Advertise here

42% من العائلات عاجزة عن تأمين إفطارها.. فكيف تأثرت الأسعار في رمضان؟

17 نيسان 2021 13:11:23

قبل حلول شهر رمضان المبارك، بدأ الحديث عن الأسعار التي عادةً ما ترتفع خلال هذا الشهر. وبما أن اللبناني يعاني أصلاً من الأزمة الاقتصادية التي تشدّ خناقها على أعناق الجميع، والتي أدّت إلى الارتفاع الجنوني بالأسعار، وإلى عدم قدرة كثيرين على الحصول على السلة الغذائية، صار السؤال الدائم، كيف ستتأثر الأسعار؟ وهل ستتمكن الأسر من تأمين قوتها؟ وماذا عن الإفطارات خلال هذا الشهر؟ 

قدّر مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية في بيروت الكلفة الشهرية للإفطار، لأسرةٍ مؤلفة من 5 أفراد بحوالي مليون و800 ألف ليرة، فيما أشارت الدراسة إلى أن تلك الكلفة لا تتضمن المياه، أو العصائر، أو الحلويات، أو نفقات الغاز، أو الكهرباء، ومواد التنظيف.

فقد قام باحثو مرصد الأزمة باحتساب دقيق لكلفة وجبة إفطار مكونة من حبة تمر، وحساء العدس، وسَلطة الفتوش، ووجبة أرز مع دجاج، ونصف كوب من لبن البقر، وذلك اعتماداً على المقادير والكميات المنشورة في كتاب "ألف باء الطبخ"، وعلى أسعار الجمعيات التعاونية في بيروت، مع العلم أنه جرى احتساب الأطعمة والكميات لتقدم 1,400 سعرة حرارية للفرد كمعدل ضروري لإفطار شخص. وبناءً على ذلك، جاءت كلفة الإفطار اليومي المؤلف من مكونات ووجبة أساسيّة للفرد الواحد بـ 12,050 ليرة، أي 60,250 ليرة يومياً لأسرة مؤلفة من 5 أفراد. 

وأشار إلى أن الأسر ستتكبد في هذا الشهر أكثر من مرتين ونصف (2,6) من  الحدّ الأدنى للأجور لتأمين إفطارها، وستجد 42.5% من العائلات في لبنان، والتي لا تتعدى مداخيلها مليون و200 ألف ليرة شهرياً، صعوبة في تأمين قوتها بالحد الأدنى المطلوب.

من جهته، لفت الباحث في الدوليّة للمعلومات، محمد شمس الدين، في حديثٍ لـ"الأنباء" الإلكترونية، إلى أّنه، "في السنوات السابقة كانت أسعار بعض السلع ترتفع مع بداية شهر رمضان، ولا سيّما الخضار. ولكن اليوم، ولأن وتيرة ارتفاع الأسعار مستمرّة منذ سنة ونصف السنة، وحتى أنّها ارتفعت أيضاً قبل شهر رمضان، فلم نشهد ارتفاعاً مع بدء الشهر".

ويقول في مقارنة مع السنوات السابقة: "كانت الأسعار تكون مستقرّة، ومع بدء رمضان ترتفع. إنّما اليوم، ولأن الأسعار ترتفع كل جمعة تقريباً، وتتغيّر بين اليوم والآخر، فلم تتأثر بحلول رمضان". ويضيف شمس الدين: "خلال شهر آذار مثلاً ارتفعت الأسعار بنسبة تتراوح بين 25 في المئة إلى 30 في المئة بحسب نوع السلعة، وحتى في الأسبوع الأوّل من نيسان ارتفعت بنسبةٍ من 5 إلى 10 في المئة. ونشهد هذا العام ارتفاعاً دورياً بمعزلٍ عن رمضان، وبالتالي فَقَد شهر رمضان تأثيره على الأسعار، فلم يعد السبب في الارتفاع الحاصل". 

وعمّا إذا كنّا سنشهد انخفاضاً بالأسعار بعد شهر رمضان، يقول شمس الدين: "بما أن الأسعار لم ترتفع بسبب شهر رمضان، فلن نشهد انخفاضاً بالأسعار مع نهاية الشهر، إذ لم يكن هو السبب وراء الارتفاع".

تتفاوت الأسعار، وتتغيّر القدرة الشرائية للمواطنين، ومعها تتغيّر وتتأثر أحوال العديد من اللبنانيين، فتتراجع من السيّء إلى الأسوأ. ويبقى السؤال إلى متى ستدوم هذه الأزمة؟!