Advertise here

قداس دير القمر يكرس وحدة الجبل... والمصالحة كما كانت ستبقى!

22 آذار 2019 13:09:00 - آخر تحديث: 23 آذار 2019 21:01:56

ليس خافياً على أحد الاختلاف في وجهات النظر وفي مقاربة كل فريق للملفات الوطنية والإقتصادية المطروحة بين الحزب التقدمي الإشتراكي والتيار الوطني الحر، إلا أن هذا الاختلاف لم يكن يوماً خلافا على المصلحة الوطنية العليا وعلى العيش المشترك والسلم الأهلي في لبنان، والذي يتجلى في أبهى صوره بمصالحة الجبل التاريخية بين وليد جنبلاط والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير، التي لم تكن يوماً مصالحة فولكلورية إنما مصالحة ثابتة وعميقة في الوجدان الوطني، والتي لا تزال تتجدد باستمرار وسيكون لها فصلاً جديدا مشرقا في تكريس الجبل النموذجي يوم السبت في قداس دير القمر حيث سينضم اليها فريقا جديدا لما فيه خير الجبل.
فرئيس الحزب وليد جنبلاط كان حريصاً منذ عودة العماد ميشال عون من فرنسا إلى نسج خيوط العلاقة معه، فشهدت حرارة أحيانا وافتراقا أحيانا أخرى، إلا أنه كان سباقا قبيل انتخابه رئيساً للجمهورية إلى إعلان تأييده ودعم ولايته لما فيه مصلحة لبنان كما أعلن مسبقاً ترحيبه بتفاهم معراب، وتطور الأمر بعد مرحلة الإنتخابات النيابية، وبدا واضحا الحرص من قبل المختارة كما رئيس الجمهورية على تمتين هذه العلاقة ووضع حد لبعض الخلافات التي نشأت نتيجة الانتخابات وقد يكون قد تأثر الشارع بها، وهذه الأجواء تزداد إيجابية يوماً بعد يوم.


وفي هذا السياق، زار الوزيران أكرم شهيب ووائل أبو فاعور قصر بعبدا بتكليف من جنبلاط وحملا منه رسالة تتسم بالرغبة الصادقة في إرساء أفضل علاقة وتفاهم مع رئيس الجمهورية، في وقت يقام يوم السبت القداس في دير القمر، بما يساهم في توطيد المصالحة وتعزيزها، والتي يحرص عليها جنبلاط كأولوية في عمله السياسي،
الأمر الذي ينعكس على العلاقة مع التيار الوطني الحر حيث ثمة حرص مشترك على تطويرها وإزالة الشوائب منها، ترجمة لإيمان جنبلاط بالتعددية والتنوع الذي يميز لبنان، ولمعرفته بأن هذا التنوع قادر على نقل  لبنان إلى مراحل سياسية أكثر إستقراراً.
فالانظار تتجه إلى الشوف مجددا، هذه المنطقة التي حمت لبنان بتنوعها، ومتى سقطت سقط لبنان، وهذه هي ميزة الجبل وأهله، فالعلاقة الطيبة التي يحرص عليها جنبلاط مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني تشكل امتداداً للعلاقات الممتازة التي نسجها مع كل القوى السياسية الفاعلة في الجبل من القوات اللبنانية والمستقبل والكتائب والجماعة الإسلامية والوطنيين الأحرار والشخصيات المستقلة وسواهم، والذي ستتم ترجمته في المحطات الوطنية دائماً لما فيه خير هذا البلد ومستقبله.