Advertise here

فوضى في القطاع التربوي.. والإمتحانات الرسميّة مؤجلة؟

01 أيار 2021 15:55:15

في مؤتمر صحافي منذ أسبوعين، أعلن وزير التربية، طارق المجذوب، خطة العودة إلى المدارس، وكلّ ما يتعلّق بالامتحانات والشهادتين المتوسطة والثانويّة، فقامت قيامة الأساتذة والتلاميذ. منذ ذلك اليوم والتخبّط في القطاع التربوي "ماشي". 

بعض الأساتذة لا يُريدون العودة إلّا إذا كانت آمنة، وليس قبل تأمين اللقاحات. من جهتهم، التلاميذ يعبّرون عن غضبهم من القرار "التعسفي". ومع اقتراب موعد العودة المقرّر في 4 أيّار، هل ستنجح خطة الوزير، أم أنّها فشلت قبل أن تبدأ؟ 

يقول رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي نزيه جباوي في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية: "نحن مع العودة، ونريدها، كما نريد أن تحصل الامتحانات، وألّا يُرفّع التلاميذ بشكل تلقائي. وقرارنا سيُتّخذ في هذين اليومين بناءً على المشاورات التي نقوم بها مع الأساتذة والمندوبين ومدراء الثانويات كي نعرف عدد الذين تلقوا اللقاح. فنحن قد طالبنا بتأمين اللقاحات كي نتمكن من العودة الآمنة في 4 أيّار، ولا نزال ندرس الموقف كرابطة، ونقوم بإحصاء وبحث حول الأساتذة الذين لم يتلقحوا بعد، وإمكانية تأمين اللقاحات لهم لأنّ ذلك يشكّل شرطاً بالنسبة إلينا". من جهته، يرى نقيب المعلّمين في القطاع الخاص، رودولف عبود، في اتصالٍ مع "الأنباء" أنّ، "ظروف العودة الآمنة غير متوفّرة حتى الآن، ولذلك نوصي بالاستمرار بالتعلّم عن بُعد". 

ليس التباطؤ في عملية تلقيح الأستاذة وخوفهم المشروع، برأي جباوي، من تلقي لقاح "استرازينيكا" وحدهوما يعرقل العودة، إنّما "الوضع الاقتصادي المتردي يلعب دوراً كبيراً في هذا الخصوص، وقد يمنع الكثير منهم من العودة، فيكون تغيّبهم مبرّراً"، يقول الأخير. في المقابل تشير مصادر تربويّة إلى أنّ، "بعض الأساتذة لا يريدون تلقي اللقاح، ولا حتى العودة إلى التعليم". 

إذاً كلٌّ يغني على ليلاه. فالوزير يصدر القرار، والأساتذة ينقسمون، والمدارس بعضها يلتزم وبعضها الآخر يعارض، ولا شيء جلياً بعد حول العودة التي من المفترض أن تطبّق بعد بضعة أيّام. وإذا كان الحال هكذا في قرار العودة فلا بدّ أن يكون التخبط انسحب على مصير نهاية العام الدراسي والمناهج والامتحانات. 

هنا يُشير جباوي إلى أنّ، "جزءاً كبيراً من الثانويات أنهت معظم برامج صفوف الشهادات خصوصاً بعد التقليص الذي طاول بعض المواد، وجعل بعضها الآخر اختيارياً"، لافتاً إلى أنّ "العودة ستكون لتثبيت معلومات التلاميذ، هذا بالإضافة إلى أنّنا طرحنا تأجيل بعض الكفايات في باقي الصفوف إلى بداية السنة المقبلة". أمّا عبود فيوضح أنّ، "بعض المدارس أعطت لطلابها كلّ ما هو مطلوب عن بُعد، بينما مدارس أخرى لا تزال متأخّرة، وقد تفاجأت بتحديد مواعيد الامتحانات". 

الطلاب أيضاً تفاجأوا بمواعيد الامتحانات الرسميّة، "التي يُحكى أنّ الإجراءات اللوجستية الخاصة بها لا تزال غير مؤمنة" بحسب جباوي، ما يطرح إشكاليّة كبيرة حول مصير هذه الامتحانات وما إذا كانت ستحصل في موعدها أم أنّها لن تحصل على الإطلاق. ويختم: "يهمنا الوضع التربوي، إنّما الصحة أهم".

الفوضى سيّدة الموقف تربوياً، وسوء الإدارة والتقدير ينعكسان على مستقبل تلاميذ لا ذنب لهم سوى أنّهم يتعلّمون في لبنان...