تعهدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الخميس، بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة بنحو 52 في المئة من مستويات عام 2005، بحلول سنة 2030. ومن خلال هذا الهدف الجديد تأمل واشنطن أن تُحفز الدول الأخرى ذات الانبعاثات الكبيرة على زيادة طموحها لمكافحة تغير المناخ.
وخلال قمة حول المناخ تنظّمها الولايات المتحدة، أشاد بايدن بالمنافع الاقتصادية "الاستثنائية" المرتبطة بمكافحة الاحترار المناخي وحذّر من عواقب "عدم التحرك". وشدّد على "الواجب الأخلاقي والاقتصادي" الذي تمثله مكافحة التغيّر المناخي أثناء هذه القمة التي تجمع، عبر الفيديو، نحو أربعين من قادة العالم وتستمرّ يومين.
انبعاث صفر بحلول 2050
في السياق، قال بايدن: "نسعى إلى بنية تحتية أساسية لتوفير صناعات صديقة للبيئة"، وكشف أن الولايات المتحدة تخطط لـ "انبعاث صفر" من الغازات في عام 2050 مشددا على ضرورة خفض حرارة الأرض بدرجة مئوية واحدة. كما أوضح أن الولايات المتحدة ستضع أساس النمو المستقبلي الصديق للبيئة، مجددا التزام واشنطن بمساعدة الدول التي تعتمد عليها.
من جانبه، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، بالتزام الولايات المتحدة لمواجهة أزمة المناخ. وقال خلال كلمته في القمة إن كوكب الأرض "على حافة الهاوية ويجب بناء ائتلاف عالمي للوصول إلى انبعاث "صفر" للغازات الدفيئة".
من جانبهم تعهد رؤساء دول وحكومات العالم بالعمل على خفض مستوى الانبعاثات عبر العالم.
بدوره، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال، من ناحيته، "نريد أن نتأكد من تطبيق اتفاق كيوتو واتفاقية باريس، وأعرب عن ثقته بأن "من الممكن التوصل إلى خفض فعال لانبعاث الغازات الدفيئة".
أما من جهته، قال رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي: "نهدف إلى تخفيض درجة حرارة الأرض بدرجتين" بينما قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إن بكين ستعمل على على وضع حد لانبعاثات غاز الكربون خلال الأعوام الخمسين القادمة.
وأضاف: "نريد أن نلتزم بالنمو الأخضر لكوكب الأرض".
من جانبه، شدد رئيس الوزراء البريطاني، بوزريس جونسون، على ضرورة دعم هذا الهدف بالقول إن على الدول الغنية توحيد موقفها في مواجهة التغيرات المناخية.
ملايين الوظائف
يأتي الهدف، الذي تم الكشف عنه في بداية قمة المناخ التي تستمر يومين، في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى استعادة الريادة العالمية في مكافحة الاحتباس الحراري بعد أن سحب الرئيس السابق دونالد ترامب البلاد من الجهود الدولية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
كما أنه يمثل معلمًا مهمًا في خطة بايدن الأوسع لإزالة الكربون من الاقتصاد الأميركي بالكامل بحلول عام 2050 وهي أجندة يقول إنها يمكن أن تخلق ملايين الوظائف ذات الأجور الجيدة. ومن المتوقع أن تأتي التخفيضات في الانبعاثات من محطات الطاقة والسيارات وقطاعات أخرى عبر الاقتصاد، لكن البيت الأبيض لم يحدد أهدافًا فردية لهذه الصناعات.
وقال بايدن في تغريدة قبل دقائق من بدء القمة: "لا يمكن لأمة أن تحل هذه الأزمة بمفردها، وهذه القمة هي خطوة على طريق مستقبل آمن ومزدهر ومستدام".