Advertise here

جنبلاط لن يسمح بغرق السفينة

24 آذار 2019 13:32:15

المهندس منير محمود
يُحكى أن سفينة مكتظة بالركاب، شعر قبطانها أنه يقترب من عين العاصفة، فدعا كل من على السطح أن يدخلوا ويوصدوا الأبواب منعاً لدخول المياه التي تهدد بغرقها. وطبعاً سيفسر من يجهل تأثير العواصف دعوة الربان ضعفاً. ولكن الربان الحكيم، كان يعرف ما يعني بقاء الوضع على حاله.
فمجيء بومبيو الى ربوعنا هو العاصفة الآتية. ووليد جنبلاط الذي يتعاطى مع مكونات الوطن بعين الربان الذي لن يسمح بغرق سفينته، قبِل ان يتعاطى بعين التسامح مع المكونات التي لا ترى أبعد من أنفها.
ونحن نتفهم إلام يرمي هذا الرجل، وإن كان هذا الموضوع يشكل حساسية لنا ولرفاقنا الذين وضعوا المصالحة خلف ظهورهم. فنحن تصالحنا مع الطرف الذي كنا نختلف معه. وقلوبنا تنبض احتراماً لهذا الآخر الذي قاتل بشرف، وصالح بشرف. ولا ندري اليوم لماذا يريد البعض، وبعد أكثر من ربع قرن على انتهاء الحرب، من أن يغيّر الصفة التي كان يدّعيها، من قائدٍ لوطنٍ ولشعبٍ عظيم، الى رئيسٍ لميليشيا، فقط ليقول أن المصالحة لن تتم بدونه.
نتمنى أن تكون هذه التتمة لحلقاتٍ عرضت في تلك الأيام، هي نهاية أدبيات الإلغاء، ونتمنى أن ننتهج طريق الأخوة التي عبّر عنها الأب فادي ضو، رئيس مؤسسة "أديان"، في تزامن مع ما كان يجري في مكانٍ مواجهٍ يقع في المقلب الأخر للوادي، والذي أكّد على أن التوبة والغفران، يأتيان كنتيجة لغياب "الأخوة" من حياتنا.
ويطيب لي أن أكرر ما قلته يوماً، وما وثقته الكاميرا في لقاء مع المطران المرحوم سليم غزال في المكتبة الوطنية على بعد أيام من انتهاء الحرب، عن مجتمعاتنا التي حرّمت ضيافة الموز والليمون وكافة منتوجات الساحل الذي تهجر أهله منه، لإيمانهم بأن أصحاب هذه الأرض، يجب أن يعودوا ليزرعوها بأنفسهم. ما كان وحده كافٍ لإثبات الإدعاء، بأننا لم نكن نرغب بالاعتداء على أحد ولا تهجيره.
حبذا لو نعرف كل الإيجابيات عن بعضنا البعض، ونخبرها لأبنائنا..

في فمنا ماء كثير، ولكنه يبقى أهون الشرور، فماء الفم أخف خطراً من الماء في بطن السفينة...