Advertise here

ترقّبٌ محلي لمفاوضات الخارج وفرنسا ترفع سيف القيود.. التلاعب بمستقبل اللبنانيين مستمر

30 نيسان 2021 06:02:45 - آخر تحديث: 03 أيار 2021 06:14:13

جملة تطورات سُجلت أمس في أكثر من قناة دولية وإقليمية من شأنها أن تنعكس بطريقة أو بأخرى على مجرى يوميات السياسة الداخلية اللبنانية، وتحديداً على مسار تشكيل الحكومة. ولعلّ أبرزها كان سيف القيود الذي أعلن إشهاره وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، مشيراً الى أن "فرنسا بدأت تنفيذ إجراءات تقيّد دخول أشخاص يعرقلون العملية السياسية في لبنان أو هم متورطون في فساد إلى الأراضي الفرنسية".

أما التطور الآخر فيتمثل في حركة المفاوضات الجارية في أكثر من قناة اقليمية ودولية، وفي هذا السياق أتى ما أعلنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أن "المملكة تطمح إلى إقامة علاقة طيبة مع إيران باعتبارها دولة جارة، وتريد أن تكون مزدهرة، لكن هناك إشكاليات بين الطرفين تعمل السعودية مع شركائها على حلها". هذا الموقف سرعان ما ردّت عليه إيران في بيان للمتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قال فيه إن إيران والسعودية "بلدان مهمان في المنطقة والعالم الإسلامي"، معتبرا أن "بإمكانهما بدء فصل جديد من التعاون والعمل المشترك لإحلال السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة عبر إتباع موافق بناءة ومناهج مستندة إلى الحوار".


وفيما لبنان غارقٌ بأزماته التي تنتظر تبريد الجبهات الإقليمية وخفض السقوف العالية محلياً، كان موقف تحذيري لكتلة "اللقاء الديمقراطي" بعد اجتماعها برئاسة النائب تيمور جنبلاط أكدت فيه أن "رفض المعنيين لأي طرح تسووي في تأليف الحكومة يدفع لمزيد من التأزم، وينذر في ضوء الواقع المعيشي والاقتصادي الخانق بانفجار كبير سيدفع ثمنه الجميع دون استثناء"، بموازاة تحذير إضافي من مغبة التلاعب بملف ترسيم الحدود ووضع ثروات لبنان وحقوقه في مهب الضياع.

وإلى هذا التحذير، عُلم أن رئيس الوفد الأميركي الجديد الى المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية جون ديروشير، سيزور لبنان يومي السبت والأحد المقبلين، وتحدثت المعلومات أن ديروشير قد يتوصل الى استئناف المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، لكن مصادر المعلومات أوضحت أن هذا الموعد غير نهائي ومرتبط بما سيحققه ديروشير خلال زيارته.

وبانتظار ما قد تحمله الأيام القادمة إنطلاقًا من المواقف الإقليمية والدولية، وفي ضوء ما قد يترتب على زيارة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الى موسكو، قال الوزير السابق أحمد فتفت إن "لا حل للوضع القائم"، مشيرا الى أن لديه قناعة أن الوضع اللبناني "مرتبط بالمصالح الإقليمية وتحديدا الإيرانية"، لافتًا في حديث لـ "الأنباء" الإلكترونية إلى أنه "لا يتصور أن إيران قد تسهل أمر تشكيل الحكومة". وأشار الى أنه لا يتوقع أي شيء من زيارة باسيل الى روسيا "لأن الروس أساسا أكدوا أن ليس لديهم مبادرة، وهم أعلنوا تأييدهم للمبادرة الفرنسية، لكن حتى هذه المبادرة لم يجر التعامل معها على أنها إنقاذية"، والسبب برأي فتفت أن "لا أحد يريد أن يرى المشكلة الأساس ليست موجودة عند رئيس الجمهورية ميشال عون أو جبران باسيل"، معتبراً أن "المشكلة هي في مكان آخر وتتعلق بدور حزب الله وسلاحه وحجمه وفاعليته في البلد وما هي مطالبه وكيف يمكن حل هذه المشكلة".

واستبعد فتفت تشكيل الحكومة في هذه الظروف، معتبراً أنه "ولو تشكلت فلن تكون قادرة على القيام بشيء جدي"، وأضاف: "البلد مصاب بحزب الله ليس كحزب سياسي بل كتنظيم عسكري، وكمهيمن على القرار السياسي ومحارب للعرب"، وأبدى فتفت إعتقاده بأن البلد ذاهب تدريجيا من سيء الى أسوأ. 

عضو تكتل الجمهورية القوية النائب شوقي الدكاش وصف بدوره الوضع "بالصعب جدا"، مستبعداً تشكيل الحكومة في الوقت الراهن، متهماً المسؤولين عن تشكيلها "باللعب بأعصاب الناس"، وقال لـ"الأنباء" الإلكترونية: "للأسف لم يعد أحد يفكر بالحكومة في وقت نحن بأمسّ الحاجة لحكومة فاعلة وقادرة على خلاص لبنان"، ولم ير الدكاش أي جديد في زيارة باسيل الى موسكو.

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة رأى من جهته أن "الأمور مقفلة والوضع مفتوح على كل الإحتمالات"، واعتبر أن "تشكيل الحكومة هو في بيروت وليس في موسكو ولا أي مكان آخر"، وقال لـ "الأنباء" الإلكترونية: "كل الجولات الخارجية لن تجدي نفعا"، داعيا الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري الى تلقف مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري و"الذهاب الى تشكيل حكومة قادرة على التصدي للأزمات لأن الفراغ في المؤسسات قاتل"، وأبدى خشيته من أن "يؤدي تفاقم الأزمة الى تراجع حماسة الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة".