تتميز ينطا تلك الضيعة اللبنانية العريقة بالوداعة والمحافظة، وديعة يلتزم أهلها وساكنوها بمخافة الله والإلتزام بمسالك الأخلاق والقيم والتقاليد العربية والمعروفية في أقصى درجاتها، أما محافظتها فتظنها داراً واحدة أو أسرة متجذرة بفروع فتية في الحاضر والماضي حافظت على أصالتها ولم تنزلق في تاريخها إلى العدائية والتشويش على جيرانها.
ظنّ أهلها منذ بداية القرن الماضي أن الهجرة غنىً عن التعب وضيق العيش فطرقوا أبواب الرزق بعفةٍ وكرامة وأحرزوا كفاية مادية وسمعة طيبة في اغترابهم وإن كانوا في يومنا هذا يشكون بعد الأحبة وخلو شوارعها من أطياف الأبناء والأحفاد...
أصيبت ينطا بهزاتٍ حزينة في موجة الكورونا المؤلمة وخسرت أحبة كان المرحوم رمزي الحلبي بدايةَ حزنها لما له من سمعةٍ طيبة وأثرٍ محمود في مدرستها الرائدة وناديها الرائع، وتتوالى مواسم الحزن لتصيب أحد أعمدتها في الرصانة والأدب والأخلاق المربي المرحوم سالم إشتي...
سالم إشتي كان عاشقاً لينطا فمارس فيها التعليم والتهذيب ومارس أحياناً مع شلة مجايليه دور فضّ النزاعات ورسم حدود الأرض ووقته مع هذه العصبة من الطيبين كله لينطا فأنجز فيها مع رفاقه وأصدقائه شواهد في البناء الوفاقي القائم على المحبة كما كان له اليد الطولى في بناء الحجر بكل ما يعني ينطا وطموح أبنائها.
ستفتقدك ينطا صديقي العزيز سالم إشتي.
ستفتقدك تعاونيتها الزراعية ولجنة وقف سيدي أيلون، وأيام الفرح السنوي ودار المسنين وناديها الفتي كما سنفتقدك في جمعية آفاق- مركز إنماء راشيا والبقاع الغربي رأياً سديداً وهمةً صادقة وحضوراً دائماً.
بإسمي وإسم زملائي في جمعية آفاق نتقدّم من العائلة الصغرى ومن عوائل ينطا جميعها بفقدانها لقاماتً إنسانية شريفة أودعت زوايا الذاكرة بأحر التعازي.
سيبقى ذكرك وطيفك في وجداننا ولقاءاتنا وستبقى حبيباً وأخاً في عقولنا وأفكارنا وبرامجنا.
رحمك الله أستاذنا الغالي.
