لا سياسة في لبنان هذه الأيام. تحول البلد إلى "عصفورية" سياسية وقضائية. ما يشهده هو حرب النكايات. كانت المشكلة في تشكيل الحكومة، لكن تم القفز فوقها وتناسيها، والإنتقال إلى معارك أخرى.
من ملف التدقيق، إلى صراع مرسوم ترسيم الحدود، والعصفورية القضائية الحاصلة منذ أيام بدون أي حل. وليس بعيداً عن هذا السلوك، ثمة من يريد إقحام الجيش أيضاً في الصراعات، سواء من باب ملف ترسيم الحدود وتحميله المسؤولية أو نصب الافخاخ له، او من خلال الدعوة إلى تنفيذ إنقلاب عسكري يستحيل أن يحصل في لبنان. بينما المطلوب هو تحصين الجيش وإبعاده عن التجاذب، وتحصين المجتمع من خلاله.
تزامنا، لا يزال الإتحاد الأوروبي يفكر بإمكانية فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يتحملون مسؤولية التعطيل، فيما الشروط الأميركية والدولية على حالها لجهة مساعدة لبنان التي تمر من تشكيل حكومة تنفذ برنامج الإصلاح. لا شرط من هذه الشروط الدولية يبدو قابلاً للتطبيق لبنانياً، بسبب النزعات الشخصية في الصراعات القائمة والحسابات المصلحية.
ثمة رهان جديد على المفاوضات الحاصلة في الخارج لعلها تنتج حلولاً في الداخل، ولا سيما في ما خص المفاوضات التي بدأت بين المملكة العربية السعودية وإيران في العراق، على أن تعقد جولة جديدة منها في الأيام المقبلة، حتى الآن لم يتم البحث في الملف اللبناني، فيما تؤكد المعلومات أن البحث يتركز حول ملف اليمن كأولوية لوقف الحرب المطلب الذي يريد تحقيقه الطرفان.
لبنان خارج الحساب حتى الآن، لكن لا قدرة لديه على الإنتظار، إذ في كل يوم تأخير يدنو من الإنفجار. إنفجار معيشي إجتماعي، لن يكون بعيداً عن اي تداعيات أو تطورات خارجية في ظل التربص الإسرائيلي المستمر، بحراً وبراً، بعد مناورات عسكرية متتالية يجريها جيش العدو الرافض بوضوح للمفاوضات الأميركية الإيرانية والساعي إلى عرقلتها.
