صدر عن جبهة التحرر العمالي البيان التالي:
يأتي عيد العمال حزيناً، في وطنٍ مكسور الخاطر، تنهشه الجائحة، وتشلّع أوصاله نزاعات أبنائه ونزعاتهم. تُوجعه صراعات أصحاب النفوذ المالي والسياسي والطائفي على تناتش السلطة، وتقاسم الحصص فيه.
يأتي عيدكم حزيناً مع بطالةٍ تهددكم بالجوع والتشرد، والمس بكرامتكم وكرامة عائلاتكم وأطفالكم، وخسارة تعويضاتكم وما جنيتموه بعرق جبينكم وتضحياتكم، وسنوات أعماركم الضائعة من شبابكم.
يأتي عيدكم حزيناً، أنتم رواد الفجر الذين تسابقون خيوط الشمس لتستفيق الأرض على وقع أقدامكم ومعاولكم وريشة قلمكم. أنتم الذين تغني الطيور لصباحاتكم وعرق جبينكم وتعبكم في الحقول، والمصانع، والدساكر، وأماكن العمل التي تحرس عبادتكم وصلواتكم.
يأتي عيدكم بائساً محبطاً، يعاني فيه اتحادكم من شرعية التمثيل، ومن قاعدةٍ عمالية عاجزة عن التغيير، ومن ضغوط السلطة السياسية وتدخلاتها في شؤونه الداخلية، واستبعاده عن المشاركة في السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومات المتعاقبة لمنعه عن القيام بدوره الحقيقي في حماية حقوق العمال ومكتسباتهم وتحقيق مطالبهم.
تنوء ظهوركم بأحمالٍ ثقيلة أورثها لكم نظام هجين بأكثر من رأس فشل أركانه في أبسط واجباتهم الدستورية بتشكيل حكومة إنقاذ توقف الانهيار، وتنقذ البلاد من سقوط محتم، بينما إدارة الدولة ضائعة في أروقة حكومة مستقيلة عاجزةٍ حتى عن تسيير الأعمال، ومجلسٍ نيابي يقف حارساً على مصالح أعضائه من كبار التجار وأصحاب الكارتيلات الكبرى، يحمي احتكاراتهم وارتكاباتهم وتجارتهم وأموالهم المشبوهة.
ننحني أمامكم، أنتم الذي انحنى المجد أمام تضحياتكم، والذين عمّرتم بيوت الوطن من صخرٍ فوق صخر، لتحموا سيادته وعزّته وكرامته.
لكم عمال بلادي، ولجميع عمال العالم أينما وجدوا، والذين نتشارك معهم الفرح، والتعب، والهمّ، والأمنيات الطيبة، والحكايات اليومية البسيطة عن تعب تجسّد قمحاً ووطناً، بنيناه حضناً لأحلامنا، وأطفالنا، ومستقبل عائلاتنا، وحوّلوه إلى كابوسٍ يفترس أحلامنا، وأطفالنا، ومستقبل عائلاتنا.
سنبقى على عهدنا لكم وبكم بأن نبقى صخرةً تعاند كل محاولات النيل من حقوقكم ومكتسباتكم، وسنبقى معكم السد المنيع بوجه كل ما قد ينال من وحدة وطننا وسيادته، وليبقى فيه العامل، "عاملاً حراً في مجتمعٍ سعيد".
كل عيد وعمّال بلادي، وعمّال العالم، بألف خير.
