Advertise here

جنبلاط من دير القمر: المصالحة فوق كل اعتبار

23 آذار 2019 18:59:00 - آخر تحديث: 26 آذار 2019 22:48:52

برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ممثلا بوزير الخارجية جبران باسيل، ومباركة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممثلا براعي ابرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار، أقيم في كنيسة سيدة التلة في دير القمر، قداس "التوبة والمغفرة"  تخليدا لشهداء الجبل، بدعوة من وزير شؤون المهجرين غسان عطالله. وشارك الى جانب ممثل رئيس الجمهورية الوزير باسيل، النائب هنري حلو ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب محمد الحجار ممثلا رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنيلاط، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط، وشقيقته داليا، ووفد من اللقاء الديمقراطي وقيادة الحزب ضم، وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب ووزير الصناعة وائل ابو فاعور، والنواب مروان حماده وبلال عبدالله وهادي ابو الحسن وفيصل الصايغ، والنواب السابقين غازي العريضي وايمن شقير وعلاء ترو وايلي عون، نائبي رئيس الحزب دريد ياغي وكمال معوض، وأمين السر العام ظافر ناصر واعضاء مجلس القيادة وليد صفير وطانيوس الزغبي ومفوض الداخلية هشام ناصر الدين ومفوض الاعلام رامي الريس، الدكتور ناصر زيدان ومستشار رئيس اللقاء الديمقراطي حسام حرب، ووكلاء داخلية المناطق.

كما حضر وزير الدفاع الياس بو صعب، وزيرة الطاقة ندى البستاني، والنواب فريد البستاني، ماريو عون، سيزار ابي خليل، الوزراء والنواب السابقون جوزيف الهاشم ، شكيب قرطباوي، ناجي البستاني، طارق الخطيب، إلياس حنا، صلاح حنين امل ابو زيد.

وشارك أيضا عضو المجلس المذهبي اللواء المتقاعد شوقي المصري ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، المطرانين بولس مطر وايلي بشارة حداد، رئيس المحاكم الدرزية القاضي فيصل ناصر الدين، رئيس الاركان اللواء امين العرم، اللواء نديم لطيف، سفير مصر نزيه النجاري، سفيرة لبنان في الاردن تريسي شمعون، راجي السعد، رئيس صندوق المهجرين العميد نقولا الهبر، ورئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم.

جنبلاط

بعد انتهاء القداس القى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط كلمة قال فيها: "عندما وصلت إلى المختارة في ذاك النهار المشؤوم، منذ 42 عاماً قادماً من بيروت برفقة النقيب رجا حرب، بعد أن تبلغت خبر الإغتيال، كان كمال جنبلاط لا يزال في السيارة في وسط الباحة، باحة الدار، مضرجاً بدمائه، ومن حوله جمهور صاخب، وغاضب، هائج لا يوصف، وكان الشيخ محمد أبو شقرا، شيخ عقل الدروز، يحاول جاهداً تهدئة الأمور".

أضاف: "ولست أدري كيف إستجمعت قواي،  وصرخت بهم "خذوه إلى المستوصف"، مستوصف الشؤون الإجتماعية داخل البيت آنذاك، لتضميد جراحه ووضعه لاحقاً على فراش الموت مع رفيقيه تمهيداً للصلاة، وثم الدفن. واستجابوا، وعندما شرعت بصعود الدرج مع الشيخ محمد أبو شقرا، أتى من قال: "إنهم يقتلون المسيحيين في المزرعة". فطلبت من الشيخ محمد أبو شقرا أن نذهب إلى المزرعة ومعنا رجا حرب، حيث قصدنا بيت المختار أبو رامز يوسف البعيني وهناك علمنا، أن المختار، وجمعاً كبيرا من الخيرين والعقلاء إستطاعوا حماية من تبقى من إخوانهم المسيحيين في بيوتهم. إطمأنينا نسبياً ووضعنا آلية أو تصوراً للاخلاء. وفي وسط هذا الجو من القلق، والفوضى، وفي طريق العودة إلى المختارة وصل خبر المعاصر. فذهبنا للتو ومعنا موكب جرار من الصعب أن يعلم المرء من فيه ومن أين أتوا. وفي ساحة البلدة، استوضحنا الأمر، فعلمنا بأن مجموعةً من أهالي المعاصر التي كانت متواجدة في الكنيسة، حماها عقلاء وخيرون، لكن الباقي، اصابهم ما اصاب اخوانهم في المزرعة  الذين كانوا في واجب تعزيةٍ قتلوا لاحقاً على طريق العودة وفي أماكن أخرى. وحل الظلام، ظلام الطبيعة إلى جانب ظلام الحدث، وظلام النهار. وكدنا أن نعرّج إلى الباروك، لكن لم أكن ولا الشيخ محمد أبو شقرا لنعلم ماذا سنفعل. بالمناسبة، كانت على  مداخل الشوف وفي معظم الشوف، وفي الباروك والمزرعة، كانت الوحدات الخاصة سورية".

تابع: "وأعتذر إن كنت أغفلت بعض الوقائع. فخيانة الذاكرة بعد 42 عاماً تطغى أحياناً، وتلخيص الحدث أفضل من الاسترسال بالتفاصيل التي قد تفتح الجراح ونحن في صدد ختمها إلى الأبد. وعدنا إلى المختارة وخلال صياغة النعي، فرضت ساعةَ الصلاة في النهار التالي الساعة الواحدة بعد أن وصل خبر بطمة حيث تكررت المأساة وإستمر مسلسل الدم وأنقذ ما أمكنَ أنقاذه".

وقال جنبلاط، في النهار التالي، بكت الطبيعة ولا تزال تبكي الشهداء الأبرار، جميع الشهداء، وودعنا كمال جنبلاط، وكاد الجبل أن يودع وحدته التاريخية وأدركنا جميعاً مشروع الفتنة الذي كان يحضر للبنان. ومنذ ذلك النهار، سرنا وسار لبنان على طريق الجلجلة، من حرب إلى حرب، من جولة إلى جولة، من هدنة إلى هدنة، من مجزرة إلى مجزرة، من مبادرة إلى مبادرة، ومن إغتيال إلى إغتيال، طبعاً غير متناسين أحداث الـ 75 والـ 76. وفي سنة 1990، وفي يوم داني شمعون زحف الجبل لوداعه في دير القمر قبل اي مصالحة رسمية. وبين عام ألفين وألفين وواحد بدأنا العمل على المصالحة مع رفاق أعزاء، وفي طليعتهم الراحل سمير فرنجية، فاستجاب البطريرك صفير، والتقط كعادته اللحظة التاريخية فكان لقاء المختارة في الرابع من أب 2001.

اضاف، وإذا كانت الظروف السياسية آنذاك منعت العماد عون من الحضور نتيجةَ أنه كان في المنفى، وحالت دون حضور سمير جعجع بسبب وجوده في السجن، لكن وجود غبطة البطريرك وغطاءه جسّد إرادة العودة والمصالحة. لقد كان لبنان بغالبيته في ذاك النهار المجيد، وفتحنا الطريق سوياً مع البطريرك صفير لمزيد من المحطات المشرقة والرائدة على طريق التلاقي، والتواصل، والوحدة الوطنية وصولا إلى رفض الوصاية وتحرير لبنان".

تابع: "في السادس من آب 2016 كانت الذكرى الـ 15 للمصالحة برعاية البطريرك الراعي وحضور الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميل في مناسبة تدشين كنيسة الدر في المختارة بعد ترميمِها.

وختم كلمته قائلا: "واليوم، وبرعاية كريمة ومشكورة من الرئيس ميشال عون ومباركة الكاردينال الراعي نسير قدماً تأكيداً أن المصالحة أقوى وأهم، وفوق كل اعتبار من أجل لبنان واحد موحد، ومستقبل أفضل".


باسيل

من جهته قال باسيل: "هذا اليوم سيُسجَّل في تاريخ لبنان وسلكنا قبل وصولنا إلى دير القمر درب الشهداء ووحدة الجبل هي التي تحفظ وحدة لبنان".

واعتبر ان  الشهيد كمال جنبلاط هو شهيد كل اللبنانيين والجريمة وقعت بحق كل الوطن  واغتياله استجلب المآسي للوطن، ونلتقي اليوم في بلدة الرئيس كميل شمعون لتقريب القلوب من بعضها تحت عنوان "التوبة والمغفرة" ومن غير المسموح عدم إعطاء المغفرة عندما تُطلَب، مضيفا "نحن ابناء مدرسة يقول قائدها باننا قوم نسامح ولكن لا ننسى، وعدم النسيان لعدم تكرار الخطأ وليس للثأر لان التكرار هو الجريمة الأكبر".

واكد على ان "العودة السياسية تحققت في الانتخابات الاخيرة ووحدة الجبل اساس لوحدة لبنان لكن وحدتنا في الجبل لا تعني الانعزال والانغلاق عن الآخرين في الجبل".

ولفت الى ان "لا مصالحة بلا معرفة الحقيقة ولا يجب ان تهتز المصالحة اذا اختلفنا في السياسة حول مواضيع مثل الفساد والكهرباء"

اضاف: "بدأنا التفاهمات لتعزيز الوحدة الوطنية مع حزب الله و تيارالمستقبل والقوات اللبنانية ونأمل ان نقوم بذلك مع الحزب الاشتراكي".

تابع: " لقاؤنا ليس للمصالحة بين فريقين تحاربا في الحرب فنحن لم نكن مشاركين وهو ليس اعلانا لتحالف سياسي نأمل ان نتمكن من الوصول اليه"

وختم قائلا: "اليوم نطوي صفحة دموية من تاريخ حرب الاخرين على ارضنا ونكرم الشهداء ونتعلم من الماضي لبناء المستقبل ونكون ضمانة لبعضنا البعض".

وختاما توجه جنبلاط وباسيل اضافة الى النائب جنبلاط والوزير عطالله والشخصيات ووفد المطارنة والكهنة المشاركين الى صالون الاستقبال للقاء وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز كان بانتظارهم حيث كان لقاء عام مع رجال الدين.

 

(*) تصوير: فراس ابو خزام