ذكرى 23 نيسان ونموذج الوفاء اليساري
23 نيسان 2021
06:28
آخر تحديث:23 نيسان 202107:36
Article Content
يصادف اليوم الجمعة الذكرى 52 لاستشهاد المناضل النقابي صفوان دندشي، الذي استُشهد في 23 نيسان عام 1969، أثناء قمع التظاهرة برصاص السلطة.
كان عادل عسيران وزيراً للداخلية حينذاك. وبالرغم من المراجعة النقدية لأسباب الحرب الأهلية - لا سيّما الانقسام حول تواجد السلاح الفلسطيني في لبنان، واتفاق القاهرة الذي يشرّع سلاحها، وكانت المظاهرة دعماً للقضية الفلسطينية، وشارك فيها وليد جنبلاط، والقيادات والأحزاب الوطنية - فقد كانت إحدى شرارات التمهيد للحرب الأهلية اللبنانية مضافةً إلى العوامل الداخلية في النضال من أجل تغيير النظام السياسي على قاعدة مشروع الإصلاح السياسي للحركة الوطنية اللبنانية. إلّا أن أهمية إحياء هذه الذكرى هي بأخذ العبر وربط القضية الوطنية الاستقلالية بعمقها العربي وخصوصيتها اللبنانية مع المعركة الاقتصادية الاجتماعية. إلّا أنّ ما حرّك ذاكرتي اليوم هو التواصل مع الدكتور جمال دندشي، شقيق الشهيد صفوان دندشي، وهو من المناضلين المثقفين والذي تخرّج من هنغاريا، وعمِل في المملكة العربية السعودية، وهاجر إلى أستراليا، ثم عاد إلى لبنان، ويفاخر بعلاقته مع الأرض في قريته (مشتى حمود) في عكار. كما يتمسّك بتراث المعلّم الشهيد كمال جنبلاط وفكره، والذي تعلو صورته حائط منزله إلى جانب كارل ماركس ولينين، ويكتب عن المعلّم الشهيد كل عام في مناسبة ذكرى استشهاده.
إنّ هذا الوفاء، وعدم التنكّر، يشكّلان نموذجاً للتعميم ومادة للتصويب على كل اليساريين والوطنيين، لا سيّما الشيوعيين للإهتداء بهذا الصوت الذي يختزن من التضحيات، والثقافة، والعلم، والوفاء، والتجربة، ما يحفّز كل المتنورين الطامحين للتغيير وبناء المستقبل المستقبل.
*رئيس الحركة اليسارية اللبنانية