يفضل تولي المرشح السابق للانتخابات النيابية طه ناجي لأن يصبح وزيراً في الحكومة.

وإلى جانب هذه الإشكاليات التي تعتبرها المصادر بسيطة، هناك إمكانية لإعادة البحث بالتوزيع الطائفي للوزراء الموزعين على الكتل، خاصة في ما يتعلق بالوزيرين المارونيين من حصة القوات، إذ إن هناك من يشير إلى توجه لدى رئيسي الحكومة والجمهورية لسحب وزير ماروني من حصة القوات. فيما الخلاف الآخر يتعلّق بالحقيبة المتعلقة بالوزير الأرمني، إذ ان القوات اللبنانية منحت حقيبة لريشار قيومجيان، فيما حزب الطاشناق يعترض على حصوله على وزارة دولة، وهذا يحتاج إلى بعض الاتصالات لترتيب هذه الخلافات وإنجاز الحكومة سريعاً. بينما توقعت مصادر أخرى أن الحكومة ستولد خلال الأيام القليلة المقبلة، وأي عقدة لن تعمل على عرقلة ولادتها.