Advertise here

العدل مهدّدٌ من مالكي القرار.. وحكومياً كثرةُ حركة وقلة بركة

19 نيسان 2021 05:55:13

"العدل أساس الملك"، لكن الوضع في لبنان في مكان آخر تماماً. فهنا العدل مهدّد بسبب مالكي ناصية القرار الذين أمعنوا تسييساً وتطييفاً في القضاء وضرباً في ما بقي من استقلاليته، في وقت يقبع فيه اقتراح قانون استقلالية السلطة القضائية في الأدراج، تماما كما التشكيلات القضائية.

وما يجري في القضاء لم يحجب الأنظار عن تعطيل تشكيل الحكومة، بل أضاف إلى المشهد سوداوية أكثر مع تمدد الفوضى في طول مؤسسات الدولة وعرضها، وفي ظل إستمرار صمّ الأذان عن المطالبات والدعوات المتكررة لتشكيلها. وأمس جدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انتقاده للتعطيل، وأعلن رفضه ممارسة الجماعة السياسية وبخاصة المقيمين في السلطة المضي في خيارهم سلوك درب الإنهيار، ومكابرتهم على قبول الحلول المتوافرة، وإقفالهم كل باب يأتي منه الخير والمساعدات للشعب وللبنان، فيما كان لافتا قوله "ليس لبنان بحكم هويته دولة دينية وطائفية ومذهبية، بل الإنتماء إليه هو إنتماء بالمواطنة لا بالدين. نريد حكومة واحدة لكل اللبنانيين، لا مجموعة حكومات، لكل طائفة حكومتها داخل الحكومة".

في غضون ذلك يواصل الرئيس المكلف سعد الحريري زيارته الى الفاتيكان التي سيمضي فيها ثلاثة أيام يتوّجها بلقاء البابا فرنسيس، فيما توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الى قطر في أول زيارة خارجية منذ توليه رئاسة الحكومة التي عاشت في عزلة عربية ودولية لم تشهدها من قبل. أما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل فقد بدأ بحزم حقائبه للتوجه الى موسكو بدعوة من الخارجية الروسية، محاولا هو الآخر اقتناص فرصة هذه الدعوة للخروج من عزلته.

مصادر سياسية اعتبرت في حديثها لـ "الأنباء" الإلكترونية أن زيارة باسيل "لن تنعكس إيجابا على مسار تأليف الحكومة، لأن مكمن اهتمامه يقبع في ما فرضته الولايات المتحدة الأميركية عليه من عقوبات، ولذا ستكون رزنامة محادثات باسيل في موسكو حول موقف القادة الروس حيال مطالبه".

عضو تكتل "لبنان القوي" النائب أسعد درغام رأى أنه "من الطبيعي أن تتطرق محادثات باسيل في موسكو الى الأزمة الحكومية وطريقة حلها بدعم روسي"، مؤكدا لـ "الأنباء" الإلكترونية "جهوزية التكتل للمساعدة على الحل"، وأمل أن "تكون نتائج الزيارة إيجابية وتساعد على الخروج من الأزمة".

من جهة أخرى توقع درغام أن "تعطي زيارة الرئيس دياب الى قطر النتائج المرجوة منها، خاصة أن موقف قطر من مساعدة لبنان كان متمايزا".

عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب محمد خواجة قلّل من أهمية النتائج التي قد تسفر عنها زيارة باسيل الى روسيا، مشيرا الى أن الرئيس المكلف التقى القادة الروس قبله "فماذا كانت النتيجة؟ وما هي نتائج زيارات الموفدين الدوليين والعرب؟"، ودعا في حديثه لـ "الأنباء" الإلكترونية "باسيل وغيره للسير بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري باعتبارها فاعلة ومن دون ثلث معطل".

في الموضوع القضائي، إستغربت مصادر بيت الوسط عبر "الأنباء" الإلكترونية "تحريض القضاة" من قبل من وصفتهم "بغرفة الأوضاع في القصر الجمهوري" على "إغتصاب صلاحيات ليست لهم والتمرد على صلاحيات مجلس القضاء الأعلى ورئيسه والنيابة العامة التمييزية والتفتيش القضائي، والطلب من بعض القضاة الإستنكاف وعدم المثول أمام المراجع القضائية المختصة، إضافة إلى إستباحة القوانين والدساتير". وسألت المصادر: "كيف يمكن لرئيس الجمهورية أن يكون حكما وهو يسعى الى إلغاء السلطات وانتهاج إسلوب التعطيل؟".

الى ذلك يستمر قلق المواطنين حيال الموضوع المعيشي مع اقتراب رفع الدعم عن السلع الأساسية. في هذا السياق سأل عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جوزيف إسحق عبر "الأنباء" الإلكترونية: "كيف سيتم رفع الدعم بدون خطة تضمن صمود ذوي الدخل المحدود؟ وأين أصبحت البطاقة التمويلية؟".

ورأى إسحق أن "لا أمل بالأكثرية الموجودة"، وأضاف: "من يسمع مواقفهم يظن أنهم بالمعارضة وليس بالموالاة". واعتبر أن "لا حل إلا بانتخابات نيابية مبكرة أو في موعدها وإعطاء الإرادة الشعبية فرصة للتعبير عن رأيها".