Advertise here

رغم الأزمة الإقتصادية وفيروس كورونا.. كرة القدم اللبنانية تكافح للبقاء

19 نيسان 2021 16:30:00 - آخر تحديث: 19 نيسان 2021 18:28:21

رغم الصعوبات التي فرضها انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، تكافح كرة القدم اللبنانية للحفاظ على الحد الأدنى من المستوى لتقديمه للجمهور الوفي للعبة. فجمهور كرة القدم هو الأكبر، ومدرجات المدينة الرياضية وملعب بيروت البلدي وغيرهما من الملاعب، تشهد على الحشود الغفيرة التي كانت تجتمع من مختلف المناطق لتشجّع الفرق التي تحب.

تغيّر واقع كرة القدم مع الجائحة كما تغيّر كل شيء، فبات المشجّعون محرومين من مواكبة أنديتهم من على أرض الملعب، في حين أن الفرق واجهت تحديات كثيرة، منها مادية وأخرى معنوية، حالت دون تقديم المستويات التي اعتاد عليها المتابعون.

بُعيد انتشار الوباء، توقف الدوري اللبناني لكرة القدم لفترة طويلة بسبب الإقفال التام، ومعه توقفت التدريبات، الأمر الذي أثّر سلباً على المستوى البدني للّاعبين، ليعود وينطلق الموسم الجديد وبشكل متقطّعٍ بين كل إغلاقٍ وآخر. 

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد اضطرت مختلف الأندية للتوجّه نحو إجراءاتٍ تقشفية تساعد على الصمود، كالاستغناء عن اللّاعبين الأجانب لعدم توفر العملة الأجنبية من أجل دفع أجورهم، كما وتخفيض رواتب اللّاعبين المحليين، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الموازنات لجهة المدفوعات. 

إلّا أن مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد، فقد تطلّع الشباب اللبناني، خصوصاً الناشئون منهم، للأزمة على أنها فرصة من أجل إبراز مهاراتهم وكفاءاتهم في الحلول مكان اللّاعبين الأجانب.

"الأنباء" الإلكترونية تابعت واقع الكرة اللبنانية مع رئيس نادي "الإخاء الأهلي - عاليه"، سامر خلف، الذي أشار إلى الصعوبات التي فرضها انتشار فيروس كورونا، كما والأزمة الاقتصادية، وذكر أن "إدارة النادي لجأت إلى إعادة هيكلة المدفوعات في سبيل تخفيضها. وهذه العملية شملت أيضاً رواتب اللّاعبين التي طالها (تخفيض التكاليف) Cost Cutting، بالإضافة إلى التجهيزات والمدفوعات الأخرى، خصوصاً في ظل غياب الداعمين، أو ما يعرف بالـ Sponsors، واعتماد النادي على التبرعات، كما والنشاطات التي كان يقوم بها قبل الجائحة، والتي توقفت بسبب كورونا".

لكن خلف لفت إلى، "تفهّم معظم اللّاعبين للواقع الصعب وموافقتهم على الاستمرار ضمن الصيغة الجديدة، وهم كانوا برهنوا عن إخلاصٍ للنادي عبر تقديمهم مستويات فاقت قدراتهم، وذلك يعود إلى شعورهم بالانتماء. كما أن إدارة النادي انتهجت سياسة الاعتماد على الشباب والناشئين، وقد تمّ إشراك 3 لاعبين من ضمن فريق الناشئين مع الفريق الأساسي في دوري الدرجة الأولى، ويجري الاهتمام بقدراتهم لتقديم أفضل المستويات، وتعويض اللّاعبين الأجانب".

إلّا أن خلف لم ينفِ عدم قدرة عددٍ من اللّاعبين على الاستمرار بسبب الصعوبات، ومنهم من لجأ إلى السفر، أو العمل في مجالٍ آخر لمجاراة الأحوال الاقتصادية الصعبة.

للنادي تجربةٌ جديدة هذا العام، وأداءٌ لافتٌ قدّمه مع بداية الدوري، حتى وصفه المحلّلون الرياضيون بالحصان الأسود للموسم 2020-2021، إلّا أنّ النتائج تراجعت نسبياً مع انطلاق المرحلة الثانية.

 وفي هذا السياق، أوضح خلف أنّ،  "المدرب الجديد، فادي الكاخي، وهو الذي تربطه علاقة يسودها التفاهم مع اللّاعبين، ويتمتع بخبرة عالية بعد تدريبه في أكاديميةٍ في قطر، بالإضافة إلى تدريب فرقٍ ناشئة، قدّم مستويات غير مُتوقّعة برفقة اللّاعبين، وتم تحقيق نتائج جيدة. لكن للأحوال العامة في البلاد وقعُها على الأداء، كما وأن نقص الإمكانيات مقارنةً بأقوى الأندية هو سببٌ من جملة أسباب حالت دون استمرار (النادي) المنافسة على الصدارة".

وعن الفئات العمرية في الفريق، فقد نوّه خلف بالنتائج التي تم تحقيقها، "ففريق الإناث أحرز بطولة لبنان في الثلاث مواسم الأخيرة. كما وأنّ فئَتي ما دون الـ19 والـ17، تقدمان نتائج جيدة أيضاً وتحصدان الألقاب، وبات التركيز ينصب على هؤلاء اللّاعبين الذين يشكّلون خزّان الفريق الأول، ويعوّضون الغياب الأجنبي".

وحول تحضيرات الموسم المقبل، ذكر خلف أنّ، "الأوضاع في البلاد تتغير نحو الأسوأ، والنادي سيقيّم مختلف الأمور للوقوف عند أداء اللّاعبين، واختيار من سيبقى"، لكنه أكّد بقاء أولئك الذين يقدّمون مستويات جيدة. 

وأعلن خلف عن "تواصل الإدارة مع عدّة جهات من أجل تأمين تمويل للنادي، ما سيسمح برفع الميزانية، وتحسين أوضاع اللّاعبين أولاً، كما واستقدام آخرين في حال استدعى الأمر".

وختم موجّهاً تحية شكر لجمهور النادي الوفي الذي واكب الفريق في الفترة الصعبة، وأكّد أن الإدارة واللّاعبين موجودون من أجل تقديم أفضل النتائج له.