Advertise here

ذكرى ورؤية... وأنت الباقي

01 أيار 2021 19:59:16

عاماً بعد عام تتجدّد الذكرى، 
ذكرى تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي.
عاماً بعد عام نقترب منك أكثر، ونفهمك أكثر، ونحتاجك أكثر أيها المعلّم، والملهِم، فحضورك يزداد وهجاً، ورؤيتك تغدو حاجةً، ومبادؤك تنتشر وتزهو على كل لسان ثائرٍ نحو الحرية، والانتماء، والمواطنية والضمير. 

وفي الأول من أيار تجتمع الذكريات، وتخرج أصوات العمّال والمستضعفين في الأرض، والذين ليس على صدورهم قميص، لتملأ الساحات، وتنادي بالإنصاف في وطنٍ أنهكته السذاجة، وانعدام الرؤية، والارتهان، فترى فيك الملاذ والخلاص أيّها المعلّم. ترى فيك الملهم الذي ما انكفأ يوماً عن قضيّتهم، وأنت الذي عودتهم على نضالك من أجل خلاصهم.

عاماً بعد عام تشق مبادؤك الصلب، وتخترق الجدران كأزهار الربيع التي ما تعوّدت إلّا أن تخرج لتبشّر بغدٍ جديد، وبأنّ لا مستحيل تحت الشمس.

فترى في الساحات من ينشد شعاراتك في بناء الدولة، ومكافحة الفساد، واستقلالية القضاء، ومن أين لك هذا، ومَن أتى بذاك ليُفقر العباد ويهدم المؤسّسات.

نعم أيها المعلم... 
فكلّما قست الأيام علينا، وجفّت ينابيع الأمل، 
وكلّما تغيّر الزمان، وانسدت طريق الأحلام، 
وكلّما عبرنا إلى المجهول، وتبوأ المراكز بيننا الجهلاء، 
نرى فيك  طريق الخلاص، وأنشودة الأمل في كل زمان، وأيقونة الفكر في عنق الحياة. 
نرى فيك منارة هذا الشرق، وعاصمة كتابه. 
نرى فيك أبا الفكر، وأريج العلم، وفيحاء الأمل.   
فكلماتك الثائرة منبرٌ للحرية، ومأوى المساكين، ومرجع المحرومين. 

وفي الأول من أيار أيضاً للحرية طعم، وللديمقراطية مكانةٌ، وللفكر مبتغى معك أيّها المعلم الكبير.
فمبادؤك، والحزب الذي أسّسته مع خيرة المفكرين والوطنيين، جسّدت عصوراً مضت، ورسمت لعصورٍ لم تأتِ بعد. وأتى التأسيس باكورة هذا الفكر، وعصارة التجربة في الإنسانية والضمير.  وجسّد شعار المعول والريشة عبرةً لمن اعتبر، وملاذاً لمن اهتدى، فالريشة تسمو بك إلى المعرفة الحقة، وتنزع عنكَ رداء الجهل، وتنير دروبك نحو النجاح، والمعول ينهل منك العرق في مواجهة الفقر والتخلّف، فتواجه الفشل بالإرادة، والألم بالصبر، والمهانة بالنضال،  ويجعل منك رجلاً عصامياً يصنع الأقدار بيده، ويزرع فيك الانتماء إلى هذه الأرض التي تتشارك معك في الحياة والموت.

 إنّ إصرارنا على البقاء معك، ومع مبادئ الحزب، لأنك راعٍ لِمَن تعلّم ليبقى، ومَن تعلّم ليعطي، ومَن تعلّم بالحزن للفرح، ومَن تعلّم بالعسر لليسر، ومَن تعلّم بالصبر للفرج، فهؤلاء هم من أردتهم في مؤسّساتنا ليقتلعوا منها الفساد. هؤلاء هم من أردتهم في اقتصادنا ليسيروا به إلى الامام. هؤلاء هم من أردتهم في وطننا ليرفعوا عنه الارتهان. هؤلاء هم من أردتهم في تاريخنا لنعتزّ بهم أمام الأجيال. هؤلاء هم من أردتهم في حزبك ليكون برّ الأمان، والمستقبل الذي سيرفع البنيان. 

إنّ حزبك ومبادئك، وفكرك، وكتبك، وضميرك، وأخلاقك، وإنسانيّتك، وأحلامك ستبقى فينا حتى تنتصر.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".