Advertise here

الحضن العربي

24 نيسان 2021 14:09:02

آخر إبداعات الإفلاس العربي والهروب الى الأمام ومحاولة الاستخفاف بعقول الناس وبيعهم الأوهام، شعار: "الحضن العربي" "العودة الى الحضن العربي" "عودة هذه الدولة أو تلك الى عروبتها". مسرحية خطيرة بشعة!! الإنتماء ليس موسمياً. والهوية لا تستحضر غبّ الطلب. والعروبة بمعنى الأصل والفصل والحسب والنسب، والإيمان، والذاكرة، والأرض، والتاريخ، لا تستحضر شعاراً هنا وتغيب هناك، اياً تكن المتغيرات السياسية والمعادلات الإقليمية والدولية. أما "الحضن العربي" فليس بالتأكيد "مغّيطة"  يشدّها بعض العرب على بعض آخر فيحاول خنقه ويرخيها عرب آخرون فتدخل إليه اسرائيل على الرحب والسعة وبكل أشكال الحفاوة والضيافة العربية تأكيداً لعروبة هؤلاء!!

أين هو الحضن العربي؟؟ أفي البيئات والعلاقات والمؤسسات؟؟ أفي المناكفات والمناحرات و"المناكدات" والنكايات والتحديات والخلافات والانقسامات والتوترات والتهوّرات في الخيارات والقرارات وتحويل الكيانات الى ساحات تشهد كل أشكال الحروب والإستباحات بالاحتلالات أو الهيمنات والتمدّدات والإتفاقات التي ترهن الثروات والتسابق على الاستثمارات لدى العدو المحتل أغلى وأعز المواقع في "الحضن العربي" فلسطين والمقدسات؟؟

مهلاً ايها الناس. الحضن العربي ممزّق. ارتكبت فيه خطايا الجشع والطمع وسوء التغذية والإدارة والكسل كما سوء التقدير والتدبير . كل جزء منا على سلاحه في وجه الجزء الآخر منه. أما الآخرون، كل الآخرين، وكل واحد لمصالحه وحساباته يحتل موقعاً ودوراً ويأخذ حصة!! "وغرف العناية" الأجنبية موزّعة هنا أو هناك ينتظر فيها ومنها أصحاب الحضن العلاجات وما أدركوا خطر الأوبئة التي ولّدتها سياساتهم . والمعتنون هم في كل مكان يركضون وراء مصالحهم!! أما آن الأوان لصحوة؟؟ نفكر فيها بهدوء ولا نكرّر الخطايا ذاتها؟؟ نحن عرب. عرب دائمون. ثابتون. نختلف مع بعضنا. لكن لا نسلّم بعضنا أو أنفسنا الى هذا أو ذاك من غير العرب ثم نستفيق: يجب أن تعود هذه الدولة أو تلك الى عروبتها. لقد حان الوقت. وإلى اين تعود؟؟ إلى اي حضن؟؟ إلى أي حصن؟؟ ماذا بقي منهما؟؟ وكيف تعود؟؟

نحن عرب. دائمون. ثابتون. لكن بر وبحر العرب  مشاعات للآخرين. تجارة. وربحاً ونفطاً وغازاً واستثمارات وتصفية حسابات. 

مفهـــوم التوجّس والتحسّس من "التمدّد التركي" في الحضن العربي ومن دور "الفرس" الذين "لهم في كل عرس قرص". ولكن من غير المفهوم كيف يذهب بعضهم في اندفاعات غير محسوبة ضد هذا أو ذاك وتخاض المعارك والحروب وتملأ صفحات المواقع الإلكترونية والصحف والشاشات بالتعبئة والتحريضات "يا غيرة العروبة" "يا غيرة الدين" "يا غيرة الأمة"، وكثيرون يبتعدون عن هذه الأمانات والالتزامات في الخيارات والممارسات. ثم فجأة نأخذ "الحضن العربي" وما تبقى منه الى هؤلاء. ويجب أن نتوجّس ونتحسّس ونحسب حساباً لكل الدول الكبرى الأخرى قبل أن نغرق في ألاعيبنا ومخططاتنا لأنها تريد تقاسم خيراتنا أيضاً. لكن ما هو غير مقبول وغير مفهوم  فتح "مغّيطة" "الحضن العربي" أمام اسرائيل بهذا الشكل وهي لم تغير ولم تبدّل شيئاً في مشروعها وأهدافها التوسعية وتدميرها المبادرة العربية وحل القضية الفلسطينية!! 

ليس ثمة نصف أو ربع أو ثلث أو "ميكرو" قراءة  للمتغيرات. وكل القرارات يجب أن تنطلق من الأساس. من نحن؟؟ ماذا نريد؟؟ والأجوبة يجب أن تنطلق من حماية  "الحضن العربي" وحماية "العقل العربي" لنحمي انتماءنا وإمكاناتنا ونستثمرها في حماية" "صحتنا" على امتداد صحننا العربي الواسع. وللبحث صلة!!