Advertise here

رحيل المعارض السوري ميشال كيلو.. ووصيته الأخيرة للسوريين: "لا تبقوا ألعوبة بيد الأسد"

19 نيسان 2021 17:35:55 - آخر تحديث: 19 نيسان 2021 17:40:22

إثر الإصابة بفيروس كورونا، توفي الصحافي السوري المعارض ميشال كيلو.

كيلو، وهو مواليد مدينة اللاذقية عام 1940، شغل منصب رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي، ومحلل سياسي وكاتب ومترجم وعضو في اتحاد الصحفيين السوريين.

ترجم كيلو بعضاً من كتب الفكر السياسي إلى العربية، منها كتاب "الإمبريالية وإعادة الإنتاج" و"كتاب الدار الكبيرة"، و"لغة السياسة" و"كذلك الوعي الاجتماعي".

تعرض كيلو للإعتقال في السبعينيات، من ثم سافر إلى فرنسا، وحينما عاد الى سوريا، إعتقل ثانية بتاريخ 14-5-2006 بتهمة إضعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة وإثارة النعرات المذهبية.

قبل وفاته بأسبوع كتب وصية وجهها للشعب السوري، أثناء خضوعه للعلاج من فيروس "كورونا" في إحدى مشافي العاصمة الفرنسية باريس.

ونشر أصدقاء كيلو نص الوصية، بينهم المفكر السوري، أحمد برقاوي، وحملت عنوان "كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات".

وجاء في نص الوصية: "لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءا منها".

وأضاف كيلو: "لا تنظروا إلى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا إليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت إنحيازاتكم تجعل منه عدوا لكم".

وتابع كيلو قوله: "في وحدتكم خلاصكم، فتدبروا أمرها بأي ثمن وأية تضحيات، لن تصبحوا شعبا واحدا ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر إلى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد، الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتهم، وأنتم تعتقدون بأنكم تقاومونه".

وقال كيلو في وصيته للسوريين: "ستدفعون ثمنا إقليميا ودوليا كبيرا لحريتكم، فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما".

وتابع: "لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز.. استمعوا إليهم، وخذوا بما يقترحونه، ولا تستخفوا بفكر مجرب، هم أهل الحل والعقد بينكم، فأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع".

وفي ختام الوصية أوصى كيلو السوريين باعتماد أسس للدولة "يسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينهم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لهم".

واعتبر الراحل أن "استقرار هذه الأسس يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة".